باعة جائلون يحولون مسار "الرشوة" من استرداد البضاعة لكشك مرخص

كتب: سحر عزازي

باعة جائلون يحولون مسار "الرشوة" من استرداد البضاعة لكشك مرخص

باعة جائلون يحولون مسار "الرشوة" من استرداد البضاعة لكشك مرخص

مبالغ ينفقونها لاسترداد بضائعهم المأخوذة من البلدية في حملات التفتيش المتكررة على المناطق المكتظة بهم، سياسة اتبعها معظم الباعة الجائلين على مدار سنوات، يفضلون الدفع بطريقة "الرشوة"، حتى تسير أمورهم على النحو الذي يرغبونه، تغير مسارهم مؤخرًا وبدأوا يدفعون من أجل توفير مكان آمن مرخص باسمهم يضعون فيه بضائعهم دون خوف أو حملات تفتيش مفاجأة تتسبب في خسارتهم، رافين شعار: "مدام كله بالرشوة يبقى المكان أفضل بالبضاعة".

مختار أحمد شاب ثلاثيني، أتى من مسقط رأسه بسوهاج، ليبحث عن فرصة عمل داخل العاصمة لم يجد أمامه سوى بعض علب الهدايا والبرفان ليبيعها على أحد أرصفة كوبري مشاة بولاق الدكرور، ينفق على 9 من أشقائه بخلاف والديه، لم يتمكن من الزواج حتى الآن لسوء الظروف الاقتصادية وضعف الدخل، يظل يتردد على إدارة الحي لسنوات برفقة زملائه من البائعين لاسترداد بضائعهم حتى قرر ألا ينفق مبلغ آخر في صالح استردادها بل بدأ يطالب بتوفير كشك آمن ومكان قانوني: "روحت طلعت الورق المطلوب وسلمته وأدينا بندفع بقالنا سنين عشان نمشي قانوني".

يشتكي من صعوبة التحرك التي تطلب كل خطوة فيها لدفع مبالغ كبيرة: "مفيش حاجة بتشمي غير بالدفع حتى لو قانوني"، رحلة شاركه فيها محمد صاحب فرش لعب أطفال: "قدمنا طلبات ناخد محلات أو كشك راحوا أدوها لناس بدالنا عشان دفعوا أكتر"، يذهب بشكل منتظم لمتابعة آخر الأخبار يسأل عن طلباتهم حتى يلبيها حسب وصفه: "خايفين ناس تانية تيجي تاخد الأماكن غيرنا"، مؤكدًا أن كل شيء يسير على النحو المطلوب بالدفع بطريقة الرشوة: "بقالي 17 سنة هنا ببيع هدايا ولعب وفيه ناس بقالها 25 سنة وماشيين بالدفع".

يحكي عن المعاناة التي واجهها على مدار سنوات من التنقل من مكان لآخر مفضلًا دفع "الرشاوي" من أجل الحصول على كشك مرخص: "تعبنا من التهديد والبهدلة كل شوية وبضاعتنا اللي بتتسرق"، مشيرًا إلى أن المخدرات يتم بيعها علني في شارع ناهيا أمام مسجد السنية ومخزن الأنابيب: "نفسنا الحي يخلصنا منهم، ويوفرلنا أماكن ناكل منها عيش".


مواضيع متعلقة