رئيس «الطب الوقائى»: قضينا على «داء الفيل» بعد حرب 42 عاماً فى 11 محافظة

كتب: محمد مجدى

رئيس «الطب الوقائى»: قضينا على «داء الفيل» بعد حرب 42 عاماً فى 11 محافظة

رئيس «الطب الوقائى»: قضينا على «داء الفيل» بعد حرب 42 عاماً فى 11 محافظة

قال الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائى والأمراض المتوطنة بوزارة الصحة والسكان، إن «منظمة الصحة العالمية ستسلم الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة، خلال أيام، شهادة تخلص مصر من مرض (الفيلاريا) المعروف باسم (داء الفيل)، والموجود منذ آلاف السنين، والذى دوّنه الفراعنة على جدران المعابد، بعد القضاء على المرض، ووصول نسبته لأقل من 1% من السكان. وأضاف «عيد»، فى حوار خاص لـ«الوطن»، أن «الوزارة بدأت فى تجهيز الأوراق الثبوتية لملف تخلص مصر من مرض (الملاريا) للتقدم به لمنظمة الصحة العالمية لمراجعته، وإعلان مصر خالية من المرض قبل نهاية 2018»، موضحاً أن آخر إصابة بهذا المرض بين المصريين كانت فى 2014. وإلى نص الحوار:

 {long_qoute_1}

أعلنت منظمة الصحة العالمية، منذ ساعات، عن تخلص مصر من داء يُسمى بـ«الفيلاريات اللمفاوى».. ما هذا المرض؟

- هو المرض المعروف لدى المصريين باسم «داء الفيل»، وهو مرض تسببه فصيلة ديدان خطية تنتقل للإنسان عن طريق بعوضة أشبه بـ«الناموسة» تُسمى «الكيولكس».

ولماذا وصفت «المنظمة» القضاء على هذا المرض بـ«الإنجاز الكبير»؟

- لأنه مرض موجود فى مصر منذ آلاف السنين، حيث كان مسجلاً على جدران المعابد لدى القدماء المصريين، وبدأنا فى مصر حربنا على هذا المرض عبر مشروع قومى منذ 42 عاماً، وتحديداً فى 1976، واستمر حتى عام 2000 لمواجهة انتشاره، من خلال إدارة عامة للملاريا والفيلاريا تتبع قطاع الطب الوقائى والأمراض المتوطنة بالوزارة، ونجحنا خلال العام الحالى فى إعلان مصر خالية من المرض وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية، وسنعلن كافة التفاصيل فى مؤتمر موسع خلال أيام.

وكيف كان ينتشر المرض فى مصر؟

- كان ينتشر فى بؤر محددة، وكانت تتم الإصابة به ببعوضة أشبه بـ«الناموسة»، حاملة لـ«الميكروفيلاريا»، وأجرينا «مسحاً وبائياً» للمناطق التى توطّن بها المرض، والمناطق المجاورة لها، واستهدفنا علاج المواطنين المصابين بـ«الميكروفيلاريا» قبل أن تبلغ الديدان وتسبب المرض نفسه، والعلاج كان يتم عبر أقراص علاجية تقضى على الديدان البالغة وتقلل من كثافات «الميكروفيلاريا»، وعبر تدخل جراحى لتحسين صرف الأوعية والشرايين للدم ليقلل الورم الذى يسببه المرض.

وكم تبلغ فترة العلاج بتلك الأقراص؟

- القرص يؤخذ مرة واحدة سنوياً، لمدة من 4 إلى 6 سنوات، ما يقلل العدوى بالمرض عن طريق تلامس الدم.

{long_qoute_2}

وما أبرز أشكال نقل «العدوى»؟

- «بعوضة الكيولكس»، وهى أشبه بـ«الناموسة»، فلو أنت مصاب بالمرض ولدغتك، ثم جاءت ولدغتنى ستنقل لى «الفيلاريا».

وما أبرز المناطق التى كان يوجد بها «المرض»؟

- انتشر فى قرى بـ11 محافظة، وكان متوسط نسب الإصابة عام 1965 هو 15%، ثم عام 1990 انخفض لـ12%، ووصلت الإصابة فى بعض القرى لـ20% من سكانها، إلا أننا بتخلصنا من «المرض» تصبح نسب الإصابة به أقل من 1% من السكان حالياً، وذلك عبر حملات قومية سنوية لاستئصال مرض الفيلاريا بمصر، وكانت تتم باستراتيجية «العلاج الجموعى» لطلبة المدارس وأهالى القرى التى يتوطن بها المرض.

وكيف كنتم تعرفون أن تلك القرى مصابة؟

- عبر عمل مسح ديموجرافى لأخذ عينات ممثلة من المدن والقرى تشير إلى أن نسب الإصابة فى كل منطقة رقم معين، لنوجه حملاتنا لها، وكانت الإصابات فى قرى بمحافظات القليوبية، والمنوفية، والشرقية، وكفر الشيخ، والدقهلية، والغربية، والبحيرة، ودمياط، والجيزة، وأسيوط.

وما الإجراء المنتظر بعد إعلان خلوّ مصر من «الفيلاريا»؟

- سيسلم ممثلون عن منظمة الصحة العالمية الدكتور أحمد عماد الدين راضى، وزير الصحة والسكان، شهادة تخلص مصر من هذا المرض، وهو ما يُعتبر إنجازاً كبيراً لبلادنا.

ومتى كانت آخر دفعة من المواطنين أخذوا علاجاً ضده؟

- آخر دفعة لـ«العلاج الجموعى» كانت فى عام 2013، وكانت تضم 1650 شخصاً، وتم شفاؤهم.

وهل هناك أمراض أخرى ستعلنون القضاء عليها خلال الفترة المقبلة؟

- نتخذ الإجراءات الدولية اللازم اتخاذها حالياً لإعلان مصر خالية من مرض «الملاريا» لأننا منذ سنوات لم توجد لدينا إصابات جديد بالمرض، ولكنها تأتى من الخارج من دول أفريقية أو مناطق متوطن بها المرض.

وما وضع الإصابة بـ«البلهارسيا» فى مصر؟

- ما زالت تصيب البعض، ولكن نسبتها لا تكاد تُذكر؛ فمصر خالية منها هى الأخرى بمعنى أن معدل الإصابة أقل من 1% من عدد السكان.

ماذا عن توافر «الطعوم والأمصال»؟

- جميعها متوافرة لدى الوزارة، ونراعى أن تكون التطعيمات باستخدام «إبر» ذاتية التعطيل، بحيث لا تُستخدم إلا لشخص واحد، ولا يستخدمها أكثر من فرد، بالإضافة لتشديد إجراءات «مكافحة العدوى» فى جميع المستشفيات لضمان جودة الخدمة المقدمة، وعدم نقل الأمراض خلال تلقى خدمات صحية بأى منشأة صحية.


مواضيع متعلقة