خبراء عن إقالة وزير الخارجية الأمريكي: نهاية مهينة لخلافاته مع ترامب

خبراء عن إقالة وزير الخارجية الأمريكي: نهاية مهينة لخلافاته مع ترامب
انتهى أمس مسلسل الخلافات والتصريحات المتبادلة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ووزير خارجيته السابق، ريكس تيلرسون، بإقالة تيلرسون من منصبه، وتعيين مدير وكالة الاستخبارات مايك بومبيو بدلا منه، الخلافات بين ترامب وتيلرسون ظهرت شهر أكتوبر الماضي وسط تقارير عن وصف تيلرسون للرئيس بأنه "أحمق" وأنه فكر في الاستقالة في الصيف الماضي، ليصرح الرئيس الأمريكى بعدها أنه يرتبط بعلاقة طيبه بتيلرسون لكنه يراه ضعيفا.
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، بداية نوفمبر الماضى، هاجم ترامب وزارة الخارجية تحت قيادة تيلرسون وقال إن الرئيس وحده هو من يحدد السياسة الخارجية الأمريكية، وأكد: "صاحب الشأن هو أنا.. أنا الشخص الوحيد المهم"، وعندما سئل ترامب هل يخطط للإبقاء على تيلرسون لما تبقى له من فترته الرئاسية الأولى، قال "حسنا.. سوف نرى.. لا أعرف"، وفى نهاية نوفمبر الماضى، اعترفت الخارجية الأمريكية عبر المتحدثة الرسمية، هيذير ناويرت، بوجود خلافات بين ترامب وتيلرسون، حيث قالت إن الرئيس ووزير الخارجية لديهما "بعض الخلافات حينما يدور الحديث عن السياسية الخارجية"، لينتهى ذلك السجال اليوم بقرار الإقالة.
"الوطن" تحدثت مع خبراء فى الشأن الأمريكى لمعرفة الأسباب التى أدت لتفاقم الخلاف بين ترامب وتيلرسون، وأدت لتلك الإقالة، حيث أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والخبير بالشأن الأمريكى، أنه من المعتاد أن يقيل الرئيس الأمريكى بإقالة المسئولين دون إخطارهم، وأنها ليست المرة الأولى التى يقوم فيها بهذا الأمر، معتبرا أن الإقالة بهذا الشكل هي إهانة لتيلرسون، حيث كان فى زيارة لدولة إفريقية وعلم بأمر إقالته عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
وذكر فهمى 3 أسباب رئيسية للإقالة، أولها الخلافات الجوهرية بين ترامب وتيلرسون بشأن البرنامج النووى الإيرانى، واتفاقية 5+1 التي يرى ترامب أنه لا مجال للاستمرار فيها وأنها غير مفيدة لأحد، بينما كان تيلرسون يرى أن بها ما يمكن البناء عليه، ثانى هذه الأسباب هو الخلاف فى الرؤية حول الحالة الكورية والتجاذب والتباين بين الرئاسة والخارجية حول طريقة التعامل مع كوريا الشمالية، ثالث الخلافات بينهما كان فى الأزمة القطرية- الخليجية التى فشل تيلرسون فى حلها، حيث قام بجولتين اتسمتا بالفشل ولم يستطع توفيق ومصالحة الأطراف المتنازعة.
ومن هذه الخلافات الرئيسية تفرعت خلافات فرعية بينهما بشأن كيفية التفاوض مع الصين، ومراجعة الاتفاقيات مع آسيا، والخلافات بشأن التعامل مع أوروبا، لافتا لوجود بعد شخصى فى الإقالة حيث إن ترامب لم ينسَ وصف تيلرسون له بالأبله.
الدكتورة نهى أبو بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أكدت أننا أمام رئيس غير نمطى لا يتبع السياسات المعتادة، حيث أن اقالة تيلرسون بهذا الشكل لم تكن الأولى من نوعها التى يقوم بها ترامب، لافتة الى وجود عدة أسباب للاقالة أهمها خلافات ترامب وتيلرسون بشأن الملف النووى الإيراني، والخلاف فى التعامل مع الأزمة القطرية الخليجية، والملف الكورى الشمالى.