5 آلاف مصرى يشاركون فى بناء جامعة الملك سلمان

كتب: أعدت المبادرة وقامت بالجولة: شيرين أشرف

07:59 م | الأحد 18 مارس 2018

قبل سنوات لم يكن هناك أثر لحياة تقريباً، جبال رمال وصخور عملاقة، صحراء لا تسكنها سوى كلاب وثعالب، إلا أن ستة أشهر من العمل المتقن والمنضبط الذى يسير على عقارب الساعة، منذ أغسطس من العام الماضى، كانت كافية لتتبدل الصورة على أرض صحراء مدينة «الطور» بجنوب سيناء، وتتغير ملامحها تماماً، ليظهر من باطنها أسياخ حديد وكتل خرسانية هائلة، ترتفع لـ3 طوابق حتى الآن، بالمرحلة الأولى فى ملحمة بناء المشروع القومى «جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز»، على مساحة 205 أفدنة، بالقرب من كمين «الساحل» لمدينة الطور، الذى يعتبر المقر الرئيسى للجامعة، من أصل 300 فدان، موزعة على 3 فروع فى 3 مدن، هى «الطور» و«شرم الشيخ» و«رأس سدر». المكان يعمل بداخله عمال من محافظات مختلفة، وكأنهم خلايا النحل ينتشرون فى كل مكان، كل منهم يؤدى دوره المنوط به، لتصبح المنطقة الصحراوية فى يناير عام 2019، كما هو مخطط لها، جامعة عملاقة تضم 12 كلية بها العديد من التخصصات المتنوعة، بما يتناسب مع طبيعة إقليم كل فرع من فروعها، وذلك بالتنسيق مع وزارة التعاون الدولى والتعليم العالى، بدعم ومنحة من السعودية، قدرها 250 مليون دولار، لتوفير مستوى تعليم أفضل لأبناء سيناء والمحافظات الأخرى. «الوطن» اقتربت من البوابة الحديدية، وتجاوزتها بعد حصولها على تصريح من القوات المسلحة، حتى دخلت إلى موقع البناء بالمقر الرئيسى لجامعة «الملك سلمان»، بالقرب من كمين الساحل بمدينة الطور، الذى يمنع المارة من الاقتراب من المقر أو التصوير، لكونه «منطقة عسكرية»، يعمل بداخله كتيبة تقوم على تعاون «عسكرى- مدنى» بين رجال القوات المسلحة وفريق كبير من المختصين والحدادين والنجارين المدنيين، آلاف العمال يؤدون عملهم على قدم وساق، أغلبهم «على باب الله» وعملوا فى عدة مشروعات قومية أخرى، يشعرون بالفخر كلما رحلوا عن موقع عمل تاركين وراءهم صروحاً. الحركة داخل الموقع أشبه بخلية النحل، يزداد صخب الماكينات، ويطغى صوت العمال، يصيحون ليتواصلوا مع بعضهم البعض، ويجهزون بقية الأدوات والمؤن التى يحتاجونها، ثم ينحدرون لعدة أمتار فى عمق أساسات المبنى.