بريد الوطن| المؤذنون فى مالطا.. وآراء المعارضين

بريد الوطن| المؤذنون فى مالطا.. وآراء المعارضين
يعانى أصحاب الرأى الآخر -أو المخالف توخياً للدقة- أزمة حقيقية فى تلك الأيام التى غابت فيها آداب الاختلاف، وساد الجهل بـ«فقه النقاش»، وقبل ذلك كله تراجعت ثقافة قبول الآخر بشكل ملموس. فقد بات واضحاً أن الغالبية العظمى تميل إلى عدم استساغة الآراء المعارضة أو المخالفة لأفكارها وتوجهاتها، واشتهاء الاستهانة بأصحاب تلك الآراء والاستخفاف بهم وتحقير ما تنطق به ألسنتهم.
ووسط هذا المناخ المتخم بالتضييق والحجب للآراء المخالفة، ينظر أصحاب تلك الآراء بعين الغبطة إلى المؤذنين فى مالطا، فيبدو أنهم كانوا أسعد حالاً وأوفر حظاً منهم، إذ أُتيحت لهم كامل الحرية فى أن تنطلق حناجرهم بالأذان عند كل صلاة عبر أجواء مالطا، صحيح أن ما من أحد كان يُلبى هذا النداء، إلا ما ندر، لكن أصواتهم قد علت بالأذان دون تكميم أو حظر.
وتجنّباً لإجحاف لا أقصده، فتحصين الرأى السائد ومترسته فى مواجهة الآراء المخالفة ليس حكراً على حضارة بعينها أو ثقافة دون غيرها، إلا أننى أرى أن الحضارات والثقافات تتطور وتنمو كلما سمحت بمساحة واسعة من التنوع والاختلاف، وبالعكس فإن الثقافات تتراجع، والحضارات تتآكل كلما ضاقت تلك المساحة وانحصرت.
أسامة القللى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com