سيد درويش ما بين شائعة اغتياله بالسم والموروفين وإدمانه الكوكايين

كتب: صفية النجار

سيد درويش ما بين شائعة اغتياله بالسم والموروفين وإدمانه الكوكايين

سيد درويش ما بين شائعة اغتياله بالسم والموروفين وإدمانه الكوكايين

مجدد الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي، وأشهر مطربي القرن العشرين، هو الشيخ سيد درويش الذي يوافق اليوم ذكرى ميلاده.

أثار موت الشيخ سيد دوريش حالة كبيرة من الجدل بعد الاشتباه في اغتياله، خاصة بعد أن نشرت صحيفة "الأهرام" تحقيقاً أشارت فيه إلى مقتل المطرب الأشهر بالسم ومخدر المورفين.

وأفاد موقع "العربية نت" أنه أوائل سبتمبر عام 1923 ذهب سيد درويش إلى مسقط رأسه بالإسكندرية لترتيب استقبال عودة الزعيم سعد زغلول من المنفى، إلا أنه في يوم 9 سبتمبر رحل سيد درويش عن عمر يناهز الـ32 عاماً بشكل غامض ومفاجئ قبل 94 عاماً من الآن.

وأضاف الموقع أنه مر يومان كاملان قبل أن تنشر جريدة السياسة المصرية في يوم 17 سبتمبر عام 1923 خبر الوفاة، بعدها حمل جثمانه بسرعة إلى مثواه الأخير قبل أن يشعر أحد بموته، حيث دفن في مقابر المنارة بالإسكندرية، وكتب على قبره: يا زائري لا تنسني من دعوة صالحة وارفع يدك إلى السما واقرأ لروحي الفاتحة.

ولكن السؤال الأهم هو من قتل سيد درويش؟ وهل مات بجرعة من المورفين على غرار الطريقة التي قتل بها إمبراطور فرنسا نابليون بونابرت؟

الشهادة الأولى ترويها، المطربة القديمة حياة صبري، التي كانت ملهمة سيد درويش، وقيل إنه تزوجها عرفياً قبل وفاته، حيث روت للكاتب الراحل يوسف الشريف كيف مات سيد درويش قائلة: إنه كانت هناك إحدى العائلات الثرية في الإسكندرية، وقدم أحد أبناء العائلة للشيخ مطربة كان يحبها لتدريبها على الغناء، ولم يعجب درويش بصوتها فقالت الفتاة لحبيبها إن الشيخ سيد يغازلها، وعلى الفور قام الشاب بدعوته على العشاء ووضع له مخدر المورفين في الشراب ليموت بعدها.

لكن محمد حسن درويش، حفيد سيد درويش نفى رواية حياة صبري، قائلاً إنها "كاذبة"، مؤكداً أن جده لم يتزوج حياة صبري، ولم يدفن سراً، موضحاً أنه تم التعتيم على وفاته من الحكومة والاستعمار حتى لا تلتهب مشاعر الجماهير وتزداد ثورة الشعب، ولم يسر في جنازته إلا أقاربه وجيرانه.

وأشار حفيد سيد درويش إلى أن الاحتلال الإنجليزي هو الذى قتل جده عن طريق إحدى الأسر الصديقة لدرويش والخائنة للوطن والتي تم إغراؤها بالمال، حيث أعدوا له عشاء بمناسبة الانتهاء من لحن استقبال سعد زغلول، وتم دس السم له في الطعام، وبمجرد عودته إلى المنزل وافته المنية ولم تتمكن الأسرة من إسعافه.

وأوضح الحفيد أنه نظراً لشكوك الأسرة والمحيطين طالبوا بإخراج الجثمان وإعادة تشريحه لمعرفة سبب الوفاة، فامتنعت السلطات ورفضت تنفيذ هذا الطلب، لتأكدهم من دس السم له وخافوا من افتضاح الأمر، وهذه هي رواية النهاية المؤكدة لوفاة سيد درويش عند أسرته.

وإن كان موت سيد درويش لغزاً محيراً إلا أنه يبقى التساؤل الأهم وهو من دمر سمعة الشيخ درويش وألصق به إدمان الكوكايين؟، حيث تقدم المحام طارق محمود ببلاغ إلى النائب العام طالب فيه باستخراج رفات الفنان الراحل سيد درويش من مدفنه، لأخذ العينات من الأجزاء التي لم تتحلل، ومنها الأظافر والعظام والأسنان للوقوف على سبب الوفاة، واحتمال وجود شبهه جنائية.

وقال المحامي طارق محمود إنه في 9 من سبتمبر من عام 1923 توفي الشيخ سيد درويش في ظروف غامضة، وهناك روايات عديدة منها رواية السيدة حياة صبري، مشيراً إلى أن بعض الأخبار روجت أن الاستعمار الإنجليزي وراء مقتل درويش، حيث جندوا إحدى الأسر القريبة من الشيخ سيد درويش والذين وضعوا له السم في الطعام.

يذكر أن سيد درويش ولد في الإسكندرية في 17 مارس 1892 وتوفي في 10 سبتمبر 1923، وبدأ ينشد مع أصدقائه ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهري، التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905 ثم عمل في الغناء في المقاهي.

اضطر أن يعمل عامل بناء للإنفاق على أسرته وكان خلال العمل يرفع صوته بالغناء، مثيراً إعجاب العمال وأصحاب العمل، وتصادف وجود الأخوين أمين وسليم عطا الله، وهما من أشهر العاملين بالفن، في مقهى قريب من الموقع الذي كان يعمل به الشيخ سيد درويش، فاسترعى انتباههما صوته، واتفقا معه على أن يرافقهما في رحلة فنية إلى الشام في نهاية عام 1908.

عاد إلى الشام في عام 1912 وبقي هناك حتى عام 1914 حيث أتقن أصول العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية، فبدأت موهبته الموسيقية تتفجر، ولحن أول أدواره يا فؤادي ليه بتعشق.

في عام 1917 انتقل سيد درويش إلى القاهرة، ومنذ ذلك سطع نجمه وصار إنتاجه غزيراً، فقام بالتلحين لكافة الفرق المسرحية مثل فرقة نجيب الريحاني، جورج أبيض وعلي الكسار، حتى قامت ثورة 1919 فغنى "قوم يا مصري".


مواضيع متعلقة