اشتعال النيران فى 18 منزلاً بإحدى قرى كفر الشيخ.. والأهالى يتهمون «الجن»

كتب: سمر عبدالرحمن

اشتعال النيران فى 18 منزلاً بإحدى قرى كفر الشيخ.. والأهالى يتهمون «الجن»

اشتعال النيران فى 18 منزلاً بإحدى قرى كفر الشيخ.. والأهالى يتهمون «الجن»

ستة أيام متواصلة من الرعب، عاشتها 18 أسرة فى قرية «17»، التابعة لمركز الحامول فى محافظة كفر الشيخ، ترك بعضهم منازلهم لاجئين إلى قرى مجاورة، وتجمّع آخرون فى الشوارع وعلى الطرقات الرئيسية، فى انتظار من ينقذهم من الحرائق مجهولة المصدر التى التهمت أثاثات المنازل والعديد من أجهزة العرائس، وسط عويل النساء، ومكبرات الصوت تصدح بآيات القرآن الكريم فى أرجاء القرية، فيما تحولت الشوارع إلى مخيمات لإيواء الأسر المشردة. سيارات الشرطة تحاصر مداخل القرية من كافة الاتجاهات، فيما يتجمهر الأهالى فى الشوارع بعد أن أودعوا أطفالهم مضيفة المسجد برفقة ما تبقى لهم من «عفش»، سيدات يجلسن على عتبات البيوت خوفاً من اشتعال النيران مجدداً، أملاً فى الركض بعيداً عن مصدر النيران.

{long_qoute_1}

إلى جوار زاوية متهدمة لأحد المنزل، جلس السيد الصيفى، أول من اشتعلت النيران بمنزله، ينظر إلى الفراغ، وهو يفكر فى المصيبة التى ألمت به وبأسرته، احترق أثاث 6 شقق سكنية فى منزله، خاصة به وبأشقائه: «فوجئت باشتعال النيران فى مراتب الأسرّة بإحدى الشقق دون سبب، وامتدت للطوابق العليا، فاستعنت ببعض شيوخ القرية، إلا أن الظاهرة امتدت إلى باقى منازل القرية وعلى رأسهم منزل شخص حاول إطفاء الحرائق فى منزلى»، وأضاف: «إحنا فى مصيبة ومحدش حاسس بينا، بيوتنا راحت والعفش انتهى، أول مرة نشوف الوضع ده، النار تشتعل تلقائياً دون سبب ولم يستطع أحد تقديم تفسير مقنع».

داخل حجرة بالمنزل الأكثر تضرراً من الحرائق، جلست زينب البيلى تنعى حظها العثر، مؤكدة أن النيران شبّت فى إحدى الغرف بالطابق الأول ولم تطل سوى مراتب الأسرّة، وتابعت: «فى اليوم الثانى وجدنا النيران تشتعل فى 6 شقق بذات المنزل وتلتهم مراتب الأسرّة، واستعنا بأهالى القرية على مدار أيام لإخماد الحرائق التى لم تؤثر على أسلاك الكهرباء أو الأجهزة الكهربائية، فالنيران تلتهم محتويات غرف النوم فقط، وهذا الحدث تكرر فى منزلنا أكثر من 7 مرات فى اليوم الواحد، عايشين فى رعب، كل ما نطفى الحرائق فى بيت تشتعل فى منزل آخر من منازل الأهالى». اشتعال النيران بشكل مستمر اضطر تلك الأسر إلى هجرة منازلها لتقطن شوارع القرية، وأرسلوا الأطفال إلى منازل الأقارب فى قرى بعيدة خوفاً عليهم، وسط توافد الشيوخ على المنازل فى محاولة لتفسير ما يحدث فى القرية، وكما التهمت النيران أثاث منزل «الصيفى» وأشقائه التهمت أيضاً أثاث منزل ثلاث سيدات لم يجدن ملجأ لهن سوى الشارع، يرددن الأدعية والآيات القرآنية عسى أن يرفع الله عنهم هذا البلاء، كما وصفته «أم عبدالله محمد» التى أكدت أن ترتيل القرآن يُخمد النيران دون الحاجة إلى مياه أو طفايات حريق: «المساجد شغالة على القرآن على طول، وبنّام فى الشوارع، أهالى القرية التى لم تطل النيران بيوتهم يقومون بتحميل الأثاث على سيارات لنقله لأماكن أخرى خوفاً من أن تطال النيران منازلهم.. مش عارفين إيه اللى بيحصل». علاء حسنين، المعالج الروحانى، أكد أن سبب اشتعال النيران بمنازل القرية قد يكون الجن، مشيراً إلى أن الجن لا يعتدى على الإنسان إلا إذا اعتُدى عليه، وأن هذا البلاء سيزول بأمر الله، لافتاً إلى تفقُّده عدداً من المنازل لبدء جلسات علاجية لرفع هذا البلاء عن أهل القرية.

من جانبه قال اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، إن «الأيام القليلة المقبلة ستشهد الكشف عن أسباب الحرائق التى نشبت فى قرية 17 بالحامول، وهل تقف وراءها أياد خفية أم لا»، موضحاً أن المحافظة تقدم لأهالى القرية المساعدات المالية، خاصة فى ظل وجود بعثة من الأزهر الشريف مع أهالى القرية، وأضاف أن «الفحص المبدئى للحرائق أشار إلى أنه جاء بسبب اشتعال ذاتى فى بعض المراتب، وتم الدفع بأربع سيارات إطفاء من يوم الجمعة للتمركز فى القرية وإخماد أى حريق». وأشار إلى أن الحرائق لم تنشب فى القرية منذ يومين، لافتاً إلى أنه حتى الآن لم يتبين وجود أى سبب علمى، مضيفاً: «لا أعتقد فى وقوف الجن وراء اشتعال الحرائق بالقرية، وأجهزة البحث ومتخصصو الحرائق موجودون للكشف عن أسبابها الحقيقية».

كانت قوات الشرطة ألقت القبض على «شعبان. ز. م»، 58 عاماً، ترزى، أثناء وجوده بالقرية وترديد بعض التعاويذ لوقف الحرائق التى تشهدها القرية، لكن الأهالى شكوا فيما يقوم به فأمسكوا به، وألقت قوات الأمن القبض عليه ويجرى التحقيق معه فى النيابة بتهمة ممارسة السحر والشعوذة، ودفعت قوات الشرطة بعدد من السيارات للتمركز بالقرية لمنع وجود الدجالين منعاً لإثارة الفتنة بين أبناء القرية ولتهدئة الأجواء، كما تتمركز سيارات الإطفاء بالشوارع للسيطرة على الحرائق التى تتجدد من آنٍ لآخر.


مواضيع متعلقة