بين الجامعة والغيط والورشة.. ماراثون الرئاسة في عيون ولادها الشقيانين

بين الجامعة والغيط والورشة.. ماراثون الرئاسة في عيون ولادها الشقيانين

بين الجامعة والغيط والورشة.. ماراثون الرئاسة في عيون ولادها الشقيانين

لم ينقطع أملهم في غدٍ أفضل، ولم يهدأ سعيهم إلى حياة تخلو منها البيروقراطية ويغيب عنها الفساد، بكل أشكاله، ولم تنسهم سنوات أربع، أنجزت خلالها الدولة مشروعات قومية عملاقة، أن رحلة البناء لم تنته بعد، لتبقى أمامهم انتخابات رئاسية تأتي وحدها، بمن يعبر عن آمالهم وآلامهم وطموحاتهم القادمة.

"الوطن" تواصلت مع عمال وفلاحين وطلبة وأساتذة الجامعة وذوي الإعاقة والسيدات، باعتبارها فئات مجتمعية، تعبر عن قلب "مصر البهية" قبل ماراثون انتخابي يحدد مستقبل أبناءها.

"إحنا في طريق الإصلاح والتغيير ولازم نكمله"، هكذا بدأ مينا نقولا، أحد العمال المشاركين في بناء كاتدرائية العاصمة الإدارية، حديثه عن دوافع مشاركته في انتخابات الرئاسة القادمة، معتبرا أن المشاريع العملاقة التي شهدتها الدولة في السنوات الماضية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لا تزال في حاجة إلى خطوات عديدة لاستكمالها حتى يرى الشعب نتائجها.

السنوات الأربع الماضية وفقًا لوجهة نظر نيقولا، حصل خلالها هو وأمثاله من الشباب على فرص عمل في المشاريع الكبرى التي تم تدشينها، على عكس الأوضاع التي كانوا عليها في الماضي، ولذلك فهو سيعطي صوته للرئيس السيسي مرة ثانية، وينتظر منه استكمال ما بدأه في طريق الإصلاح الاقتصادي وتنمية البلد، حسب قوله.

محمد سعيد، المهندس بعدد من مشاريع شرق سيناء منها كوبري الشهيد المنسي، يرى بعين خبرته وطبيعة عمله أن البلد تسير في خطوات متقدمة نحو زيادة الإنتاج، فقطاع المقاولات أصبح يعمل بكثافة تزامنًا مع المشاريع الجديدة التي ظهرت، وهو ما يتوقع استمراره في السنوات القليلة المقبلة، ولذلك يجب المشاركة في الانتخابات لاختيار الأصلح لاستكمال المسيرة كلٌ حسب وجهة نظره.

{long_qoute_1}

المهندس العشريني، يرى أن هناك قطاعات مختلفة تعافت بعد الركود الشديد الذي شهدته عقب ثورة يناير، كقطاع السياحة والزراعة، ويجب أن تكون السنوات المقبلة سنوات إنتاج واكتفاء ذاتي، تزداد فيه نسب الصادرات مقابل الواردات.

انخفاض الأسعار بشكل عام وتحسين أوضاع الأطباء، حديثي التخرج واستغلال علمهم، أشياء تمنى سعيد تحقيقها في السنوات المقبلة بعد انتهاء انتخابات الرئاسة.

الانتخابات الرئاسية المقبلة تتزامن، مع عام ذوي الإعاقة، وفق قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، في إبريل الماضي، لذلك يتمتع ذلك الماراثون الرئاسي بأهمية خاصة لتلك الفئة، في رأي أسامة طايع رئيس جمعية "حقي" لذوي الإعاقة، حيث إن المشاركة بالانتخابات واجب وطني نص عليه القانون والدستور.

ويرى طايع أن أهمية المشاركة بتلك الانتخابات، ترجع لأهمية تكوين خبرة سياسية لدى فئة ذوي الإعاقة في المستقبل، حيث لا يمتلكون وعي سياسي كامل حاليا، مؤكدًا أن الجمعية ستعمل على دعم وحث ذوي الإعاقة في التصويت بالانتخابات.

ورغم ذلك، إلا أن مشاركة ذوي الإعاقة بالانتخابات ترتبط بعدة جوانب مهمة، على حد قوله، على رأسها تهيئة اللجان لمختلف أنواع الإعاقات، حيث يجب توفير أماكن وسبل نقل لأصحاب الإعاقة الجسدية، لسهولة تمكينهم من ممارسة حقهم السياسي، بالإضافة إلى تحقيق الاستقلالية والسرية بالاقتراع لذوي الإعاقة الحسية، فضلا عن أن تتوافر لهم سبل التعريف بالمرشحين لكي يتمكنوا من اختيار الأفضل لصالح مصلحة الدولة العليا.

تقع على عاتق الفائز بانتخابات 2018، مهمة ضخمة بالنسبة لذوي الإعاقة، حيث إن الماراثون الرئاسي يتزامن مع بداية تفعيل قانون ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي وافق البرلمان عليه مؤخرا بعد سعي الجمعيات، لإصداره منذ عام 2009، بحسب رئيس جمعية "حقي"، مضيفا أنه لذلك فعلى الرئيس متابعة تنفيذه، وتحقيق مطالب ذوي الإعاقة، في العدالة والمساواة بالأجور والمعاشات وتحسين حالهم الاجتماعية والمادية وإصدار البطاقة الخاصة بهم، فضلا عن إتاحة الفرصة لعمل منظمات ذوي الإعاقة بالبلاد على أكمل وجه.

ومن وجهة نظر جامعية، يرى الدكتور محمد كمال، الأستاذ بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، أن الفترة الأولى للرئيس السيسي بدأت وسط عزلة دولية لمصر وانعدام الأمن وإرهاب في كل الدولة وانهيار اقتصادي كامل وبنية أساسية مدمرة وسعرين للدولار، وعجز كبير في الموازنة، وانتهت وقد أعاد لمصر مكانتها وعلاقاتها مع الدول المختلفة وانحسار الإرهاب بشكل كبير وكشف تواطؤ بعض الدول معه وحقيقة بعض المتأسلمين وقد أعاد بناء وتطوير البنية الأساسية وتنويع مصادر تسليح الجيش ومحاربة الفساد بشدة وعلاج فيروس سي على حساب الدولة وكذلك تعويم الجنيه، وتخفيض الدعم على المواد البترولية، ما أدي لرفع نسب التضخم بشدة ما أدى للإضرار بالمواطن العادي بشكل كبير وحاولت الدولة تعويض ذلك بالتوسع في الدعم التمويني، متمنيًا أن تكون الفترة الثانية مخصصة لإعادة التوازن للاقتصاد ورفع العبء عن الطبقة الوسطى.

{long_qoute_2}

وعلى المستوى الجامعي يقول كمال، إنه لم يحدث أي تغيير حقيقي أو سعي لرفع موازنة الجامعات أو حل مشكلات أعضاء هيئة التدريس سواء المادية أو الصحية أو بيئة العمل بل زادت نتيجة الأوضاع الاقتصادية في الدولة بشكل عام وعدم ربط التعليم باحتياجات سوق العمل وعدم وجود استراتيجية حقيقية للنهوض بالتعليم الجامعي وعدم كفاءة بعض القيادات المسئولة عن التعليم العالي ممن تفرغوا للتصريحات الصحفية والدخول في معارك وهمية مع أعضاء هيئة التدريس المهتمين بالإصلاح ومحاربتهم.

وداخل المنبت الأصلي ومن منطلق اهتمام الدولة الكبير بالفلاح بداية من توفير حصص المياه والاهتمام بالنقابة ودعمها منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي إدارة شئون البلاد، كل ذلك كان دافع لدى محمد عبدالفتاح، فلاح من محافظة الدقهلية، للمشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة، حيث أنه يشعر بضرورة النزول للجان لرد الجميل.

يقول عبد الفتاح، إن الفلاحين عانوا من التهميش على مدار الـ30 سنة الماضية، وأن "السيسي" يدعم الفلاح والمزارع ويعتبرها عصب اقتصاد ذلك البلد "هانزل وأدعم الراجل اللي قام بتطوير وتنمية الزراعة وعملنا معاش وتأمين صحي".

{long_qoute_3}

الرجل الأربعيني، يحفظ إنجازات السيسي عن ظهر قلب، فيرى أن هناك مشروعات عدة جميعها تصب في صالح الفلاحين كمشروع المليون ونصف المليون فدان و الـ 100 ألف صوبة زراعية، وكذلك زراعة أول محصول للقمح من منطقة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد ومشروع المليون رأس ماشية، لافتًا إلى أهم إنجاز حدث في عهد السيسي هو استعادة واسترداد أراضي الدولة المنهوبة.

الانتخابات الرئاسية المقبلة سيكون لها تأثير إيجابيًا على كافة الفلاحين وخاصة بعد اتجاه الدولة لمساندهم وتخفيف العبء عنهم، حسبما ذكر عمر الخاموشي، أحد ممثلي الفلاحين، موضحًا أن الفلاح سوف يجني ثمار إصلاحات الطرق والكباري التي تسهل نقل البضائع من محافظة إلى أخرى واستصلاح الأراضي في الصحاري ليستفيد منها الفلاحين.

مشروعات زراعية كثيرة اهتمت بها الدولة لتحسين الوضع الاجتماعي للفلاح، حسب حديث أحد ممثلي الفلاحين، حيث وفرت لهم القروض اللازمة لعمل مشروعات خاصة بهم، وتسليمهم مواشي وتوفير الأسمدة في الأسواق، بالإضافة إلى تطوير أساليب التقليدية واستخدام الوسائل الحديثة.

الفلاح الذي جرد من أرضه أثناء بناء أحد المشروعات سوف تعوضه الدولة بنحو 5 أفدنة لضمان حياة كريمة لهم، وفقًا للخاموشي، إضافة إلى قيام الدولة بتطوير وإنشاء مصانع جديدة وخلق أسواق لتسويق المنتجات الزراعية الذي يساعد الفلاح على ترويج منتجاته المختلفة وخاصة الخضروات والفاكهة التي عرضت البعض للخسارة.

"بوجود السيسي الفلاح سوف يحصل على حقه كاملا"، حسب فلاح المنيا، موضحًا أنه سوف يشارك في الانتخابات بصحبة أفراد أسرته وعائلته لدعم مرشحهم الذي ساند الفلاح خلال الفترة الماضية، لافتًا إلى أنه قام بدعوة وحث أقاربه للمشاركة في الانتخابات المقبلة.

نفس المستوى الشعبي، تعايشه علياء، الجميلي، ولية أمر، بين الأمان والغلاء يمر يومها، فأضحت ترسل أبناءها إلى المدارس بعد إسقاط نظام الإخوان لشعورها بالأمان عليهم في الشارع، وارتفاع في الأسعار "زادت أوڤر".

ورغم التطورات التي شهدتها البلاد مستشهدة علياء بطريق بنها الحر الذي تسير عليه ومشروعات أخرى تحتاج 4سنوات أخرى، إلا أنها تعاني من تدهور في ااتعليم والصحة "دول أساس الأمة عن الكباري أو أي مشاريع تانية لو بنيت فكرة بني ادم كويس مش هيكون فيها إرهاب".

وتقترح أن تُدعم هذه الوزارات الخدمية بالتبرعات لتحسين أدائها على غرار تطبيق نظرية مستشفى سرطان الأطفال 57357.

الطلاب الجامعيون سيكون لهم دورًا كبيرًا في الانتخابات نظرًا لإحساسهم بأهمية حجم المشروعات التي نفذت خلال الفترة الماضية، هكذا رأى أحمد أبو العبد، طالب بكلية الآداب بجامعة المنيا، العملية الانتخابية التي سوف تجرى خلال الفترة المقبلة.

طلاب الجامعات سوف يساندون ويدعمون الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية، ولم يستجيبوا لدعوات مقاطعة الانتخابات، وفقًا لـ"أبو العبد"، مطالبًا رؤساء الجامعات وعمداء الكليات بعقد مؤتمرات وندوات مكثفة لحث الطلاب والموظفين على النزول والمشاركة في عملية الاقتراع.

طالب كلية الآداب متفائل بالانتخابات الرئاسية المقبلة حيث إنه يدرس في الفرقة الرابعة متوقعًا استقرار الأوضاع أكثر من ذلك خلال السنوات المقبلة، وتوفير فرص عمل كثيرة للشباب وخاصة حديثي التخرج من المشروعات القومية العملاقة التي تم افتتاحها وأخرى سوف يتم استكمالها خلال الفترة القادمة.

يشارك الشاب العشريني وأسرة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدًا أنه سوف يدلي بصوته للرئيس السيسي لاستكمال مشواره في تنمية المجتمع وافتتاح المشروعات القومية العملاقة وتحقيق رؤية 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.


مواضيع متعلقة