القائم بأعمال السفير الأمريكي: نخطط لمناورات "النجم الساطع" مع مصر

كتب: أكرم سامي

القائم بأعمال السفير الأمريكي: نخطط لمناورات "النجم الساطع" مع مصر

القائم بأعمال السفير الأمريكي: نخطط لمناورات "النجم الساطع" مع مصر

أكد القائم بأعمال السفير الأمريكي بالقاهرة، توماس جولدبرجر، دعم بلاده لمصر فى حربها ضد الإرهاب، مشيداً بالجهود الكبيرة التي تبذلها القوات المسلحة المصرية لمكافحة الإرهاب، بما يصب فى صالح أمن واستقرار مصر، بل أمن واستقرار المنطقة والعالم، مشدداً على أن مصر ليست وحيدة فى مكافحة الإرهاب.

{long_qoute_1}

وأوضح "جولدبرجر"، فى لقاء مع عدد محدود من الصحفيين، اليوم، أن هناك دعماً أمريكياً قوياً للجيش المصرى فى حربه ضد الإرهاب، وأن مؤشراته تتمثل فى الزيارات العسكرية والسياسية رفيعة المستوى التى أجراها المسئولون العسكريون الأمريكيون لمصر خلال الفترة الأخيرة، والتى شملت زيارة لوزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس، فى ديسمبر الماضى، وكذلك زيارة الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، قبل أسابيع، التي التقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزير الدفاع ورئيس الأركان، فضلاً عن التنسيق المتواصل بين القادة العسكريين الأمريكيين ونظرائهم المصريين في أفرع القوات المسلحة البحرية والجوية والبرية.

وذكر "جولدبرجر"، أن مؤشرات الدعم الأمريكى أيضاً تظهر فى أن أغلب الأسلحة والمعدات العسكرية التى تستخدمها القوات المسلحة المصرية فى حربها فى سيناء هى أمريكية الصنع، وتساعد فى تأمين جهود القوات المسلحة فى محاربة الإرهاب كطائرات "الأباتشى والإف 16"، وكذلك مركبات تأمين الجيش، مشيراً إلى أن تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين يأتى فى إطار الاستراتيجية العالمية والدولية لمكافحة الإرهاب فى الشرق الأوسط.

وذكر "جولدبرجر"، أنه يتم الإعداد والتخطيط حالياً للمناورات العسكرية المشتركة الأضخم بين البلدين "النجم الساطع"، المقرر تنفيذها نهاية الصيف من العام الحالى، مشدداً على أن مصر تتولى مسئولية مهمة جداً فى مواجهة الإرهاب والقضاء عليه.

وبشأن وجود بعض الملفات الخلافية بين البلدين على أصعدة أخرى، ذكر "جولدبرجر" أنه من الطبيعى فى العلاقات الثنائية بين أى بلدين أن يكون هناك بعض نقاط الاختلاف والاتفاق، مشيراً إلى أنه خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكى "مايك بنس" إلى القاهرة، يناير الماضى، كان هناك بعض نقاط الاختلاف بين البلدين، وهذا شىء طبيعى، مضيفاً: "لكن الأهم هو القدرة على تجاوز تلك الخلافات"، مشيداً بالعلاقة القوية والاتصالات المستمرة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الأمريكى دونالد ترامب لحل هذه المشاكل.

وحول ملفات الاختلاف بين البلدين، ذكر القائم بالأعمال الأمريكى أن هناك بعض الموضوعات التى عبّرت الولايات المتحدة عن قلقها بشأنها، والتى تتعلق بقضايا حقوق الإنسان والحريات، وكذلك ملف المجتمع المدنى الذى يؤثر بدوره على المساعدات التنموية الأمريكية لمصر، فضلاً عن الجهد الدولى لعزل كوريا الشمالية بسبب برنامجها الباليستى والنووى، معتبراً أن تخفيض القاهرة لمستوى علاقاتها السياسية مع بيونج يانج يسهم فى هذا الجهد الدولى.

وبشأن الدعم الأمريكى للاقتصاد المصرى، ذكر "جولدبرجر" أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت تطوراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، وذلك بسبب البرنامج الإصلاحى الذى بدأته الحكومة المصرية، موضحاً أن الشركات الأمريكية العاملة فى مصر بدأت تتلمس على الأرض تسهيلات كبيرة.

وأعرب عن تفاؤله بمستقبل الاقتصاد المصرى، وأن هناك انطباعاً كبيراً لديه ولدى الشركات الأمريكية بجدوى العمل فى مصر وتحقيق أرباح فى الفترات المقبلة، موضحاً أن هناك بالفعل شركات أمريكية بدأت فى توسيع أعمالها فى مصر خلال الفترة الأخيرة، فضلاً عن شركات أخرى تنوى القدوم للاستثمار فى السوق المصرية.

وبشأن الأزمة القطرية واستمرار مقاطعة الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (مصر والسعودية والبحرين والإمارات) للدوحة بسبب دعمها للإرهاب، قال "جولدبرجر" إنه من وجهة النظر الأمريكية فإن هذا الشقاق ليس مفيداً لمصالح أي من أطراف الأزمة ولا الولايات المتحدة، وإن زيارة المبعوث الأمريكى الأخيرة بخصوص الأزمة إلى مصر جاءت لبحث حل سريع، إذ تأمل واشنطن فى سرعة انتهاء هذا الخلاف فى أقرب وقت ممكن.

وحول ما يُعرف إعلامياً بـ"صفقة القرن" وخطة الإدارة الأمريكية للسلام فى الشرق الأوسط، أكد "جولدبرجر"، أن هناك مساعى حقيقية لإدارة الرئيس ترامب لإنهاء هذا الصراع الذى استمر لوقت طويل، مشيراً إلى أن ما يؤكد عزم الإدارة الحالية على حل المشكلة أن هناك مستشارين قريبين جداً من الرئيس الأمريكى يجتهدون للغاية لحل هذه القضية، منوهاً إلى اجتماع عُقد فى القاهرة الأسبوع الماضى بين أطراف الصراع وبحضور أمريكى وأطراف أخرى مهتمة بحل المشكلة مثل النرويج، لبحث حل سريع لهذه القضية، وأن هناك اجتماعاً مماثلاً فى واشنطن الأسبوع المقبل.

واعتبر "جولدبرجر"، أن إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل لا يعنى خروجها من قضايا الحل النهائى، وأن هذا القرار لن يؤثر على الالتزام الأمريكى بالسلام فى المنطقة، قائلاً إن "فكرة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لا يمنع أنها من الممكن أن تكون أيضاً عاصمة لفلسطين إذا ما كان هذا ما سيتفق عليه الأطراف المعنية بالسلام فيما بينهم"، مؤكداً أن وضع الأماكن المقدسة وحدود المدينة المقدسة لن تتغير حتى اتفاق الأطراف.

وبشأن التقارب المصرى الروسى، ذكر "جولدبرجر"، أن بلاده لا ترى أن العلاقات بين واشنطن والقاهرة هى علاقات حصرية، ولكن لمصر الحرية المطلقة فى تنويع علاقاتها، إلا أنه أشار إلى القلق الأمريكى الرسمى والإعلامى من السياسات الروسية حول العالم، والمتمثل بشكل أساسى فى دورها فى أوكرانيا وسوريا وكذلك ما يتردد عن التدخل فى الانتخابات الأمريكية، ومن ثم على القاهرة أن تكون حريصة فى الانفتاح تجاه هذه العلاقة.


مواضيع متعلقة