«محمد».. كفيف وأصم بـ8 بطولات سباحة ومهارات حياتية

«محمد».. كفيف وأصم بـ8 بطولات سباحة ومهارات حياتية
- أطباء العيون
- الاحتياجات الخاصة
- الشيخ زايد
- تأهيل الأطفال
- تنمية مهارات
- جامعة عين شمس
- إعاقة
- كفيف
- أصم
- أطباء العيون
- الاحتياجات الخاصة
- الشيخ زايد
- تأهيل الأطفال
- تنمية مهارات
- جامعة عين شمس
- إعاقة
- كفيف
- أصم
يبدأ بتحريك أنامل أصابعه من أسفل وجه من يحدثه إلى شعره ثم يديه ليتعرف على من يلقاهم للمرة الأولى، فيداه وأنفه كل ما يعتمد عليه الطفل محمد محمد حسن، 11 عاماً، فى معرفة الأشياء من حوله بعد أن فقد أغلب حواسه من سمع ونطق وإبصار، يستطيع تمييز مدرب السياحة الذى يدربه 6 أيام أسبوعياً بنادى 6 أكتوبر من خلاله رائحته وملمسه، أما المدير الفنى لفريق السباحة فيميزه من خلال الميدالية التى يضعها فى جيبه. وبالرغم من إعاقاته تمكّن من الحصول على 8 بطولات لذوى الاحتياجات الخاصة عن فئات الإعاقة الحركية وكفّ البصر فى السباحة نظراً لعدم توافر بطولات لفئة متعددى الإعاقة، وتمكن من ممارسة حياته الطبيعية باللعب مع أشقائه الأصحاء الذين لا يعانون من أى إعاقات وهم «عهد»، بالصف الثالث الإعدادى، و«حسن» شقيقه التوأم، بالصف السادس، و«محمد».. دائم الاستكشاف بيديه خاصة عند زيارته لأماكن جديدة فلا يتوقف عن تحسس ما يحيطه حتى يتعرف على كل زاوية بالمكان، وقادر على الاعتماد على ذاته والتحرك وحده دون مساعدة الآخرين له.
«محمد اتولد فى السابع مع أخوه التوأم وقعد فى الحضّانة 39 يوم، وبعد أما خرج بفترة اكتشفت إنه كفيف نتيجة زيادة جرعة الأكسجين اللى أخدها، وده أثّر على عصبَى السمع والبصر لديه»، هكذا شرحت هند محمود، 38 عاماً، الحاصلة على دبلوم تجارة، وضع طفلها الذى اكتشفت أنه كفيف وهو بعمر 6 أشهر بعد أن لاحظت عدم استجابته لإشارات يديها عند تحريكها أمام عينيه، ما دفعها لعرضه على كثير من أطباء العيون المتخصصين فى الشبكية الذين أكدوا لها أنه مصاب بتليف وانفصال فى الشبكية من المرحلة الخامسة والأخيرة: «الدكاترة قالولى أى عملية لمحمد مالهاش فايدة لأنه مش هيشوف زينا ولكن هيشوف خيالات». بعد أن أتم محمد عامه الأول اكتشفت الأم أنه أصم وأبكم من خلال تقرير مقياس السمع الذى خضع له بمعهد «السمع والكلام» الموجود بمنطقة إمبابة وأفاد بأنه لا يسمع بالأذن اليسرى نهائياً، أما اليمنى فبها بقايا سمع لا تتعدى الـ20%، ما دفعها إلى تركيب سماعات له ولكن دون جدوى، ومن ثم خضع لعملية زراعة قوقعة فى أذنه اليسرى وهو فى عامه الخامس بمستشفى الشيخ زايد بتكلفة 180 ألف جنيه، لكن بلا فائدة أيضاً.
{long_qoute_1}
محاولات عديدة قام بها الوالدان للبحث عن أخصائى تخاطب وتنمية مهارات قادر على التعامل مع طفلها من خلال التردد على المراكز، بدأت بوحدة التخاطب الموجودة بجامعة عين شمس التى رفضته بحجة أنهم لا يتعاملون مع حالات الصم المكفوفين، بالإضافة إلى منتجع خاص لتأهيل الأطفال متعددى الإعاقة بمنطقة الهرم تصل مصاريفه إلى 18000 جنيه فى السنة، وبعد ذلك قررا إحضار أخصائى لطفلهم بالمنزل يعطيه جلسات 3 أيام أسبوعياً، ونجح بالفعل فى تنمية مهاراته وجعله قادراً على الاعتماد على ذاته وزيادة ثقته بنفسه: «علمه الجرأة وازاى يركّب البازل ويعمل أشكال متنوعة من الخرز»، فضلاً عن دور أشقائه الذين ساعدوا فى ذلك، حيث كانوا يصطحبون محمد معهم للنادى دون الحرج منه بل يتفاخرون بذكائه، بالإضافة إلى دور «ولاء»، أستاذة «الشادو» التى كانت مقيمة معهم بالمنزل، والتى جعلت طفلهم قادراً على التعبير عن بعض ما يريده من خلال إشارات بدائية ليست لها علاقة بلغة الإشارة: «محمد لما بيشاور بصباع واحد على فمه بيكون عاوز يشرب، ولو بصوابعه كلها يبقى جعان، ولو على بطنه يكون عاوز يدخل الحمام». وتضيف «هند» أنها لم تجد حتى الآن أخصائى تخاطب متخصص فى حالة طفلها قادر على تعليمه شيئاً جديداً والارتفاع بمستواه بحيث يكون قادراً على النطق باعتباره يسمع بنسبة 20%: «محمد عنده تشبع من المهارات الحياتية، لكن مفيش حد يقدر يعلمه تخاطب، وأنا كان نفسى يتعلمه».