الصين تعلن نهاية التاريخ
- أحمد المسلمانى
- البحر المتوسط
- الجيش الثالث
- الخليج العربى
- الرئيس الصينى
- العالم الثالث
- الكثافة السكانية
- المحيط الهادى
- المحيط الهندى
- آسيا الوسطى
- أحمد المسلمانى
- البحر المتوسط
- الجيش الثالث
- الخليج العربى
- الرئيس الصينى
- العالم الثالث
- الكثافة السكانية
- المحيط الهادى
- المحيط الهندى
- آسيا الوسطى
(1)
فى أربعين عاماً قطعت الصين المسيرة الأسطورية نحو سقف العالم، وما بين الزعيم «دينج شياو بينج» والزعيم «شى جين بينج» قصة نجاح مذهلة تفوق فى بعض جوانبها أقصى درجات الخيال.
واليوم تعلن الصين أن عام 2049 هو عام تحقيق «الحلم النهائى للصين»، الحلم بكافة جوانبه، تريد الصين أن تقول فى وضوح: إن عام 2049 هو عام «سيادة الصين ونهاية التاريخ».
(2)
بدأت الصين نهضتها العملاقة فى 1979، قام الزعيم التاريخى «دينج شياو بينج» بإسقاط الفوضى الأيديولوجية وإعلان رؤية استراتيجية منضبطة.
قامت رؤية «دينج» على تحديث الصين فى أربعة مجالات كبرى: تحديث الزراعة، وتحديث الصناعة، وتحديث العلم، وتحديث الجيش.
ولقد نجحت الصين فى كل المجالات لتصبح الاقتصاد الثانى والجيش الثالث فى العالم. واليوم تمضى الصين فى عهد زعيمها «شى جين بينج» إلى مدى أكبر وأبعد.
تتحدّث الصين عن المشروع القارّى الضخم «الحزام والطريق»، إنّه طريق الحرير، أو هو طريق الحرير الجديد، أو هو الحزام الواحد والطريق الواحد، الذى أعلنه الرئيس الصينى عام 2013 كأكبر مشروع نقل فى العالم قديماً وحديثاً.
يبدأ المشروع العملاق من «الكيلو صفر»، ثم يمتد براً وبحراً فى آسيا وأوروبا وأفريقيا. يقع «الكيلو صفر» فى مدينة «تشونجتشينج» ذات الكثافة السكانية العالية والمصانع الكبرى، ومنها إلى اليابس والماء.
ثمّة ممرات برية وبحرية: ممّر برى كالتالى: الصين - آسيا الوسطى - أوروبا - البلطيق، وممّر برّى ثانٍ كالتالى: الصين - دول الخليج العربى - البحر المتوسط، وممر برى ثالث كالتالى: الصين - جنوب آسيا - المحيط الهندى. وممر بحرى كالتالى: موانئ الصين - بحر الصين الجنوبى - المحيط الهادى، وممر بحرى ثانٍ كالتالى: موانئ الصين - بحر الصين الجنوبى - أوروبا.
يشمل المشروع الأكبر فى العالم طرق سيارات وقطارات، وخطوط كهرباء وغاز وإنترنت، ويغطى القارات الثلاث: آسيا وأوروبا وأفريقيا.
(3)
تتحدث مراكز دراسات عن رؤية أمريكية مضادة عن «رباعيّة» تشمل الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا كمشروع بديل لمشروع الصين.
يقوم الأساس الفكرى لمشروع الصين على دعم الاقتصاد، وتأمين بدائل لبحر الصين ومضيق ملقا إذا ما نشبت الحرب هناك، وكذلك السيطرة على الحركة فى قلب العالم، كما كانت السيطرة على العالم قديماً تتأتى من السيطرة على طريق الحرير.
ويقوم الأساس الفكرى للدول الأربع على تنويع مصادر الاستثمار حتى لا تقود الصين وحدها حركة الاستثمار فى العالم، كما يقوم على موقف أيديولوجى يستند إلى أن الرباعية هى كلها دول ذات نظام سياسى متقارب، وأن الشراكة بينها هى «شراكة اقتصادية بين دول ديمقراطية».
ثمّة كتاب رائع بعنوان «شى جين بينج.. على خطوات الحلم الصينى»، وثمة كتاب أروع للكاتب الصينى «وانج إى وى» بعنوان «الحزام والطريق.. ماذا ستقدم الصين للعالم؟»، وهو كتاب يوجد فى المكتبات العربية من ترجمة الباحثات: رشا كمال وشيماء كمال ونهلة غريب. وفى فصول الكتابيْن ملامح عديدة من أبعاد المعجزة ومعالم الرؤية.
(4)
لقد مضت الصين فى مسيرتها دون ضجيج، إنه الزحف الصامت المقدس نحو الهدف. واليوم وقد وصلت الصين -عبْر قوة الصمت- إلى تلك النقطة الشاهقة فى أعلى سطح الكوكب بدأت تتحدث عن القادم فى ثقةٍ وثبات. القادم من وجهة نظر الصين هو نهاية التاريخ فى عام 2049، حيث ستكون الصين قد حققت كل ما تطمح إليه.
يتخوّف كثيرون من ذلك الصعود الكبير، ويتخوفون أكثر من احتمالات المستقبل، بعض التخوفات اقتصادية وبعضها عسكرية، لكن الحقيقة الصامدة أن لدينا بلداً كان قبل عقود يعانى من كل شىء، لكنه الآن حقّق كل شىء.
إن البلد الكبير الذى كان عنوان العالم الثالث بات الآن عنوان العالم الأول.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر