المدير الإقليمى السابق لمنتدى «دافوس»: الثورة الصناعية الرابعة ستزيد الفجوة بين الأغنياء والفقراء

المدير الإقليمى السابق لمنتدى «دافوس»: الثورة الصناعية الرابعة ستزيد الفجوة بين الأغنياء والفقراء
- أهمية التعليم
- اتساع الفجوة
- اقتصاد المعرفة
- الأزمة المالية العالمية
- الاقتصاد العالمى
- الاقتصاديات المتقدمة
- البحث العلم
- أهمية التعليم
- اتساع الفجوة
- اقتصاد المعرفة
- الأزمة المالية العالمية
- الاقتصاد العالمى
- الاقتصاديات المتقدمة
- البحث العلم
قال المدير الإقليمى السابق لمنتدى «دافوس» الاقتصادى بمنطقة الشرق الأوسط، شريف الديوانى، إن التفاوت فى الأجور مشكلة تواجهها كل دول العالم، وهى قضية مطروحة بإلحاح منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية فى 2008 على أجندة كل المنظمات الدولية المعنية، وأوضح فى حوار له مع «الوطن» أن هناك أسباباً لهذه الظاهرة، منها أن العائد على رأس المال ينمو بمعدل يفوق بكثير معدل العائد على العمل، كما أن المعرفة التى باتت عصب الاقتصاد العالمى متاحة لعدد قليل نسبياً من القوة العاملة، لأن التعليم الجيد للأسف لم يعد متاحاً للفقراء، ويرى أن التفاوت فى الدخول سيزداد حدة مع دخول الثورة الصناعية الرابعة، التى على الأرجح ستضيق فرص العمل على أصحاب التعليم المميز فقط، مؤكداً أنه لا أمل أمام المصريين الفقراء فى حياة كريمة إلا بتعليم ذى جودة عالية يسمح لهم باللحاق بسوق العمل فى اقتصاد يسيطر عليه أصحاب الثروات الكبيرة وأصحاب المؤهلات العلمية المميزة.. وإلى نص الحوار.
بداية.. لماذا يشهد العالم كله مشكلة كبيرة فى تفاوت الدخول؟
- أسباب متعددة منها أن العائد على رأس المال ينمو بمعدل يفوق بكثير معدل العائد على العمل، فالأثرياء يستثمرون أموالهم والفقراء يستثمرون مجهودهم فى العمل.. العوائد التى تأتى من استثمار المال «الأرباح» تفوق بكثير الأموال التى تأتى من العمل «أجور»، وبالمناسبة كانت هذه إحدى أهم النتائج الذى توصل إليها «توما بكيتى» مؤلف كتاب «الرأسمالية فى القرن الواحد والعشرين»، الشهير، الذى ركز بشكل رئيسى على التفاوت فى الدخول، فمشكلة التفاوت فى الأجور قضية مطروحة وبقوة منذ عام 2008 الذى شهد اندلاع الأزمة المالية العالمية التى أثارت غضب الناس فى كثير من البلدان على الرأسمالية وما ترتب عليها من احتكار القلة لثروات العالم، وحين أقول مطروحة أعنى أنها محل اهتمام ليس فقط فى الدول النامية ولكن أيضاً فى الاقتصاديات المتقدمة، وتتصدر أجندات المؤسسات الدولية المعنية، وعلى سبيل المثال تصدرت هذه المشكلة تقرير المخاطر العالمية الذى يصدر سنوياً عن المنتدى الاقتصادى العالم فى 2009، ولعدة سنوات متصلة كانت المظاهرات تطارد اجتماعات مجموعة الـG8 احتجاجاً على التفاوت الرهيب فى الدخول، وعادت القضية لتشغل العالم بعد أحداث الربيع العربى وما تبعها من حركات مماثلة فى دول كثيرة منها الولايات المتحدة احتجاجاً أيضاً على عدم المساواة.
{long_qoute_1}
وما العلاج الذى اقترحه «بكيتى» فى كتابه؟
- أمران أولهما التعليم، وثانيهما إعادة آليات توزيع الثروة من خلال ضرائب على الثروة وضرائب تصاعدية تنصف الفئات الأقل دخلاً.
وكيف يمكن للتعليم أن يعالج الظلم فى توزيع الثروات؟
- ما دام الإنسان لا يملك مالاً فلا أمل له فى حياة كريمة إلا بالتعليم، لأن التعليم السليم هو الطريق الوحيد الذى يضمن لصاحبه فرصة عمل ذات عائد مرتفع، وبالتالى يهرب من أسفل سلم أو جدول الأجور صعوداً يتناسب مع ما يملك من مهارات، وتزداد أهمية التعليم نتيجة تغير الاقتصاد، ففى الماضى كانت عناصر الأرض والعمالة ورأس المال هى العوامل الأساسية للإنتاج، أما الآن فقد تحولنا إلى ما يعرف باقتصاد المعرفة، وأصبحت القدرة على التطوير والإبداع أصلاً أكثر أهمية من رأس المال أو المواد الخام، أى إن العائد المجزى يأتى نتيجة الإبداع والابتكار، وكلاهما لا يتحقق بدون تعليم جيد، كيف يمكن لإنسان أن يصمم هاتفاً محمولاً أو يدير بنكاً كبيراً بدون مؤهلات علمية كبيرة؟ ولأن الفقراء لا يستطيعون تعليم أولادهم تعليماً جيداً، تأتى أهمية دور الحكومات فى تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال الاهتمام بفرص الالتحاق أولاً بالتعليم وثانياً بجودته، فمجرد الالتحاق بالتعليم لا يعنى شيئاً إذا لم يكن المحتوى ذا قيمة تناسب الثورة الصناعية الرابعة التى تتشكل الآن. {left_qoute_1}
وما الثورة الصناعية الرابعة؟
- الثورة الصناعية الأولى استخدمت طاقة الماء والبخار للإنتاج، والثورة الثانية استخدمت الطاقة الكهربائية، والثالثة اعتمدت منذ منتصف القرن الماضى على الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات، الآن الثورة الصناعية الرابعة تتميز بمزيج من التقنيات التى تمحو الخطوط الفاصلة بين ما هو فيزيائى ورقمى وبيولوجى اعتماداً على 4 مجالات رئيسية، هى الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد وتقنيات الحقيقة المدعومة أو «augmented reality»، والعالم كله قلق من توابع هذه التطورات المذهلة، لأنها بقدر ما تحمل من فرص فإنها على الأرجح ستؤدى إلى مزيد من عدم المساواة نتيجة تسريح عدد كبير من العمالة لعدم الحاجة إليهم، وذهاب الأجور الكبيرة لأعداد قليلة جيدة التعليم، بالإضافة طبعاً لتفاقم الفجوة بين العائدات على رأس المال والعائدات على العمل.
وما التعليم الجيد الذى يناسب المستقبل؟
- التعليم الذى يراعى 3 أنواع من العلوم، الأول الرياضيات التى تعلم الإنسان المنطق، والثانى العلوم المرتبطة بالبحث العلمى، والثالث الفنون لأنها توسع خيال الإنسان وقدرته على الابتكار، والتعليم الجيد هو الذى انتشل ملايين فى كوريا الجنوبية من الفقر، وذلك بداية من ثورة 1987 المطالبة بإرساء النظام الديمقراطى فى البلاد.
قلت إن «بكيتى» اقترح الضرائب التصاعدية والضريبة على الثروة كعلاج لاتساع الفجوة فى الدخول؟
- نعم، هو يدعم النظم الضريبية التى تأخذ من الأغنياء وتعطى للفقراء، لأن منطق الكثيرين أنه من المقبول أن تفرض ضرائب على كسب العمل ولا تفرضها على الثروة، زيادة الضرائب على الدخل للشرائح العليا وضرائب الثروة تواجه بمقاومة شديدة من أصحاب الثروات بطبيعة الحال، لكن الأفضل من الحديث عن الضرائب والتعليم أن نتحدث بصورة أكبر عن سياسات تحقق «النمو الاحتوائى».