بعد أداء "سلمان" و"بن طلال" لها.. تعرف على رقصة "العرضة" الفلكورية

بعد أداء "سلمان" و"بن طلال" لها.. تعرف على رقصة "العرضة" الفلكورية
بعد انتهاء أزمة الأمراء المحتجزين، وفي أول ظهور له بعد أزمة توقيفه مع عمه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، شارك الأمير الوليد بن طلال، في أداء رقصة "العرضة" السعودية، ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" أمس.
وقالت صحيفة "عكاظ" السعودية، إن بن طلال شارك عمه الملك سلمان، في أداء رقصة العرضة، في أول ظهور لهما معا منذ أزمة توقيفه وآخرين، بتهم تتعلق بالفساد المالي، فيما بات يُعرف بمحتجزي فندق "ريتز كارلتون" بالعاصمة السعودية "الرياض".
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يؤدي فيها العاهل السعودي رقصة "العرضة"، حيث سبق ورقصها في مناسبات عدة، من أبرزها أثناء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرياض، مايو الماضي، إضافة إلى جولته الخليجية التي شملت قطر والبحرين والكويت، يونيو 2016.
"العرضة"، تعتبر من بين أغنى دروب الرقص وأكثر الرقصات الفلكورية العربية انتشارا خاصة بالسعودية، وتمثل أحد أهم نشاطات مهرجان "الجنادرية" الوطني للتراث والثقافة السنوي، الذي يشرف عليه خادم الحرمين الشريفيين، بحسب ما أوردته صحيفة "عكاظ" السعودية، مشيرة إلى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان معروفا بحبه للعرضة وإجادته الشديدة لها، وحرصه على الوجود في كل المناسبات بين العارضين فيها، ليرقص على أصوات الطبول مع حامل العلم السعودي.
فيما قالت صحيفة "البيان" الإماراتية إن "العرضة" كانت من قبل "رقصة الحرب" عند لقاء الخصوم، وأنها تطور لعادة عربية قديمة عرفها العرب منذ الجاهلية في حالة الحرب، موضحة أن لا توجد نصوص في التراث العربي القديم يمكن من خلالها الربط بينها وبين الرقصة المعروفة اليوم، إلا أنها أكدت أن أركان العرضة الأساسية كانت ملازمة للحرب منذ الجاهلية، فالطبول تُقرع منذ القدم في الحرب، والسيف يُحمل، والشعر الحماسي عنصر أساسي من عناصر الحرب.
"الرقصة تعبر عن وحدة الوطن واتحاد الشعب والقيادة، وتمثل تجسيدا لعزة الأمة وقوتها وتماسكها، لذلك فهي تبدأ بالترديد الجماعي للسعوديين ببيت (نحمد الله جت على ما نتمنى.. من ولي العرش جزل الوهايب)، في إيقاعات غنائية ممزوجة مع أصوات الطبول ولمعان السيوف، وهي أشبه بالرقصة الرسمية للبلاد، لكونها حاضرة دائما في كل المناسبات، التي يشارك الملك والأمراء والمواطنون فيها"، حسب "عكاظ".
وتعد "العرضة النجدية"، نسبة لنجد السعودية، فنا حربيا كان يؤديه أهالي نجد بعد الانتصار في المعارك، قبل توحيد أجزاء البلاد عندما كانت الحروب سائدة في الجزيرة العربية، ومن مستلزمات هذا اللون من الفن الراية والسيوف والبنادق وإنشاد قصائد الحرب، بينما هنالك مجموعة من حملة الطبول، التي يضربون عليها بإيقاع جميل متوافق مع إنشاد الصفوف، ويطلق على أصحاب الطبول الذين يقفون في الخلف "طبول التخمير"، أما الذين في الوسط، فهم الذين يؤدون رقصات خاصة "طبول الإركاب"، كما يوجد بالوسط حامل البيرق "العلم".
لم تقتصر "العرضة" على الحروب فقط، وإنما أصبحت حاليا تقام في مواسم الأعياد والأفراح، وحفلات استقبال الشخصيات المهمة، وأكدت الصحيفة أن السعوديين يجدون أنفسهم كثيرا في هذه العرضات والرقصات، لما تشكله من تعبير للفرح لديهم، خاصة أنها تثير كثيرا من مشاعر الرغبة في الاحتفال لدى كل شخص، وإن كان جالسا في بيته ويتفرج على هذه العرضة في التلفزيون.
ويعتمد مؤدو الرقصة على الزي بشكل كبير، لإظهار الأسلحة وأدوات الحرب والقتال طوال هذه الرقصة، لذلك فزيها الخاص هو ثوب فضفاض واسع حتى يسمح بسهولة الحركة للراقصين، ويصنع من قماش أبيض اللون خفيف حتى يتلاءم مع الطبيعة المحيطة التي تؤثر فيها عوامل الطقس، ويرتدي عادة فوق هذه القطعة قطيفة سوداء تسمى "القرملية" وتكون أحيانا ذات أكمام طويلة وتلبس مع الشماغ والغترة والعقال، وحزام جلد بشكل متقاطع.
ويطلق على "العرضة" في الكويت اسم "الحدود"، والحداد في البادية يقصد به حداء الأبل أي الغناء لها، و"الحداء" هو أصل الغناء عند أهل البادية ثم حرفت إلى "حدا"، وتعني أهازيج الفرسان أثناء المعركة أو قبلها لبث روح الحماس، بحسب ما ذكرته صحيفة "الوطن" الكويتية.
وأضافت الصحيفة أن العرضة تختلف عن بعضها الآخر في عدد الطبول المستخدمة وعدد أعضاء الفرق وكيفية الأداء، فعلى سبيل المثال تستخدم السيوف والبنادق في العرضة البرية، بينما في العرضة البحرية يغني البحارة أثناء عملية إنزال الشراع من على متن السفينة.
وأشارت إلى رقصة "الرزيف" بالعرضة المشابه للعرضة البرية، لكنها تعتمد على الإنشاد من دون آلات وكذلك عرضة "العيالة"، والتي تؤدي حركيا كالعرضة البرية، وهدفها إضفاء نوع من البهجة في حفلات استقبال الضيوف، وفي الأفراح والأعراس وتشتهر دولة الإمارات العربية بهذا النوع من فن العرضة.