«عم مصطفى».. حكاية 50 سنة صيد: «عاصرت أيام زمان لما كان فيه سمك كتير.. والخير هيرجع تانى»

«عم مصطفى».. حكاية 50 سنة صيد: «عاصرت أيام زمان لما كان فيه سمك كتير.. والخير هيرجع تانى»
- أمن مصر
- أيام زمان
- الأغانى الوطنية
- الحملات الأمنية
- الرئيس السيسى
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- المحميات الطبيعية
- بحيرة البرلس
- أمن مصر
- أيام زمان
- الأغانى الوطنية
- الحملات الأمنية
- الرئيس السيسى
- الرئيس عبدالفتاح السيسى
- المحميات الطبيعية
- بحيرة البرلس
يسيقظ مبكراً لأداء صلاة الفجر، تُحضر له زوجته «الزوادة»، يقصد باب الكريم متوكلاً عليه أن يرزقه برزق أولاده، ينطلق بمركبه الصغير الذى يسمى «الفلوكة» ويحتوى على أدوات غزل بسيطة وأدوات معيشة كاملة عبارة عن بطانية، مخدة، بابور غاز من عين واحدة، كنكة، كباية، ملعقة صغيرة وأخريين كبيرتين، برطمانين أحدهما به سكر والآخر شاى، إضافة إلى بعض «البوكس أو الجرادل»، لوضع الأسماك بداخلها، كما يصطحب معه نجليه ليساعداه فى كسب لقمة العيش. ينظر إلى البحر نظرة ابتسامة ورضا، طامعاً فى أن يجود عليه ببضع من الأسماك تكفى لسد حاجته وأسرته من الطعام، ثم يبيع بعضهاً للإنفاق على أبنائه، يتوكل على الله، هو ونجلاه ليقضى يوماً كاملاً أو نصف يوم داخل مياه البحيرة، متسلحاً بالقرآن الكريم الذى حمل بعضاً من آياته على تليفون محمول خاص بأحد نجليه حتى تشرق الشمس، ثم تبدأ الأغانى الوطنية تشدو كلما رمى شباكه فى المياه.
عم مصطفى عبدالله، صياد من إحدى قرى بلطيم، يبلغ من العمر 62 عاماً قضى منها نحو 50 داخل بحيرة البرلس، وعاصر سنوات المجد ووفرة الأسماك، كما عانى من ندرة الرزق نتيجة سيطرة الحيتان ومافيا الزريعة على مياه البحيرة، إلى أن استبشر خيراً فى قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بالاهتمام بتطوير البحيرات والمحميات الطبيعية ما يزيد رزق الصيادين.
يقول «عم مصطفى»: «أتوكل على الله وأترك بيتى متجهاً إلى مصدر رزقى فى البحر لألقى شباكى فى مياه البحيرة وأتجول فى أكثر من مكان ثم أعود لألمه مرة أخرى أنا وابناى الاثنان خالد وعبدالله، وتحمل الشباك علامات تطفو فوق الماء كالفِل أو زجاجات بلاستيكية حتى لا يتوه عن مكانه وأعود لأجمعه من مكانه مرة أخرى ممتلئاً بالأسماك لأقوم بإخراجها واحدة تلو الأخرى، ثم أضعها فى «جردل بلاستيكى أو بوكسة» وأعود للمنزل وتضعها زوجتى فى عدة «أوانى» على حسب نوع السمك فتضع «البلطى فى إناء، والقراميط فى إناء آخر» لتذهب به زوجتى إلى سوق الأسماك لبيعه بأسعار طبقاً للسوق»، وأضاف: «عاصرت أيام زمان فى بحيرة البرلس لما كان فيها سمك كتير، وبرضه عاصرت أيام ما استولى عليها مافيا الزريعة، وسرقوها وكانت الحملات الأمنية بتطاردهم لأن معاهم لانشات صيد تعمل بمحركات وده اللى دمر البحيرة، لكن الرئيس السيسى الله يكرمه لما أمر بتطوير البحيرة حياتنا اتغيرت للأحسن وبدأت الأسماك ترجع مرة تانية، بعد تطهير البحيرة وتطويرها وإزالة الحشائش والبوص والتعديات اللى موجودة عليها، حسينا بأمل وخير زمان هيرجع مرة تانية، ونفسى يستمروا فى تطويرها وإزالة الأعشاب والبوص والحشائش منها، الخير هيعم على الكل»، وتابع: «ولادى علمتهم يعتمدوا على نفسهم وياكلوا لقمة عيش حلال وقلت لهم هييجى اليوم اللى البحيرة فيه هترجع زى زمان، وآهو جه الوقت اللى تستعيد فيه مجدها وتفتح أبواب الأمل أمام أجيال عزمت على ترك الحرفة رغم أنها تُمثل أمن مصر الغذائى، البرلس تانى أكبر البحيرات فى مصر وبتنتج أكثر من 40% من إنتاج مصر، وإحنا جزء كبير من الوطن ولازم نواصل ونعلم ولادنا الصبر». ويكلف عم مصطفى نجليه، خالد 19 عاماً، وعبدالله 13 عاماً، بمهام مختلفة، فخالد يطمئن على سلامة الشباك قبل انطلاق الرحلة، فيما يُجهز عبدالله بعض المعدات اللازمة لرحلة الصيد، ويؤكدان أنهما يعملان على المركب يومى الخميس والجمعة لمساعدة والدهما فى تربية أشقائهما، لأنهما ينتظمان فى الدراسة باقى أيام الأسبوع، ويقولان «البحيرة أصبحت أفضل خلال العامين الأخيرين، تطويرها أدى لنهضتها وزيادة الأسماك فيها، ولسه لما يتم استكمال التطوير ومراحله وتطهير البوغاز هيزيد السمك»، وأضاف «خالد»: «أنا ريس المركب وبتعلم فى آخر سنة من الدبلوم ومعنديش مهنة غير الصيد بس كنت ناوى أسيبها بعد تعدى الحيتان عليها، لكن الرئيس فتح لنا طاقة نور وأمل بتطوير بحيرة البرلس، وهيخلى الشباب اللى هجروا المهنة وقعدوا على القهاوى، يرجعوا مرة تانية يكسبوا لقمة عيشهم من البحيرة، السمك هيكتر والرزق هيزيد مع استمرار التطوير والتطهير».