نجلاء فتحى: 10 سنوات «سايس» فى المنيل: «ما تقوليش يا أسطى»

كتب: مها طايع

نجلاء فتحى: 10 سنوات «سايس» فى المنيل: «ما تقوليش يا أسطى»

نجلاء فتحى: 10 سنوات «سايس» فى المنيل: «ما تقوليش يا أسطى»

دوى صوت أجش انطلق فى المكان، ظن المقربون منه أنه لرجل ضخم البنيان حاد الطباع، على غير الحقيقة فصاحبته امرأة ثلاثينية تضع قبعة فوق رأسها، لتحتمى من حرارة الشمس ومضايقات الزبائن، فطبيعة عملها تضطرها للبقاء فى شوارع المنيل طوال اليوم. نجلاء فتحى، 38 عاماً، تتسم بالحيوية والمرونة فى عملها كـ«سايس»، فتارة تجرى خلف السيارات لتوفير مكان للركن، وتارةً تسرع نحو السيارات المغادرة وتنظف زجاجها، للفوز بقليل من الجنيهات تُضاف على ثمن الانتظار الذى حددته بـ5 جنيهات، ولا تتخلى وسط كل ذلك عن شهامتها ومروءتها حين تصادف سيدة مسنة، فتقوم على الفور بإيقاف السيارات لها، وتساعدها على عبور الطريق. تعمل «نجلاء» من الـ6 صباحاً، حتى الـ3 عصراً، وأحياناً تُضاف لفترة عملها ساعتان لزيادة يوميتها، التى تنفقها على أبنائها الثلاثة، وزوجها المريض: «محدش بيشتغل غيرى، عيالى فى المدارس كلهم، وأبوهم تعبان ما يقدرش على الشغل، والست الأصيلة تقف جنب جوزها لحد ما ربنا يشفيه».

10 سنوات مضت على «نجلاء» وهى تعمل سايس، تحديداً منذ مرض زوجها: «زمان كنت بنضف البيوت أو أى مكان بالساعة، وأجيب اللى فيه النصيب وأساعد فى البيت. دلوقتى الحمل كله بقى عليّا»، أكثر ما يؤذيها هو التخلى عن أنوثتها، والتظاهر بالقوة والصوت الخشن والأسلوب الحاد فى التعامل، حتى تقوى على العمل فى الشارع، وفى مهنة يحتكرها الرجال: «أكتر حاجة توجع الست لما الناس مايشوفوهاش ست، ويقولولها يا أسطى».


مواضيع متعلقة