أوروبا تبحث عن الأمان بـ«جيش موحد» بديلاً لـ«الناتو»

أوروبا تبحث عن الأمان بـ«جيش موحد» بديلاً لـ«الناتو»
- اتخاذ القرار
- اتفاق عسكرى
- الأمن الأوروبى
- الأمن الدولى
- الإدارة الأمريكية
- الاتحاد الأوروبى
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة
- الحرب العالمية
- اتخاذ القرار
- اتفاق عسكرى
- الأمن الأوروبى
- الأمن الدولى
- الإدارة الأمريكية
- الاتحاد الأوروبى
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة
- الحرب العالمية
«صار العالم أكثر اضطراباً بسبب تراجع الولايات المتحدة المتزايد عن دورها كقوة ضابطة، وهذا تسبّب فى زعزعة النظام الدولى بما يتطلب من ألمانيا وأوروبا سياسة أمنية مشتركة»، هكذا أعلن منذ أيام رئيس مؤتمر «ميونخ للأمن» فولفجانج إشينجر، فى تصريحات لمجلة «أويرو الألمانية»، دافعاً للأمام مشروع «بيسكو» للدفاع الأوروبى الدائم أو «الجيش الأوروبى الموحد» قليل الاعتماد على حلف شمال الأطلسى (الناتو) الذى تأسس عام 1949 بمعاهدة وُقّعت فى العاصمة البلجيكية «بروكسل».
بعد خروجها من بوابة دول القوى العظمى من الدرجة الثانية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، احتمت الدول الأوروبية سريعاً تحت غطاء هوية أوروبية للأمن والدفاع تحت قيادة أمريكية لحلف شمال الأطلسى، وعلى مدار قرابة الستين عاماً لم يتغير الرضاء الأوروبى بالاحتماء دفاعياً بـ«الناتو»، إلا أن الاتحاد الذى يضم 500 مليون شخص أعاد التفكير فى أمنه الدفاعى الخارجى العام الماضى بتوقيع اتفاق عسكرى نوفمبر الماضى لإنشاء ما يسمى «بيسكو»، بموافقة 23 دولة، لا تزال أيرلندا والبرتغال ومالطا فى مرحلة اتخاذ القرار، بميزانية تقدر بـ190 مليار دولار، وعدد جنود مليون ونصف.
يضع «بيسكو» حجر الأساس لاتحاد دفاعى أوروبى مشترك أو «جيش أوروبى» فى ظل تنامى العديد من التخوفات بدأت بـ«البريكست البريطانى» بخروجها من الاتحاد، مروراً بصعود التيار اليمينى المتطرف فى بلدان أوروبية مثل النمسا، انتهاء بـ«الربيع العربى» الذى جلب أبرز ظاهرتين تمثلان «فوبيا» أوروبية جديدة هما «اللاجئين» و«الإرهاب». وفقاً لما ذكرته مذكرة الدفاع والأمن الأوروبى المعلنة، يشمل تنفيذ الاستراتيجية الشاملة لـ«بيسكو» ركائز رئيسية أهمها توفير أدوات مالية جديدة لمساعدة الأعضاء وقطاع الدفاع الأوروبى على تطوير القدرات الدفاعية، بما يمكّن الاتحاد الأوروبى الذى يضم 27 دولة، بحسب نص الاتفاق، من «الاستجابة بشمولية وسرعة وفاعلية أكبر للأزمات، خصوصاً فى جوارنا والمساهمة فى تقوية شركائنا بالنسبة إلى أمنهم ودفاعهم وتعزيز قدرة الاتحاد الأوروبى على حماية المواطنين الأوروبيين، من خلال العمل بصورة أوثق ومعاً باتخاذ خطوات لتعزيز القدرات المدنية والعسكرية للاتحاد».
{long_qoute_1}
ما بين تكوين محور فرنسى ألمانى للدفاع المشترك، مثلما فعلت الفرقة العسكرية الفرنسية الألمانية عام 1989 فى كوسوفو، أو إقامة شراكة استراتيجية بين «الناتو» والاتحاد الأوروبى، يظل مستقبل تشكيل اتحاد «بيسكو» فى حاجة للتوضيح، خاصة فى ظل تنامى التوقعات بتراجع أمريكا كقوة عظمى بالنسق الدولى ما بعد الحرب العالمية الثانية، خاصة ما بعد تولى الرئيس الأمريكى الحالى «دونالد ترامب»، والبعض يرجعه منذ تولى الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش.
«بديل آمن جماعى».. هكذا وصف عميد كلية الدراسات الدولية بالجامعة الأردنية الدكتور عبدالله نقراش، المحاولات الأوروبية للدفاع المشترك، لافتاً إلى تراجع الدور الأمريكى خلال العشرين عاماً الماضية فى تحقيق الأمن الدولى الجماعى، ما أدى لحالة من الفراغ الأمنى أدت لاتجاه أوروبا لتأمين شعوبها ضد المخاطر المتوقعة. ولفت «نقراش»، لـ«الوطن»، إلى أن كلاً من أمريكا وروسيا لم تعودا تفكران سوى فى أمنهما ومصلحتهما دون الاكتراث بأمن الدول الأوروبية، خاصة بعد إخفاق حلف «الناتو» فى تحقيق سلام دولى وسط توترات المنطقة، إلا أن هناك تحذيرات من وقوع اضطراب دولى وحرب عالمية ثالثة فى حال ظهور قوة دفاع موحدة أوروبية.
من جانبه، قال الدكتور أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة «رائد العزاوى» إن «المحاولات الأوروبية السابقة أخفقت فى تأسيس جيش أوروبى موحد منذ ستين عاماً، وهناك تحد رئيسى يتمثل فى اختلاف الرؤى السياسية داخل دول الاتحاد، بجانب ضغوط الإدارة الأمريكية». ولفت «العزاوى»، لـ«الوطن»، إلى أنه فى حال نجاح الدول الأوروبية فى تأسيس الجيش الموحد، فإنه حينها ستنتهى ماهية وجود حلف «الناتو»، فى ظل الاعتماد الأوروبى المستقل للدفاع بعيداً عن تحالف الأطلسى، خاصة فى ظل ظهور مهددات من جانب كل من تركيا وإيران جعلت دول الاتحاد تستعجل إقامة هذا التعاون الدفاعى الموحد، ما عكسته تصريحات مسئولى الدفاع فى أكثر البلدان الأوروبية قوة وهما فرنسا وألمانيا خلال مؤتمر الدفاع الأمنى المنعقد حديثاً فى المدينة الألمانية «ميونخ».