تركيا ترفع أعلامها فوق شمال سوريا بعد سقوط "عفرين"

كتب: محمد حسن عامر، ووكالات

تركيا ترفع أعلامها فوق شمال سوريا بعد سقوط "عفرين"

تركيا ترفع أعلامها فوق شمال سوريا بعد سقوط "عفرين"

أكد الرئيس التركي رجب طيب أرودغان، اليوم الأحد، أن المقاتلين السوريين المدعومين من أنقرة سيطروا بالكامل على مركز مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا بعد قرابة نحو شهرين من المعارك المتواصلة.

وقال أردوغان إن وحدات من الجيش السوري الحر مدعومة من القوات المسلحة التركية سيطرت على مركز مدينة عفرين بالكامل صباح أمس، مضيفا أن عمليات نزع الألغام لا تزال مستمرة.

وأكد الجيش التركي في بيان منفصل أن مركز مدينة عفرين بات "تحت السيطرة".

وأضاف أن "عمليات البحث عن الألغام وغيرها من المتفجرات مستمرة".

{long_qoute_1}

وقال أردوغان في خطاب ألقاه بمناسبة إحياء ذكرى معركة الدردنيل البحرية التي وقعت في الحرب العالمية الأولى: "الآن، سيُرفع العلم التركي هناك، وسيرفع علم الجيش السوري الحر".

وذكرت وكالة "الأناضول" الرسمية التركية، قوات "غصن الزيتون"، فرضت طوقا على مركز المدينة فجر أمس وبعد ساعة بدأت القوات بالتقدم من الجبهات الشرقية والغربية والشمالية نحو مركز المدينة.

وسيطرت عتلك القوات لى أبنية توزيع الكهرباء ومبنى الجمارك في أحياء الأشرفية والمحمودية والجميلية، لتكمل بعدها سيطرتها على كامل المدينة دون مقاومة.وتحدث أحد سكان "عفرين"، لوكالة "فرانس برس"، عن غياب الاشتباكات وانتشار عناصر الفصائل السورية في وسط المدينة، متحدثاً عن "انسحاب" المقاتلين الأكراد منها.

وقبل إعلان الرئيس التركي، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره "لندن"، عن تحقيق القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها تقدما سريعا في "عفرين" الواقعة بعد ساعات من دخولها. وذكر "المرصد" أن أكثر من 1500 مقاتل كردي لقوا حتفهم منذ بدء الهجوم التركي على منطقة "عفرين" في 20 يناير في عملية أطلقت عليها أنقرة "غصن الزيتون" واستهدفت وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا مجموعات إرهابية. ووثق المرصد في المقابل مقتل أكثر من 400 عنصر من الفصائل السورية الموالية لتركيا، كما أعلن الجيش التركي حتى الآن مقتل 46 من جنوده.

وأعلنت السلطات التركية، أمس، وفاة قائد مشاة الجيش التركي بعد إصابته بجروح خطيرة منتصف الشهر الجاري جراء اشتباكات في "عفرين".

ووصف المستشار الإعلامي لـ"وحدات حماية الشعب الكردية" في "عفرين" ريزان حدو، الوضع، بـ"المأساة". وقال "حدو"، وفقا لقناة "سكاي نيوز"، أمس، إن ضعف الإدارة الذاتية في التعامل مع الأزمة، قد يكون ناتجا من قلة الإمكانات أو كونها لا تملك الخبرة الكافية. وأعلنت السلطات الكردية في "عفرين" أن أكثر من 150 ألفا غادروا المدينة في الأيام القليلة الماضية.

وقال هيفي مصطفى العضو البارز في الهيئة المدنية التي تحكم عفرين إن السكان فروا من المدينة الرئيسية إلى مناطق أخرى يسيطر عليها الأكراد في المنطقة وإلى مناطق تسيطر عليها الحكومة. ووصفت الأوضاع بالمأساوية بالنسبة لمن هم في الداخل، مشيرة إلي أن من يخرجون من النازحين عن عفرين يبقوا في العراء دون ملاذ أو طعام.

من جهته، قال الباحث في الشان التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور بشير عبدالفتاح، في اتصال لـ"الوطن"، إن "سقوط وسط عفرين كان متوقعا منذ فترة نتجية الحصار الذي فرضه عليها الجيش التركي من مختلف الاتجاهات، فضلا عن الفارق في الإمكانيات بين القوات الكردية والقوات التركية والموالين لها".

وأضاف "عبدالفتاح": "لكن سقوط وسط عفرين يثير تساؤلات حول خطط الرئيس التركي لما بعد عفرين، التوسع في مناطق أخرى بشمال سوريا، أو التوسع نحو شمال العراق، وهي خطوة بالتأكيد تثير الارتياب لدى كثير من دول المنطقة التي لديها علاقات ليس جيدة مع أنقرة".

وقال "عبدالفتاح": "بالنسبة لموقف الجيش السوري من دخول القوات التركية غلى عفرين، الجيش السوري لا يريد أن يفتح جبهة مع الأتراك نظرا لظروفه الحالية، وانشغاله بجبهة الغوطة الشرقية".

وفي الشأن السوري ذاته، أكد المتحدث الرسمي باسم المركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع في سوريا، فلاديمير زولوتوخين ، أمس، خروج أكثر من 68 ألف مدني من الغوطة الشرقية عبر الممرات الإنسانية، في المدينة التي تتعرض للقصف منذ الشهر الماضي من قبل القوات الحكومية السورية، ردا على قذائف المعارضة التي تستهدف العاصمة "دمشق".

وقال المتحدث في تصريح نقلته وكالة أنباء سبوتنيك الروسية " إن إجمالي عدد الخارجين خلال عمل الممرات الآمنة تعدى 68 ألف شخص. وذكر ناشطون سوريون أن فصائل المعارضة المسلحة استعادت السيطرة على بلدة "حمورية" وأجزاء من بلدة "سقبا" و"كفر بطنا" بالغوطة الشرقية، وفق قناة "سكاي نيوز"، بعد إعلان الجيش السوري، أمس الأول، السيطرة عليها.

وارتفعت حصيلة الاشتباكات في "الغوطة الشرقية"، آخر معاقل المعارضة قرب "دمشق"، إلى 87 قتيلا خلال آخر 24 ساعة.


مواضيع متعلقة