السيسي يرسخ لعلاقات الأخوة بين مصر والسودان في ذكرى تحرير طابا

كتب: كريم سعيد

السيسي يرسخ لعلاقات الأخوة بين مصر والسودان في ذكرى تحرير طابا

السيسي يرسخ لعلاقات الأخوة بين مصر والسودان في ذكرى تحرير طابا

في إطار علاقات الأخوة الأزلية والروابط المشتركة، التي تجمع بين شعبي وادي النيل، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، نظيره السوداني عمر البشير، في زيارته للقاهرة ضمن إطار مواصلة التشاور بين الرئيسين لبحث سبل تعزيز العلاقات في المجالات كافة، وبما يسهم في تحقيق مصالح الشعبين المصري والسوداني الشقيقين. وتأتي الزيارة بالتزامن مع ذكرى تحري طابا التي توافق 19 مارس من كل عام.

وتحل اليوم ذكرى تحرير طابا في 19 مارس عام 1989، عندما رفع الرئيس السابق محمد حسني مبارك، العلم المصري عليها، على خلفية توقيع الرئيس الراحل أنور السادات اتفاقية السلام عام 1979 والتي تطالب إسرائيل الخروج من كل سيناء. وفي 25 أبريل 1982 خرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي من كل سيناء عدا طابا إلى أن خرجت منها بعد جولات من المباحثات والتحكيم عام 1989.

وإدراكا لأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وأهمية تعزيز وترسيخ علاقات الأخوة، وتعظيم مساحات التعاون المشترك، بما يليق بأهمية العلاقات بين البلدين ويرتقى إلى طموحات الشعبين، قال الرئيس السيسي، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السوداني: "اتفقنا على أهمية العمل على استشراف آفاق أوسع للتعاون والتشاور والتنسيق في مختلف المجالات والقضايا التي تهم البلدين، وبحث الفرص المتاحة، وتفعيل الآليات المشتركة المتعددة بين البلدين".

ومن جانبه، قال الرئيس السوداني، عمر البشير: "إن تعاوننا هو لمصلحة وقوة الطرفين ولذلك ستظل لقاءاتنا على مستوى القمة لنراجع ما تقوم به الآليات التي أسسناها في شتى المجالات، وإذا كانت هناك أي إضافات أو توجيهات حول بعض القضايا فنستطيع التركيز عليها من خلال ما نعقده من قمم سواء في الخرطوم أو القاهرة أو عند لقاءاتنا في المؤتمرات المختلفة، وهو ما يتيح فرصة لمراجعة ما تم تنفيذه لنعززه وما لم يتم تنفيذه لنزيل العقبات لننطلق إلى الأمام إن شاء الله".

واستطرد الرئيس السوداني قائلا: "ليس لدينا أي خيار إلا أن نتعاون ونعمل مع بعضنا البعض لأن هذه هي المصلحة والرغبة الأكيدة لشعوبنا وأننا إنما نعبر عن شعوبنا". وقال البشير: "ربنا يحفظ مصر وأمنها واستقرارها ونحن مع استقرار مصر ومع دعم الرئيس السيسي لأننا تعاونا معه وعرفناه عن قرب وعرفنا صدقه وتطلعاته للعلاقات القوية بين البلدين".

وفي اليوم نفسه، قال الرئيس السوداني خلال كلمته في احتفالية "الأسرة المصرية" باستاد القاهرة: "إن قوة مصر هي قوة للسودان وقوة السودان هي قوة لمصر"، العبارة التي تأثر بها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 وتأتي زيارة الرئيس السوداني، التي تتزامن مع الاحتفال بذكرى تحرير طابا، بعد فترة من التوتر، تخللها سلسة اجتماعات ثنائية بين البلدين، كان آخرها زيارة اللواء عباس كامل القائم بأعمال رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية إلى الخرطوم. وبعد استدعاء السفير السوداني عبد المحمود عبد الحليم للتشاور.

والتوتر المزمن بين البلدين يدور حول مثلث "حلايب وشلاتين" المصري، الذي يقع على الحدود الرسمية بين مصر والسودان، بمساحة إجمالية تُقدر بنحو 20.580 كيلومترا مربعا، وتوجد به ثلاث بلدات كبرى هي حلايب وأبو رماد وشلاتين.

وعن توقيت الزيارة، يقول المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن زيارة الرئيس السوداني لمصر جاءت ردًا على زيارة الرئيس السيسي السابقة للخرطوم، وأضاف: "لا أظن أن زيارة اليوم أثارت فكرة ترسيم الحدود بين مصر والسودان".

 وأكد الفقي قائلا: "إن لقاء اليوم جاء في إطار التشاور المصري السوداني بين البلدين الجارتين الأفريقيتين العربيتين المسلمتين التوأم، وربما يكون بعضها متصل مع سد النهضة، والعلاقات مع السودان والملفات العربية المفتوحة، لكن أبدًا لا يمكن أن تكون قضية حلايب وشلاتين هي المطروحة".

بينما قال الدكتور إبراهيم نصر الدين أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، وعميده الأسبق، إن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، مع الرئيس السوداني، جاء بعد مشاورات تمت بين وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره السوداني إبراهيم غندور، مؤكدا أن "مصر لا تستخدم الإسقاطات السياسية مثلما يفعل النظام الإخواني السوداني، الذي كلما شعر بأزمة لوح بكارت حلايب وشلاتين".

وشدد نصر الدين، على أن قضية حلايب وشلاتين محسومة بالوثائق والمستندات لصالح مصر، لأن المنطقة المتنازع عليها تقع ضمن الأراضي المصرية عند خط عرض 20 في عمق 100 كيلومتر، مشيرًا إلى أن "استقلال السودان عن مصر غير دستوري من البداية، لأنه لم يتم الاستفتاء عليه، ورغم ذلك فرطت السودان في منطقة الجنوب"، وقال: "قيادات السودان الإخوان صرحوا علانية بأنه يغور الجنوب لحين تطبيق فكر الولاية في الشمال".

واتهم أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية، الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم معونات عسكرية للسودان لتطبيق مخططها في تقسيم السودان، قائًلا: "إن حلايب وشلاتين مصرية، وأن السودان كانت مصرية في الأساس وثلث أمهات السودان نساء مصريات".

وشدد نصرالدين، على أن لقاء الرئيس السيسي مع نظيره البشير، اليوم، كان بغرض تهدئة الأوضاع، مؤكدا أن الحكومة المصرية لا تنوي التفريط في مثلث حلايب وشلاتين "إطلاقا"، وأنها أعلنت موقفها بشكل واضح في أكثر من لقاء سياسي، أن مثلث حلايب وشلاتين مصرية 100%.

وشاركه الرأي الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، قائلًا: "إن لقاء السيسي مع البشير اليوم الهدف منه تهدئة الأوضاع ومحاولة لإنهاء كافة المشاحنات السياسية بين الجانبين، دون أي تفريط في مثلث حلايب وشلاتين، متوقعًا أن تشمل التسوية بعض الاستثمارات الاقتصادية بين الجانبين، أو حلول أخرى مقترحة بشأن سد النهضة أو الحصص المائية".


مواضيع متعلقة