عباس شومان: الأزهر وكل علمائه يرفضون الهجوم على التراث

كتب: عبد الوهاب عيسى

عباس شومان: الأزهر وكل علمائه يرفضون الهجوم على التراث

عباس شومان: الأزهر وكل علمائه يرفضون الهجوم على التراث

قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إن توصيات مؤتمرات الأزهر تتحول إلى خطط عمل على أرض الواقع، فالأزهر ينظر للتراث الإسلامي على أنه كنز وفخر نفاخر به بكل ما فيه، سلفنا الصالح حينما اجتهدوا في المسائل اجتهدوا بما يناسب زمانهم، ورفضوا أن تصبح اجتهاداتهم لكل زمان، فهؤلاء هم سلفنا الصالح والذين يهاجمهم الجهلاء.

وأكد خلال كلمته بالمؤتمر العلمي الدولي الأول لكلية أصول الدين بعنوان "قراءة التراث الإسلامي بين ضوابط الفهم وشطحات الوهم" أن الأزهر وكل علمائه، اتفقوا على انه لا نقبل المساس بالقرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة الثابتة لكونهما معصومان ومقدسان، كما انهم يرفضون الهجوم على الإسلام أو التراث الإسلامي، فتراثنا الذي تطاول عليه الجهلاء والسفهاء عليهم أن يتركوا ساحته، فالأزهر لم ولن يتخلى يومًا عن رسالته ولم يتنكر لتراث المسلمين، وسيبقى في المقدمة مدافعًا عن التراث متمسكًا به فاضحًا لكل ما تطاول عليه بجهل.

وقال الدكتور محمد حسين المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، خلال كلمته في المؤتمر المنعقد على مدار يومين بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، إن مشاركة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في افتتاح الجامع الأزهر أمس، يؤكد أن الجامع ليس ملكًا للمصريين وحدهم، وإنما للعالم كله، وأن انعقاد المؤتمر عقب افتتاح تجديدات الجامع الأزهر يدل على اهتمام الأزهر بالمبنى والمعنى، مشيرا إلى أن تميز هذا المؤتمر يرجع إلى مشاركة وفود أكثر من 20 دولة وتواصل الأجيال بين شباب الباحثين وكبار العلماء.

وقال الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء، إن التراث الإسلامي ميراث الأمة، ولا بد من المحافظة عليه وتنميته واستثماره حتى يؤتي أكله.

وأضاف زقزوق، أن البعض أحيانا يحاول استخراج أسوأ ما فيه لننشره للناس، ولا يجوز أن نقول إن الإسلام هو التراث، ولا يجوز الخلط بين العمل البشري وأصول الإسلام ، فالإسلام دين قائم على الكتاب والسنة وهما ليسا من التراث ".

وأوضح وزير الأوقاف الأسبق، أن الهجوم الذي يتعرض له الإسلام نابع من الهجوم على التراث، وهو جهد بشري قابل للتفاوض والخطأ والتجديد، منوها إلى أن الدين يمكن أن يوضع في مكانة أسمى وأعلى.

ولفت إلى أن هناك تقصيرًا من جانب علماء الدين في مواجهة الهجوم الذي يتعرض له الدين، وهذا شيء يجب أن نعترف به، ولا ندفن رؤوسنا في الرمال، مشيرا إلى أنه لا يوجد مركز بحوث في العالم الإسلامي يرد ردا علميا على من يقولون بتاريخية النص القرآني.

ونوه وزير الأوقاف الأسبق، إلى أن التراث يتعرض لهجمة شرسة، والبعض يخلط بين التراث والإسلام، ويهاجم الدين.

وقال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الواقع متغير، منذ أن جاء الإسلام وحتى وقتنا هذا.وأضاف اننا "نفخر كل الفخر بالجهود التي بذلها العلماء في كل النواحي، الذين وضعوا المناهج وأعلوا فقه الواقع ".

وأوضح علام، أن الحرب على التراث الإسلامي مستمرة، متسائلا: "أين نحن من الطعن في التراث؟"، مشيرًا إلى وجود بعض الجهود التي بذلت للتصدي لذلك

وأكد الدكتور حاتم العوني الاستاذ بجامعة ام القرى ممثلا عن الوفود العربية المشاركة بالمؤتمر أن تراث الإسلام جميل ناضج كامل لا يحتاج إلى تقليل، مضيفًا كلمة التراث تدخل فيها الكتاب والسنة فهو كل ما هو موروث من الكتاب والسنة.

وأضاف "العوني" خلال كلمته بالمؤتمر: تراثنا جميل بأخطائه الكثيرة، لأن واضعيه ليسوا ملائكة ولا آلهة، فجماله في اجتهاد العلماء في وضعه، أخطاء التراث أصبحت تستغل من جماعات التطرف والإرهاب وخصوم الإسلام متجاهلين مواضع الحق في هذا التراث، ووجود هذه الأخطاء في التراث اعتبرها المتطرفون أن جدار التراث قصير سهل تجاوزه والهجوم عليه، لافتًا إلى هادمي الدين والتراث الصحيح أكثر خطورة من أخطاء التراث نفسها والتي لا يدركها إلا أهل التخصص.

وأشار العوني إلى أن الأزهر الحصن الحصين للتراث الإسلامي والركن الشديد الذي تلجأ إليه العلوم والباحثون، الأزهر الشريف أولى المؤسسات بوسطيته وسماحته له دور مهم وهو صاحب الشأن في الحفاظ على التراث الصحيح والرد على المتطرفين، كما أن الأزهر له الحق في تنقية التراث من الشوائب.

وأوضح دكتور العوارى عميد كلية أصول الدين والدعوة ورئيس المؤتمر، إن قراءة التراث تعددت بين مُقدّس لها ومُدنِّس، فكان واجب كلية أصول الدين بيان قراءة التراث للناس، معتمدة على الأصول، ومواكبة للتطور، وأن التشويه المتعمد للتراث استقى أفكاره من الاستشراقيين، وأن الدفاع عن التراث لا يعنى أنه نص مقدس، بل إن كاتبيه بشر يؤخذ منهم ويُرد عليهم، ولا ينبغى أن نرد على المتطرفين بتطرف مقابل، بل بالاحتكام للكتاب والسنة.

واضاف العواري، "إن الأوراق البحثية التي يتناولها المؤتمر سترد على كل التساؤلات الخاصة بقراءة التراث الإسلامى"، مشيرًا إلى أن المؤتمر يسعى لتقديم صيغة حديثة لقراءة التراث فى ضوء الأصول، واوضح ان المؤتمر يحضره وفود اكثر من عشرين دولة ويهدف الى اثبات قابلية التراث الإسلامي الى التجديد والنقد والتنقية والدراسة والتحقيق، وإيضاح الفرق بين دراسة التراث وتقديس التراث وكذلك الفرق بين نقد التراث وهدم التراث وبيان زيف الدعاوى المعادية والهادمة للتراث الإسلامي وبيان وسطية المنهج الإسلامي في التعامل مع قضية التراث بالإضافة الى عرض دور الازهر في دراسة التراث وتحقيقه ونقده وفتح افاق التعاون بين الباحثين في مجال البحوث المجتمعية وتبادل الخبرات.حضر المؤتمر قيادات الازهر ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات.


مواضيع متعلقة