في ذكراه العاشرة| صوفي أبوطالب.. 5 سنوات من الحنكة تحت قبة البرلمان

في ذكراه العاشرة| صوفي أبوطالب.. 5 سنوات من الحنكة تحت قبة البرلمان
تحل اليوم الذكرى العاشرة لوفاة الدكتور صوفي أبوطالب، رئيس مجلس الشعب الأسبق، الذي تولى منصب رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة عقب اغتيال الرئيس محمد أنور السادات.
قاد الدكتور صوفي أبوطالب، سفينة الحكم بحنكة سياسية بالغة، بعدما شغل منصب رئاسة الجمهورية بشكل مؤقت عقب اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وذلك بناءً على كونه رئيسًا لمجلس الشعب، حيث أن الدستور المصري(دستور عام 1971) يقرر بأن يتولى رئيس مجلس الشعب المنصب الرئاسي وخلو منصب رئيس الجمهورية بالوفاة.
خلال توليه رئاسة البرلمان المصري لمدة 5 سنوات، أسهم "أبوطالب" في تدعيم مسيرة الديمقراطية وقيادة السلطة التشريعية في إحداث التحول من النظام الاشتراكي شبه العلماني إلى النظام الاشتراكي الديمقراطي القائم على المبادئ والقيم الإسلامية، وصدرت خلال هذه الفترة عدة قوانين تعمل على تشجيع القطاع الخاص على المشاركة في النشاط الاقتصادي، وأبرز هذه المشاريع هي: "قانون إنشاء المحكمة الدستورية العليا، وقوانين تعمير الصحراء، وتملك الأراضي الصحراوية"، حسبما جاء في مقال منشور بمجلة صوت الأزهر، بتاريخ 29 فبراير 2008.
إلى جانب ذلك تم تعديل الدستور بما يؤكد تعدد الأحزاب وحماية الكسب المشروع، وتنظيم الصحافة باعتبارها سلطة شعبية إلى جانب سلطات الدولة الثلاث.
"تعديل المادة الثانية من الدستور" كانت أبرز التعديلات التي أجريت في عهد رئاسة "أبوطالب" للبرلمان، وتم التعديل بحيث تجعل الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، ومن ثم أصدر المجلس قرارًا بتشكيل عدة لجان لتقنين أحكام الشريعة، بمشاركة صفوة من علماء الأزهر، وفي يونيو 1982، أنجزت هذه اللجان عملها الذي تمثل في إعداد مشروعات عدة قوانين.
"مشروع قانون المعاملات الدينية، وقانون العقوبات والإجراءات الجنائية، القانون التجاري، قانون المرافعات، وقانون التجارة البحرية" عدد من القوانين التي نتجت عن أعمال هذه اللجان وكلها مستمدة من الشريعة الإسلامية دون التقيد بمذهب فكري معين، ووافق المجلس على إحالتها للجنة التشريعية.
استفادت كثير من الدول العربية والإسلامية من هذه المشروعات، واعتمدت على عدد منها في تعديل قوانينها المدنية والتجارية، ومن هذه الدول اليمن والإمارات وليبيا، والكويت والسودان، حتى أصبحت مرجعا للمشرعين والدارسين للفقه الإسلامي، ووفقا لمجلة صوت الأزهر.
إلى جانب التشريعات التي صدرت في عهده، ترأس "أبوطالب" الوفود البرلمانية المصرية سواء في المؤتمرات البرلمانية الدولية، أو اتحاد البرلمانات العربية، والبرلمانات الناطقة بالفرنسية وكلها كانت تشهد للوفود المصرية بالنشاط الملحوظ.
في عهده استقبل البرلمان المصري رؤساء عدد من الدول، من بينهم الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، ورئيس السودان جعفر نميري، وزارات وفود البرلمان المصري برلمانات عدة دول برئاسته.