قصة أشهر بائعة سبانخ في ناهيا: "لما بغير المكان محدش بيشتري مني"

كتب: سحر عزازى

قصة أشهر بائعة سبانخ في ناهيا: "لما بغير المكان محدش بيشتري مني"

قصة أشهر بائعة سبانخ في ناهيا: "لما بغير المكان محدش بيشتري مني"

تتوسط أقفاص متراصة فوق بعضها على يسارها عربة فاكهة وعلى يمينها فرش قلل فخار، مكان ضيق لا يسع رئيسة أبو سريع، تلك العجوز التي بلغت من العمر 73 عامًا، محتفظة بصيص نور يخرج من عينيها الذابلتان لتحرس بضاعتها القليلة، شكارة بها عدد من حزم السبانخ، تأتي بها يوميًا من مسقط رأسها بالعياط لتبيعها بسوق ناهيا ببولاق.

رحلة شاقة تقطعها العجوز على نفسها منذ 10 سنوات، تأتي أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس مع تاجر بدياتها: "بيجبنا أنا واتنين حريم"، تنزل عند كوبري خشب وتستقل توكتوك حتى تصل للسوق تتسند على كتف أهل الخير حتى تصل مكانها المعروف الذي لم تغيره رغم ضيقه وقربه من سير العربات: "لما بغير المكان محدش بيشتري مني".

علاقة غريبة تربطها بهذا المكان الذي تجد فيه رزقها لتتمكن من الإنفاق على ابنتها وأحفادها: "هعمل إيه لازم أنزل اشتغل أحسن ما نموت مالجوع"، تشتكي من ضعف نظرها وسوء حالتها الصحية التي تدهورت بعد رحيل زوجها: "مات وسبني أشيل الحمل لوحدي"، 150 جنيه تنفقها السيدة السبعينية كل 15 يوم لعلاج عينيها بالإضافة لعلاج الضغط.

"أنا كنت حلوة ومفتحة بس تعبي هدني ومبعرفش أساعد نفسي"، 40 جنيهًا وأكثر تنفقها على مواصلاتها، في حين أن فرشها الصغير لا يجلب لها مكسبًا، لكنها تخشى الجلوس في البيت لتزيد علتها وتموت جوعًا: "نفسي يعالجوني وأرجع أشوف".

يعرفها الكبير والصغير في السوق يشترون منها لدعمها ومساندتها في ظروفها التي تظهر على هيئتها دون الحديث، تراها مدام مرفت منذ 10 سنوات قبل زواجها: "ست غلبانة ومسنة وكفيفة المفروض تقعد في بيتها معززة مكرمة، ملهاش تتبهدل في السن ده".

تحكي أن العجوز لها من الأبناء 3 بنات وولد، وتعيش معها ابنتها الكبرى وأحفادها في غرفة بالإيجار بينما تزوج الآخرين وشق كلا منهم حياته الخاصة.


مواضيع متعلقة