أهالي شهداء ليبيا لـ"الوطن": صوتنا الانتخابي رد للجميل وننتظر الجثامين

كتب: سلوى الزغبي ودينا عبدالخالق

أهالي شهداء ليبيا لـ"الوطن": صوتنا الانتخابي رد للجميل وننتظر الجثامين

أهالي شهداء ليبيا لـ"الوطن": صوتنا الانتخابي رد للجميل وننتظر الجثامين

لم ينتظروا طويلًا حتى يروا قصاص أبنائهم الأقباط الذين استشهدوا على ساحل مدينة سرت الليبية بذبحهم على يد أعضاء تنظيم "داعش" الإرهابي، فانتقام القوات المسلحة من القتلة، الذي جاء بعد ساعات من الحادث، دفعهم للحرص على إداء واجب وطني تمثل في مشاركتهم في انتخابات رئاسية أتت بعد استشهاد ذويهم بـ3 أعوام كاملة.

"صليب ميخائيل"، خادم في كنيسة شهداء الإيمان بليبيا في قرية العور بمحافظة المنيا، فقد 6 من أقربائه في هذا الحادث الأليم "خالي وابن عمتي و2 من ولاد عمي و2 من ولاد خالي"، إلا أنه صمم على النزول للمشاركة في الانتخابات الرئاسية 2018.

"أمر وطني.. واحنا بنعتز بوطنيتنا"، الواعز الذي يُحرك صليب وعائلته، وأملهم في حياة كريمة بها عيش وحرية وعدالة اجتماعية "كلنا هنشارك وهنبني بلدنا" وسوف ننتخب رجل أفعال وليس كلام عمَّر وأصلح البلد، وكذلك العائلة التي تحث في كل وقت على النزول واعتباره أمرًا إلزاميًا ليقول إن الشهداء كانوا معتادين على الانتخاب والمشاركة في الاستحقاقات السياسية، متمنيًا أن تعود جثامين الشهداء إلى مصر ويهتم الرئيس عبدالفتاح السيسي حال فوزه بالصحة خصوصًا في الصعيد، وكذلك منظومة التعليم خاصة المرحلة الابتدائية "حاجات كتير بتمني تتصلح".

توجه مكاري نجاتي، شقيق الشهيد لوقا نجاتي أحد شهداء الأقباط في ليبيا، إلى لجنة اقتراعة بقرية السوبي التابعة لمركز العور قبل توجهه إلى محل عمله، غير عاملًا بالجملة التي تتردد بأن "الرئيس السيسي كدة كدة هيكسب"، معتبرًا قول ذلك يمنع الناس عن النزول "لكننا عاوزين نثبت إنه هيكسب عن طريق نزول الشعب".

في العام 2014 كان شقيق "نجاتي" وابن عمه عصام بدار الذي اسشتهد أيضًا في الحادث، في ليبيا ولكنهم تمنوا فوز الرئيسي عبدالفتاح السيسي حينها "كنا عاوزينه بأي شكل"، ليرى نجاحه في استعادة الأمن الذي فقدته مصر خاصة في فترة حكم الإخوان، ولكنه يتمنى في حال فوزه بفترة ثانية أن يُكمل المشروعات التنموية وأن يزداد تركيزه في الصعيد أكثر من ذلك والأجهزة المحلية بها حتى لا يضطر أبناء الجنوب إلى السفر وتتعرض حياتهم للخطر، وعودة رافات ذويهم.

"طبعا لازم نشارك ونزلنا كلنا أنا ومراتي وأولادي، علشان نقول للسيسي شكرًا أنك جبتلنا حق أبننا الشهيد".. بهذه الكلمات عبّر مكين ذكي والد الشهيد "ميلاد"، من أهالي أقباط ليبيا، عن اهتمامه الحقيقي بالمشاركة بالانتخابات الرئاسية 2018، مؤكدًا أن ذلك ولَّد داخله شعورًا قويًا بالمسؤولية تجاه البلاد والتي تمثلت بذلك الحدث الضخم الذي تشهده حاليا.

وقال والد الشهيد ميلاد، إنه سيدلي بصوته في مدرسة العور بقرية الشهداء التابعة لمركز سمالوط شمال محافظة المنيا، والذي سيمنح للرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث يعتبر إن ذلك محاولة منه لـ"رد الجميل" إلى المرشح الرئاسي بعد أن اقتص للشهداء بضرب معاقل تنظيم "داعش" بالبحر المتوسط عقب ساعات قليلة من بث الفيديو الذي يظهر مذبحة أقباط ليبيا، مضيفا: "وأتمناله الخير في اللي جاي، وأن ربنا يسنده ويقويه، وهنتخبه تالت ورابع وعاشر كمان لو أترشح".

انطلقت اليوم، الانتخابات الرئاسية، في تمام الساعة التاسعة صباحا، وتستمر لثلاثة أيام. ويتنافس في الانتخابات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى.

ويحق لـ59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبا، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، وهم إجمالي الناخبين المقيدين في الكشوف الانتخابية، ويشرف على العملية الانتخابية 18 ألفاً و620 قاضياً من 4 هيئات قضائية، على 13 ألفاً و706 لجان فرعية بجميع المحافظات، و110 آلاف موظف إداري وسط إجراءات أمنية مشددة.

وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، الثاني من أبريل لإعلان نتيجة الانتخابات. وفي حال أسفرت النتائج عن الحاجة لإعادة، ستجرى انتخابات في الفترة من 19 إلى 21 من أبريل بالنسبة للمصريين في الخارج، وفي الداخل ستجري الإعادة من 24 إلى 26 أبريل، وتعلن النتيجة النهائية في الأول من مايو.


مواضيع متعلقة