«خلف الله» سبعيني عامل بـ«مشروع بنبان»: فكرني بأيام وليالي السد العالي

«خلف الله» سبعيني عامل بـ«مشروع بنبان»: فكرني بأيام وليالي السد العالي

«خلف الله» سبعيني عامل بـ«مشروع بنبان»: فكرني بأيام وليالي السد العالي

ابتسامة مميزة تهزم تجاعيد وجهه، لا تفارق وجه خلف الله عبدالفتاح، الذى اختفى نصفه أسفل الخوذة الصفراء، لا يستطيع الاستغناء عنها خلال ساعات عمله، فسنه المتقدمة لا تسمح له بالمخاطرة «أنا مش زى الشباب دول.. شوية الشمس يبهدلونى، بس أنا مستمتع بالعمل».. علامة فخر جديدة يضيفها المشروع العملاق لسجل خلف الله الحافل، يكفى تلك المشاركة المميزة له فى بناء السد العالى، يحكى عنها بفخر رغم مرور قرابة 50 عاماً عليها «كانت أيام متتنسيش، فاكرها زى امبارح، وفخور بيها لحد النهارده، اشتغلت فى بناء السد وعمرى 19 سنة، المشروع ده ساعد على حماية مصر من الفيضان والجفاف بتخزين مياه الفيضان للاستفادة منها فى سنوات الجفاف، والتوسع فى استصلاح الأراضى وزيادة مساحة الرقعة الزراعية، ده غير إنه ساعد كمان على توليد الكهرباء لحد دلوقتى»، يروى الجد لعدد من الأحفاد من زيجات أبنائه الأربعة مشاعره بين السد العالى وبنبان «لسه عندى أمل ورغبة أشتغل فى مشاريع قومية لحد آخر نفس فى عمرى، بأى شغل عشان أفيد بلدى وولادى وأحفادى يكونوا فخورين بيّا».

الشجاعة والتحدى والقوة والفخر معانٍ ظهرت فى حديث خلف الله، الشهير بـ«أبوفوزى»، بين عمال الموقع لتمنحه مزيداً من التميز بين أقرانه، يزيد عليها ذلك الوعى الذى يتحدث به «فى وقت الناس بقت معظمها مش شايفة إلا الحاجة الوحشة، ومش قادرين يشوفوا الحاجة الإيجابية والكويسة، بنشتغل جوه الموقع كأننا خلايا نحل، مفيش حد بيقف عن الشغل، لا الشمس ولا حرارتها بتوقفنا، شغالين طول اليوم عشان نقدر ننجز المشروع فى أسرع وقت وحلمنا اتحقق بعد ما اتفتحت من أيام ولسه مستمرين فى الشغل، وكفاية إن مشروع محطة بنبان قالوا عليه إنه أكبر محطة فى العالم، من ضخامته ومساحته الكبيرة فى مكان واحد، يعنى ده إنجاز محصلش قبل كده، رغم إن توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية فى مصر مبقلهاش سنين كتير، لكن هنعدى كل دول العالم باكتمال محطة بنبان فى أسوان إن شاء الله».

ورغم سنه المتقدمة، لكن «خلف الله» يضرب نموذجاً فى مواصلة العمل، بشكل يدهش زملاءه من الشباب العاملين فى المحطة، فالرجل الذى تخطى الـ72 لم يركن إلى الراحة بعد زواج أبنائه، ولم يعتمد على معاش، قرر أن يواصل ملحمته «نفسى اسمى يبقى موجود فى كل مشروع قومى فى مصر، أصل الشغل مش بالسن، وطول ما الواحد فيه نفس وقادر لازم يشتغل، مش لازم عشان احتياجه، بس حتى لو مش محتاج على الأقل يفيد بلده، ويعمل حاجة يخلى أهله وعياله فخورين بيها طول عمرهم، عشان كده كتير من العمال وحتى المهندسين فى الموقع بيستغربوا من صحتى وإصرارى على الشغل وبيعتبرونى كبيرهم فى المحطة».


مواضيع متعلقة