المشغولات اليدوية حرفة «بسنت» وأمها: «نفسى تدخل مدرسة»

كتب: إيمان هلب

المشغولات اليدوية حرفة «بسنت» وأمها: «نفسى تدخل مدرسة»

المشغولات اليدوية حرفة «بسنت» وأمها: «نفسى تدخل مدرسة»

تعيش منذ طفولتها حياة تتسم بالبساطة، تذهب بخطوات مُسرعة إلى المدرسة الابتدائية مع ذويها من الأصحاء للتعلم واللعب، بالرغم من إعاقتها الذهنية البسيطة التى لم تكن عائقاً أمام تحصيلها الدراسى، إلى أن أتمت الثانية عشرة من عمرها لتجد بصرها يضعف تدريجياً نتيجة التهاب فى عصب العين حتى أصبحت كفيفة تماماً، هى بسنت محمد، التى تغيرت حياتها وأصبحت ترى بيديها وأذنيها بدلاً من عينيها.

«بسنت كانت طبيعية وبتجيب جيد جداً وامتياز فى الامتحانات مع إن كان عندها كهرباء زيادة فى المخ وإعاقة ذهنية بسيطة».. هكذا تصف زينب الطواوى، 41 عاماً، وضع ابنتها بسنت، 15 عاماً، التى اعتادت على الذهاب لمدرسة الحجاز الخاصة للمرحلة الابتدائية بمنطقة مصر الجديدة، وتركتها بسنت وهى بالصف السادس الابتدائى بعدما أصبحت كفيفة تماماً لأنها لم تستطع التأقلم مع الوضع أو التعامل مع زملائها.

بدأت مشقة الأم فى البحث عن مدرسة لذوى الاحتياجات الخاصة من أجل تعليم طفلتها وجعلها شخصاً قادراً على الاعتماد على ذاته حتى التحقت بمدرسة «النور والأمل» الحكومية لرعاية الكفيفات بميدان المحكمة فى مصر الجديدة وهى فى الثانية عشرة من عمرها، ما دفعها لتحمل نفقات 200 جنيه شهرياً لسائق التاكسى الذى يصطحب ابنتها للمدرسة، «عشان أبعدها عن بهدلة المواصلات ومحدش يضايقها».

لم تكتمل فرحة الأم حيث قررت المدرسة طرد ابنتها بعد انقضاء عامين فقط مبررين ذلك بعدم استعدادها للتعلم: «بسنت كانت فى الورش بس، وقالوا لى إنها مكانتش عارفة تمسك الخوص تبلّه وخايفين يدوها مشرط عشان تشتغل معاهم فتعور نفسها»، تقول «زينب» متأثرة بوضع طفلتها الصغرى لتعانى من نفس المشكلة مرة أخرى حتى اهتدت لمركز خاص بالحى السابع فى مدينة نصر تذهب إليه يومياً لتبدأ جلساتها من الثامنة صباحاً حتى الثانية عصراً لتلاحظ تحسن حالة ابنتها وقدرتها على إدراك المثيرات من حولها فضلاً عن تطور مهارات الطفلة فى تصميم المشغولات اليدوية.


مواضيع متعلقة