بين الغزو تركي والقصف السوري.. مدنيو "عفرين" و"الغوطة" مهددون بالتهجير

بين الغزو تركي والقصف السوري.. مدنيو "عفرين" و"الغوطة" مهددون بالتهجير
حلقة جديدة من حلقات مسلسل التهجير القسري يستعد له السوريون في الغوطة الشرقية على يد قوات النظام، وفي بلدة عفرين الحدودية على يد القوات التركية، في الوقت الذي تعاني فيه المدينتان حالة من التدهور الكبير على المستوى الإنساني والأمني والعسكري خلال الأيام القليلة الماضية.
من جهته، طالب الجيش التركي، المدنيين المقيمين في ناحية راجو، بعفرين، بمغادرة المنطقة تحت ذريعة "الحرص على سلامتهم"، وفقا لوسائل الإعلام التركية، حيث بدأ الجيش التركي بالاستعداد للتوسع داخل عفرين، بعد سيطرته على معظم حدود المدينة المقابلة للأراضي التركية، فيما يرسل الجيش منذ يومين متطوعين من قوات الدرك والقوات الخاصة التابعة لسلك الشرطة إلى عفرين للمشاركة في العمليات البرية هناك.
وتقع منطقة عفرين على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سوريا، وهي محاذية لمدينة إعزاز من جهة الشرق ولمدينة حلب التي تتبع لها من الناحية الإدارية من جهة الجنوب، وإلى الجنوب الغربي من البلدة تقع محافظة إدلب، وتحاذي الحدود التركية من جهة الغرب والشمال.
وعفرين منطقة جبلية تبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومترا مربعا أي ما يعادل 2 بالمئة من مساحة سوريا، ومنفصلة جغرافياً عن المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الأكراد على طول الحدود مع تركيا.
الأمر ذاته تشهده الغوطة الشرقية، حيث ألقت مروحيات عسكرية تابعة للنظام منشورات على مناطق سكنية تدعو سكانها للخروج عبر ممرات آمنة.
وحملت المنشورات تعليمات الخروج الآمن عبر المعبر الإنساني رقم 1 المحدد في منطقة مخيم الوافدين، فضلا عن توصيات بعدم حمل السلاح أثناء التوجه إلى المعبر، وإظهار الأيدي بشكل واضح على مقربة من نقاط الجيش.
من جهة أخرى، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان له ارتفاع عدد قتلى الغارات التي يشنها النظام السوري منذ أسبوع على غوطة دمشق الشرقية إلى 500 مدني على الأقل، في وقت لا تزال التجاذبات في مجلس الأمن تعيق وقفا لإطلاق النار.
ومن بين القتلى 121 طفلا و65 امرأة قضوا منذ 18 فبراير الجاري حتى السبت، وفق المرصد، الذي أكد أن عدد الجرحى بلغ نحو 2500 شخص، فضلا عن عشرات المفقودين تحت ركام المنازل المدمرة.
ورصد المرصد خروج 10 مراكز طبية في الغوطة الشرقية عن العمل بسبب القصف المكثف، الأمر الذي ضاعف عدد القتلى، وزاد من معاناة الجرحى الذين اكتظت بهم المشافي الميدانية.