البدرى قالوا إيه.. وبعلو الصوت!
- أغانى المهرجانات
- الأعمال الفنية
- الأفراح الشعبية
- التربية والتعليم
- الجنود المصريون
- الجيش المصرى
- الحرب النفسية
- الدولة الإسلامية
- القوات ا
- أحدث
- أغانى المهرجانات
- الأعمال الفنية
- الأفراح الشعبية
- التربية والتعليم
- الجنود المصريون
- الجيش المصرى
- الحرب النفسية
- الدولة الإسلامية
- القوات ا
- أحدث
١- فى بدايات ٢٠١٥ أنتج تنظيم الدولة الإسلامية نشيد صليل الصوارم كأول أعماله الفنية التى تهدف لشحن نفوس أعضائه فى خضم المعارك التى يخوضها.
لقد كان صناع الأغنية -المحترفون لا شك فى ذلك- يهدفون إلى بث الخوف فى نفوس الأعداء.. وجعل كل من يواجه التنظيم مهزوماً حتى من قبل أن تبدأ المواجهة.
الطريف أن رد الفعل المصرى كان أغرب من أى توقع.. فقد أضاف إليها المصريون نغمات راقصة.. وتحولت من نشيد بالدفوف إلى أغنية يتم تشغيلها فى الأفراح الشعبية.. بل وتفوقت على الكثير من أغانى المهرجانات المنتشرة مؤخراً!!
لقد حارب المصريون الفن الداعشى بطريقتهم الخاصة.. ونجحوا فى ذلك بجدارة لدرجة أنها كانت المرة الأولى والأخيرة التى ينتج فيها تنظيم الدولة الإسلامية شيئاً مماثلاً!!
٢- لم تكن المرة الأولى التى أسمع فيها أحد الأناشيد التى يرددها الجنود المصريون أثناء التدريبات.. إنها حيلة نفسية شهيرة للتغلب على قسوة التدريب ومشقة السير والركض وربما التسلق أثناء التدريب.
كل من التحق بالقوات المسلحة المصرية يعرف ويتذكر الكثير من تلك الهتافات الحماسية التى تبث الرعب فى نفس كل من يشاهد تلك الكتل البشرية وهم يؤدون تدريباتهم بحماس وقوة مبعثها إيمانهم بالله والوطن..!
ولكن حين سمعت نشيد «قالوا إيه».. أدركت أن الأمر مختلف حقاً..! لقد كانت المرة الأولى التى ينتشر فيها نشيد تدريبى بهذا الشكل.. كما كانت المرة الأولى أيضاً أن يحمل أحد تلك الأناشيد أسماء شهداء الوطن مثل الشهيد «منسى» والشهيد خالد مغربى.
لقد أنتج الجيش المصرى -وبإمكانيات تتلخص فى حماس جنوده فقط- نشيداً خاصاً به.. وبعفوية وتلقائية وصدق لا مثيل له.
٣- يقول «أرفين روميل»: «إن القائد الناجح هو الذى يسيطر على عقول أعدائه قبل أن يواجههم».. إنها تلك الحيلة النفسية الشهيرة.. أن تزرع فى عقل أعدائك فكرة الهزيمة حتى من قبل المواجهة.. وترسل إليهم رسالة أنك تحرص على الموت بقدر حرصه هو على الحياة.. فضلاً عن تذكير جنودك بفضل شهدائهم الذين ضحوا بأرواحهم من قبل.
هكذا كان تأثير ذلك النشيد العفوى العظيم.. فقد انتشر بين العامة بشكل لم يحدث من قبل.. وأصبح يتردد على ألسنة الناس فى الشوارع، كما لو كان أحدث ما غنى ذلك المطرب الشهير.. بل إننى أكاد أجزم أنه جعل عيون البعض تغرق بالدموع، مثلما حدث معى.. ودفع بدفقات من الغضب والحماس داخل العروق عند سماعه.
إنه أفضل تأثير يحلم به مؤلف لأحد الأعمال الفنية فى وقت الحرب!
٤- قرار صائب من وزارة التربية والتعليم أن يتم تعميم هتاف «قالوا إيه» فى طابور الصباح للمدارس كل صباح.. لن يعرف تلاميذ المرحلة الابتدائية الشهيد منسى أو خالد مغربى إلا من هذا النوع من الهتافات.. فضلاً عن أنه نوع من التلقين والتذكير للتلاميذ أن بلادهم تحارب.. ووسيلة فعالة لتنشئة هذا الجيل على هتافات العزة للوطن.. سينشأ هذا الجيل غير بعيد عن كفاح جيشه وأسماء شهدائه.. وهو المطلوب إثباته!
٥- بين ما ينتجه الصدق.. ويخرج من بطن الزيف، ما يجعلنا نطيل التأمل.. لقد فشل «صليل الصوارم» فى أن يرهب المصريين فضلاً عن رجال الجيش الرابط على عزمه.. بينما نجح نشيد «قالوا إيه» أن يبث الحماس فى نفوس المصريين كلهم وليس الجيش وحده..
لقد انتصر المصريون فى معركة الحرب النفسية انتصاراً ساحقاً بنشيد تدريب واحد.. ونجح المجتمع المصرى بتاريخه الضارب فى القدم أن يجمع شتات اختلافاته وتباينه على هتاف باسم أساطيره الجديدة مثل الشهيد منسى والشهيد خالد مغربى.. ليحتلوا مكانهم فى صفحات تاريخ هذا الوطن.. الذى اعتاد الأزمات.. ولكنه عشق الانتصار عليها!