خبير «الأمن الإقليمى»: «العملية الشاملة» هدفها تدمير البنية الأساسية للإرهاب فى سيناء

كتب: ولاء نعمة الله

خبير «الأمن الإقليمى»: «العملية الشاملة» هدفها تدمير البنية الأساسية للإرهاب فى سيناء

خبير «الأمن الإقليمى»: «العملية الشاملة» هدفها تدمير البنية الأساسية للإرهاب فى سيناء

أكد النائب العميد محمود محيى الدين، عضو مجلس النواب والباحث السياسى فى شئون الأمن الإقليمى، أن العملية الشاملة التى تقوم بها القوات المسلحة حققت نجاحات على أرض الواقع يتحدث عنها أهالى سيناء. وشدد «محيى الدين» على أن قاطرة التنمية ستستمر داخل سيناء، وأن العملية الشاملة أيضاً ستستمر لفترة حتى يمكن تدمير جميع الأنفاق والوصول إلى العناصر التكفيرية.. وإلى نص الحوار.

ماذا تعنى العملية الشاملة بسيناء من وجهة نظر خبير عسكرى؟

- العملية الشاملة لمجابهة الإرهاب تعنى أن القوات المسلحة تقوم بالمجابهة فى حدود مسئوليتها داخل أرض الوطن وخارجه، ويجب أن يعلم الجميع أن العمليات التى تتم داخل سيناء يقوم بها أبطال الجيشين الثانى والثالث منذ بداية الإعلان عن العملية.

{long_qoute_1}

هناك من يشكك فى تعاون أبناء سيناء مع الجيش فى حربه ضد الإرهاب.. ما تعليقك؟

- الحديث عن وجود اضطهاد أو عنصرية فى سيناء غير صحيح، والدليل أن الدولة أثبتت جدارتها فى إدارة الانتخابات داخل سيناء رغم العمليات الإرهابية التى تتم.. ومع هذا يجب أن نؤكد أن ظاهرة الإرهاب لم تحدث فى يوم وليلة، وأن البعض من أهالى سيناء تم استخدامهم فى وقت مضى بسبب تجاهل المسئولين السابقين بالدولة لمطالب أبناء هذه المحافظة، سواء فكرياً أو معنوياً أو اقتصادياً، الأمر الذى ساعد فى دخول الفكر السلفى الجهادى وانتقاله من قطاع غزة إلى أرض شبه جزيرة سيناء.. ومع هذا ما يحدث الآن هو محاولة إصلاح ما أفسده الدهر.. والأيام ستثبت أن قاطرة التنمية داخل سيناء لن تتوقف.

كلامك يعنى أن بعض أبناء سيناء تم استقطابهم بالفعل فى الفترة الماضية.. أليس كذلك؟

- طبعاً، هناك أبناء كفّروا آباءهم.. وهناك واقعة شهيرة لابن أجبر والدته على الطلاق من والده للزواج بأمير الجماعة فى منطقة الشيخ زويد. وأتصور أن السبب الرئيسى هو انغلاق المجتمع على ثقافة معينة طيلة عقود مضت، فرغم استعادتنا لأراضينا بعد حرب 73، لكن لم تتوجه الدولة بأسلوب فكرى وتنويرى لدمج سيناء داخل المجتمع أو تقديم خدمات اجتماعية لسكان يعيشون داخل مناطق وعرة جبلياً، الأمر الذى أدى لوجود عزلة دامت لسنوات طويلة.

وما مدى تورط بعض القيادات من غزة فيما يحدث داخل الأراضى المصرية؟

- أهالى سيناء عاشوا عبر حدود يتقاسمونها مع أهاليهم من الشعب الفلسطينى، ورأوا بأنفسهم حجم الظلم والعدوان لدولة لا تحترم القانون، وهى دولة إسرائيل، لذلك كان شيئاً طبيعياً أن تنتقل مظلمة أهل فلسطين إلى أهالى سيناء، خاصة أن هناك علاقة مصاهرة بين أهالى سيناء وعائلات فى غزة.. وجاء الربيع العربى بكل ما يحمله من خير وشر، فظهرت الأنفاق الأرضية وخطوط تهريب المخدرات من المنطقة الغربية واتجاه الحدود الجنوبية، ومع انهيار النظام الليبى أصبح قطاع غزة منطقة جذب للسلاح، وكان ذلك مرصوداً من الجانب الإسرائيلى الذى نجح فى عرقلة دخول السلاح إلى أهالى غزة، ما أدى إلى تكدس السلاح فى وسط سيناء، وتحول هذه الأرض الطيبة إلى منطقة للتكفيريين.

ما الإيجابيات التى نتجت عن العملية الشاملة بسيناء؟

- القوات المسلحة كانت حريصة منذ اللحظة الأولى لإطلاق هذه العملية على أمرين؛ تفكيك البنية الأساسية للإرهاب الذى استُثمرت فيه مليارات مدفوعة من كثير من الدول الإقليمية لتحقيق غرض أساسى، وهو اقتطاع جزء من الأرض لصالح توطين الشعب الفلسطينى.. وكان الهدف الوصول بالقوات المصرية إلى معاقل التكفيريين، وأماكن تخطيط العمليات الإرهابية وقواعد الاتصالات بينهم داخل سيناء وبين الجماعات الممولة لهم. ووفقاً للبيانات الصادرة عن القوات المسلحة ومعلوماتى، أننا مواصلون الانتصار فى هذه المعركة لتطهير أرض سيناء من الإرهاب، وأتوقع أن هذه الحرب قد تمتد لفترة.. ولكن هذا لن يوقف قاطرة التنمية داخل سيناء. الأمر الثانى هو الحفاظ على طبيعة الحياة للسكان المحليين دون التأثر بهذه العملية العسكرية، ولا بد أن نتيقن من أن جميع المواطنين بسيناء، باستثناء المنطقة الأمنية التى أعلنت بقرار جمهورى بعمق 5 كيلو غرب الحدود المصرية فى رفح والمعروفة بـ«المنطقة الآمنة»، لم يتعرضوا لأى تهجير أو خروج من منازلهم. {left_qoute_1}

البعض يتساءل عن أسباب إخلاء «المنطقة الأمنية» بعمق 5 كيلو غرب الحدود المصرية، فما وجهة نظرك؟

- هذه المنطقة تضم الكثير من الأنفاق بطول 3 كيلو، وتبلغ تكلفتها 10 ملايين دولار.. وهذه الأنفاق تسمى أنفاقاً استراتيجية، هدفها أن تكون مخرجاً للجماعات التكفيرية، لذلك كان لا بد من الإخلاء.

نريد توضيحاً حول ما يتردد عن رفض بعض السكان الخروج من مناطق الاشتباك مع التكفيريين داخل سيناء؟

- المواطنون فى الشيخ زويد ورفح المصرية لديهم إدراك أن بعض القوى داخل فلسطين استخدمتهم لتحقيق أغراض خاصة بهم، ويتفهمون أنه لا سبيل أمامهم سوى انتصار الجيش فى هذه المعركة الشرسة مع الإرهاب، خاصة أن كثيراً من البيوت داخل رفح سكانها يعيشون على صفيح ساخن بسبب وجود أنفاق وذخائر قد تنفجر فى أى لحظة.. وهناك بالفعل حوادث تمت وأدت إلى تدمير كثير من المنازل بهذه المنطقة. ولا ننكر أن الخلافات التى حدثت بين بعض السكان فى رفح المصرية والفلسطينية والتى أدت لمقتل وتصفية بعض المصريين داخل غزة، كانت صفعة قوية، وساعدتنا كثيراً فى كشف الحقائق عن هذه الجماعات المتطرفة.


مواضيع متعلقة