مولد أصحاب الفراشة.. الدعاية الانتخابية تعوضهم عن الأفراح والمآتم: «خير وجالنا»

08:46 م | الأحد 18 مارس 2018

أخيراً يقف أحمد سيد داخل المخزن، ينفض عن العروق الخشبية التراب، الذى كساها بحكم قلة الاستخدام، لكثرة القاعات التى تُقام فيها الأفراح والمآتم على حد سواء، فمحال الفراشة الآن تعمل على قدم وساق لوضع البوابات الخاصة بالدعاية الانتخابية، التى مثلت لهم فرجاً بعد «وقف حال» دام لفترات طويلة.

يعمل أحمد سيد فى مجال الفراشة منذ سنوات طويلة، كمهنة ورثها عن أجداده، تغير فيها كثير من التفاصيل، فبعدما كان مكانه بالسيدة زينب مقصداً لكل راغب فى إقامة فرح أو عزاء، أصبح الأمر يقتصر على عدد بسيط منها، غير أن موسم الانتخابات غيّر المشهد: «أول ما الدعاية بتبدأ بنكون جاهزين، بنطلع بالعروق للأماكن اللى بتتعمل فيها دعاية، ونبتدى نركبها»، يحكى الشاب الذى اشتكى من ارتفاع أسعار العروق الخشبية بشكل عام، بعدما أصبحت بـ200 و250 جنيهاً للواحد، وبالتالى فإن سرقة أحدها من خلال بوابة أمر له عواقبه: «هتبقى مشكلة كبيرة عليا»، وليتفادى الشاب ذلك الأمر يتحرك كثيراً إلى الأماكن التى وضع بها العروق، ليطمئن إلى وجودها فى أماكنها: «بنعمل زى متابعة يومية أنا والمجموعة اللى معايا».

{long_qoute_1}

500 جنيه ثمن إقامة بوابة صغيرة، تظل فى مكانها حتى انتهاء الدعاية الانتخابية، والتى بدأت فى 24 فبراير الماضى وتنتهى فى 23 مارس الحالى، ويلزم البوابة الواحدة ما لا يقل عن 5 عروق خشبية، وتزيد مع حجم اللافتة، ووقوعها فى ميدان رئيسى من عدمه: «كل ما كانت فى شارع رئيسى تبقى معرضة لكم هوا أكبر، وبالتالى محتاجة تتربط كويس»، يحكى محمد عبدالحميد، الذى يعمل فى الفراشة مع أسرته، ويتلقى اتصالات بشكل يومى لإقامة بوابات للدعاية الانتخابية من قبَل بعض أصحاب المحال والشخصيات المهمة فى محيطه: «أعضاء مجلس نواب، محلات كبيرة، دول الناس اللى بتطلب تعمل بوابات دعاية». يحصل الشخص الذى يقوم بربط البوابة على 200 جنيه فى الواحدة، ومع كثرة البوابات المقامة فى الطرق الرئيسية والميادين فإن الأمر يستلزم عدداً أكبر من العمالة، لمساعدة أصحاب الفراشة فى تلك الفترة: «ده خير جايلنا وكله بيرزق».