مفاجأة.. مخابز «منظومة الخبز» تبيع الرغيف بـ«نص جنيه»

كتب: حسام فيكتور

مفاجأة.. مخابز «منظومة الخبز» تبيع الرغيف بـ«نص جنيه»

مفاجأة.. مخابز «منظومة الخبز» تبيع الرغيف بـ«نص جنيه»

يبدو أن جهود الدولة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه تذهب سدى أحياناً، بعد انتشار ظاهرة بيع الخبز المدعم للمواطنين خارج المنظومة، وكشفت جولة لـ«الوطن» على عدد من المخابز التابعة لمنظومة التموين، بمناطق مختلفة فى الجيزة والقاهرة والقليوبية عن قيام أصحابها ببيع الخبز المدعم، لمن لا يملك البطاقة التموينية، بأسعار متفاوتة تصل فى بعض الأحيان إلى نصف جنيه للرغيف، فى حين تبيع مخابز أخرى الثلاثة أرغفة بجنيه واحد فقط، وهو ما يعد مخالفة قانونية تستوجب الغلق، بحسب ما أكده مسئول بوزارة التموين، فيما اعتبر أصحاب المخابز أنهم يقومون بمساعدة المواطنين الذين لا يمتلكون «الكارت الذكى» لصرف الخبز.

يقول كريم حمدى، 27 عاماً، صاحب أحد محلات الملابس، من قاطنى منطقة «عرب المعادى»، لـ«الوطن»، إنه يلجأ إلى مخبز «عرب المعادى» التابع للشركة العامة لمخابز القاهرة الكبرى، لشراء احتياجات أسرته اليومية من الخبز والتى يضطر فيها لدفع جنيه مقابل ثلاثة أرغفة يومياً، وتابع: «للأسف قدمت على بطاقة التموين منذ أكثر من عام وحتى الآن لم أتمكن من استخراجها وهو ما يجعلنى أضطر لشراء الخبز بأسعار مبالغ فيها».

{long_qoute_1}

وعلق أحمد محمد، 39 عاماً، صاحب «سوبر ماركت»، والذى يقطن فى نفس المنطقة، قائلاً: «بنشترى كل يوم 15 رغيف بـ5 جنيه.. بيستغلونا أسوأ استغلال». فيما أكدت نادية أحمد، 45 عاماً، ربة منزل، بالمنطقة ذاتها، على أنها تشترى 12 رغيفاً بأربعة جنيهات وتعبر عن استيائها قائلةً: «فين الرقابة من اللى بيحصل لنا؟».

فى المقابل أكد محمد عبدالله، 42 عاماً، صاحب مخبز «عرب المعادى» أنه يبيع الخبز لعمال اليومية، الثلاثة أرغفة بجنيه، لأنهم يحتاجون للطعام ولا يمتلكون آلية لصرف الخبز داخل المنظومة، على حد قوله، ويتحدث عن حصته من الدقيق يومياً بقوله: «حصتى من الدقيق كانت 22 شيكارة، دلوقتى بيتصرف لى 18 بس فى اليوم الواحد»

وفى حى شرق شبرا الخيمة، تشكو «أم شهد»، 38 عاماً، من تعمد أصحاب المخابز بالمنطقة بيع الخبز المدعم خارج المنظومة: «أفران المنطقة اللى تبع التموين بيبيعوا العيش برا البطاقة إحنا اللى معانا بطاقة بنتظلم وبنيجى مابنلاقيش عيش»، وتؤكد جارتها «أم محمد» أن مخبز «عشماوى السيد» يبيع الرغيفين بدون بطاقة التموين بجنيه، ومخبز «محمد عبدالفتاح» بيبيع العيش الثلاثة أرغفة بجنيه، موجهةً رسالة لوزير التموين قائلةً: «المنظومة مش كفاية وأصحاب المخابز بيلعبوا بقوتنا وقوت عيالنا».

{long_qoute_2}

فيما يقول محمد عيد فضل، 70 عاماً، على المعاش، أحد قاطنى مدينة المنوفية بحى شرق شبرا الخيمة، إنه يشترى الخبز من مخبز «عشماوى» الرغيفين بجنيه بينما فرن «محمد عبدالفتاح» بيبيعه الثلاثة أرغفة بجنيه، والمخبزين بيبيعوا الخبز خارج البطاقة التموينية، ويعبر عن غضبه قائلاً: «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى بيتاجر فى قوت الغلابة».

من جانبه اعتبر عشماوى السيد، 32 عاماً، صاحب المخبز أن بيع العيش خارج بطاقة التموين يجب أن يكون بثمن مختلف، فالرغيفان بجنيه، وهذا يحدث فى حالة وجود فائض فى كمية الخبز المنتجة فى بعض الأيام ويشير إلى أن سقوط النظام الخاص بماكينات صرف الخبز أكبر المشاكل التى تواجهه ويتمنى حلها.

فيما اختلف سعر الخبز فى مخبز «عبدالفتاح» التابع للمنظومة، وهو ما أكده صاحبه، محمد عبدالفتاح، 57 عاماً: «ببيع العيش الخمسة أرغفة بجنيه برا البطاقة عشان الغلبان ياكل»، ويعبر عن غضبه من مفتشى التموين بسبب صرف 20 جوالاً يصل وزن الواحد 50 كيلوجراماً، وطالب بزيادة الأجولة الموزعة كما كان معتاداً من قبل.

الوضع لم يختلف كثيراً فى منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، يقول حسين محمد، 45 عاماً، بائع خضار بشارع ناهيا: بشترى العيش من مخبز حكومى بالمنطقة يومياً الخمسة أرغفة بجنيه، ويوجه رسالة لوزير التموين قائلاً: «أصحاب المخابز يا معالى الوزير بيلعبوا فى المنظومة عشان يحققوا أكبر مكسب».

واعتبر محمد عمر، 57 عاماً، صاحب مخبز «عمر»، الكائن فى شارع إبراهيم السيد منطقة بولاق الدكرور، أن بيع الخبز خارج المنظومة، هو مساعدة لمن لا يمتلك البطاقة أو لديه أزمة فى أوراقه: «بيجيلى ناس غلابة بيطلبوا رغيفين أو تلاتة عشان يفطروا ببيع لهم الرغيف بربع جنيه ودا بيعمل عجز معايا على ماكينة الصرف بييجى مفتش التموين يراجع المكنة ويعمل لى محضر مخالفة».

فى المقابل قال ممدوح رمضان، المتحدث الإعلامى لوزارة التموين، إن أى عملية لصرف الخبز خارج منظومة بطاقات التموين تعد مخالفة قانونية، مؤكداً لـ«الوطن» أن المخابز المخالفة يتم الإبلاغ عنها على الفور: «نوجه مفتشى التموين للتحقيق واتخاذ كافة الإجراءات والتى تتمثل فى توقيع مخالفة على صاحب المخبز أو سحب الترخيص وغلق المنشأة، ولا يوجد ما يسمى بمخبز يبيع «مدعم» وفى نفس الوقت يبيع عيش سياحى».


مواضيع متعلقة