بالفيديو| حكاية "عم درويش" الذي أنقذه "فيس بوك" من الانتحار: حياتي تغيّرت في لحظة

كتب: رامي الجزيري

بالفيديو| حكاية "عم درويش" الذي أنقذه "فيس بوك" من الانتحار: حياتي تغيّرت في لحظة

بالفيديو| حكاية "عم درويش" الذي أنقذه "فيس بوك" من الانتحار: حياتي تغيّرت في لحظة

"ليس لدي ما أخسره".. ترددت تلك الجملة في ذهن الرجل الخمسيني، بينما ينظر إلى الحبل المُدلى من السقف، يُنازع قراره في شنق نفسه، معتبرًا تلك النهاية الطبيعية والمتوقعة لرجل اقترب من النهاية، بينما لا يجد عملًا يٌمكنه من جمع شمل أسرته.

تلك النهاية لم تكن ما يريدها القدر لـ"عم درويش"، الذي لم يتوقع أن يتبدل حاله رأسًا على عقب، في مدة لا تزيد عن 24 ساعة، فبعدما تفرق شمل عائلته وأثقلته الهموم وقلة الدخل، وجد ضالته أخيرًا بفضل مواقع "التواصل الاجتماعي"، التي مثلت له طوق نجاة.

قبل أيام قليلة من تفكيره في الانتحار، فتش درويش عبدالفتاح في جيبه فلم يجد سوى جنيهات قليلة لا تكفي شراء وجبة طعام تخلصه من الجوع الذي لازمه أربعة أيام،"الموت أهون عليا من إني أطلب من حد حاجة".

لم يترك "درويش" -بحسب حديثه لـ"الوطن"- بابًا يٌمكن أن ينجيه من أزمته التي عصفت به وبعائلته إلا وطرقه، يتذكر عندما نصحه أحد الاشخاص بأن يتوجه لنادي الزمالك للبحث عن عمل، لكن المحاولة فشلت كالعادة، فقرر العودة إلى المنزل.. "وأنا مروح محستش بنفسي إلا وأنا واقع على الأرض من شدة الزعل والناس بتساعدني وأنا ببكي".

قرر أحد طلاب كلية الفنون الجميلة بالزمالك، مساعدة "عم درويش" ليس فقط في النهوض من الأرض بعد تعثره، حيث نشروا مشكلته على "فيس بوك"، الأمر الذي شكل طوق نجاة له، وفق ما يروي، فلم تمر ساعات قليلة حتى انهالت الاتصالات على هاتفه.. "أنا كل خمس دقايق حد يكلمني يقولي عندي ليك شغل"، وأصبح في ليلة وضحاها يفاضل بين الوظائف والمرتبات الأفضل حتى أنه جاءته فرصة عمل خارج مصر.

يقول "عم درويش" لـ"لوطن": "حد كلمني من برة مصر وقالي مستعد تسيب مصر وتيجي تعيش في الإمارات.. وقولتلوا ياريت" .

لدى"عم درويش" الحاصل على الإعدادية ثلاثة أبناء من بينهم ابنته الكبيرة والتي اضطر بسببها لاقتراض أموالا حتى يتمكن من تجهيزها بعدما جاءها العريس "المناسب": "لما جالها عريس مناسب استلفت فلوس وجهزتها ولسه بسدد فيهم لحد دلوقتي وهي على وش ولادة"، أما الابن الثاني فهو شاب في عمر 25 عاما، ويعمل الآن ولكن عم درويش يخجل من أن يطلب منه أي أموال قائلا: "هو عاش محروم طول عمره ومستحرم بعد ما مسك فلوس أخدها منوا هو شاب بردوا ومحتاج يجيب لبس ويامن مستقبلو زي صحابو.. أنا مسبتلوش حاجة" والثالث يؤدي خدمته الوطنية وأخاه الأكبر يتحمل مصاريفه الشخصية.

بعدما حصل على وظيفة مراقب في أحدى شركات النقل والمواصلات، أصبح "درويش" حسبما يرى، قادرًا على مواجهة عائلة زوجته لانه يستطيع توفير احتياجتها الأن قائلا: "هاروح أجيبها هي والأولاد يعيشوا معايا ويملوا عليا البيت زي زمان وأفرح بيهم حواليا.. زمان ماكنش أقدر أرفع عيني في وش أخوات مراتي لأني ماكنتش أقدر أصرف عليها".


مواضيع متعلقة