القيادى بحركة فتح: أمريكا أكدت انحيازها الأعمى لإسرائيل.. ونحتاج إلى وسيط آخر مثل الاتحاد الأوروبى

كتب: إمام أحمد

القيادى بحركة فتح: أمريكا أكدت انحيازها الأعمى لإسرائيل.. ونحتاج إلى وسيط آخر مثل الاتحاد الأوروبى

القيادى بحركة فتح: أمريكا أكدت انحيازها الأعمى لإسرائيل.. ونحتاج إلى وسيط آخر مثل الاتحاد الأوروبى

قال جهاد الحرازين، القيادى بحركة فتح الفلسطينية، أستاذ القانون العام والنظم السياسية بجامعة القدس، إنه لا بد من البحث عن وسيط آخر فى القضية الفلسطينية بدلاً عن الولايات المتحدة الأمريكية بعد انحيازها الأعمى بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، مقترحاً أن يكون هذا الوسيط هو الاتحاد الأوروبى.

{long_qoute_1}

ودعا لاستثمار الموقف الدولى الداعم للقضية الفلسطينية، والضغط على أمريكا بوقف العلاقات التجارية والاقتصادية، وإلى نص الحوار:

كيف ترى تداعيات قرار الرئيس الأمريكى بعد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل؟

- هناك حالة غليان حدثت فى الشارع الفلسطينى وبدأت مواجهة على الأرض بين أبناء الشعب الفلسطينى وقوات الاحتلال وسقط عدد من الشهداء وأكثر من 1400 مصاب، وبالتالى يتطلب الأمر أن يكون الموقف العربى على قدر الحدث حتى تدرك الإدارة الأمريكية جيداً بأنه لا يمكن التنازل عن قضية القدس، وحتى لا تمرر مشاريع مقبلة مخطط لها مستقبلاً من الولايات المتحدة فى المنطقة.

وفى رأيك، ما الموقف العربى المطلوب حالياً ليكون على قدر الحدث؟

- مطلوب أن يبدأ تحرك عربى لدعم القضية الفلسطينية على المستوى الدولى من خلال الأمم المتحدة، وإعادة تقديم مبادرة السلام العربية للعالم ووضع حد زمنى لإسرائيل للموافقة عليها، وإلا نذهب إلى خيارات أخرى، خاصة أن تلك المبادرة لم تطرح سوى مرتين فقط، وهذا الأمر يدعونا لتفعيل مبادرة السلام العربية لأنها تقدم الحلول الخلاقة وتحافظ على حقوق الشعب الفلسطينى، وأيضاً يجب البحث عن وسيط آخر مع إسرائيل بدلاً من الولايات المتحدة الأمريكية بعد انحيازها الأعمى لإسرائيل، ويمكن أن يكون هذا الوسيط هو الاتحاد الأوروبى بكل قوته وأدواته التى يمتلكها، لأن أمريكا أثبتت أنها طرف غير وسيط وغير محايد. وعلى مستوى آخر يجب تقديم الدعم السياسى والمادى العربى للشعب الفلسطينى ليستطيع الفلسطينيون الدفاع عن قضيتهم أمام قوة الاحتلال الإسرائيلى، كذلك أقترح أن يكون هناك تحرك من قبل منظمة التعاون الإسلامى التى تضم 57 دولة وذات ثقل دولى ولها علاقات بالعديد من المؤسسات الدولية الفاعلة. {left_qoute_1}

هل هناك أوراق يمكن استخدامها للضغط على الموقف الأمريكى نفسه؟

- نعم، وأرى أن الورقة الاقتصادية يمكن أن تكون فاعلة وقوية من خلال وقف العلاقات التجارية والاقتصادية مع أمريكا، والعرب يساهمون بجزء كبير فى الاقتصاد الأمريكى، والاقتصاد عصب أى دولة، ومن خلال هذا الضغط قد تتراجع الإدارة الأمريكية عن موقفها المجحف، بل قد تتخذ موقفاً عكسياً بالضغط على إسرائيل للتراجع عن سياسات الاحتلال والتراجع عن غطرستها واتخاذ مواقف فى اتجاه موقف عقلانى يراعى حقوق الشعب الفلسطينى.

ما رأيك فى موقف الجامعة العربية؟

- لا نريد أن نضغط على موضع الجرح أكثر من ذلك فيزيد الألم، كلنا نعلم ما تمر به الدول العربية وحجم الجروح العربية حالياً، وبالتالى لا أحد ينتظر موقفاً قاطعاً من الجامعة العربية، لكن كلمة الأمين العام للجامعة كانت جيدة وأكدت أن هناك توجهاً صادقاً لدعم حقوق الشعب الفلسطينى ورفض القرار الأمريكى وتأكيد أن القدس تحت الاحتلال، والقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن تدعم ذلك وتطعن فى شرعية ما أعلنه الرئيس الأمريكى.

هل تضمن أن يظل الموقف الفلسطينى موحداً، سواء ذهبت الأمور إلى السلم والتفاوض أو إلى المواجهة والحرب؟

- بالفعل جرت اتصالات بين الرئيس الفلسطينى أبومازن، وعزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، وتم التأكيد خلال الاتصالات على أن يكون الموقف الفلسطينى موحداً، وأن القضية تحتاج للكل الوطنى، وبالتالى لن يتخذ أى طرف موقفاً منفرداً، وسيلتزم الجميع بموقف فلسطينى واحد بعد المصالحة التى تمت تحت رعاية مصر كما ذكرت.

ما تقييمك للموقف الدولى؟

- يوجد موقف دولى متعاطف ومساند وداعم لحقوق الفلسطينيين، الكثير من الدول أعلنت رفضها لإعلان الرئيس الأمريكى، مثل بريطانيا صديقة الولايات المتحدة، ودول أخرى كثيرة سواء الدول الـ14 داخل مجلس الأمن أو خارجه، ويمكن استثمار هذا الموقف فى الضغط على أمريكا بتحرك عربى دولى قوى، ويوجد 16 برلماناً أوروبياً أعلنت اعترافها بدولة فلسطين المستقلة ويبقى من حكومات هذه الدول تفعيل هذا الاعتراف، وهناك موقف متقدم من دولة مثل السويد التى اعترفت بدولة فلسطين المستقلة.

كيف ترى مستقبل هذه الأزمة.. هل تتراجع أمريكا أم تواصل مع إسرائيل فرض سياسة الأمر الواقع؟

- إذا استطعنا أن نصمد فى الداخل أمام قوات الاحتلال، وأنا أثق فى ذلك لأن الشعب الفلسطينى لن يستسلم لتكون القدس عاصمة لإسرائيل، وإذا استطاع الموقف العربى أن يتحرك بتنسيق إقليمى ودولى فعال ومن خلال المؤسسات الدولية، أعتقد أن المشروع الأمريكى سيفشل فى فلسطين، وهو جزء من مشروع كامل للمنطقة تراعاه أمريكا وتنفذه من خلال إسرائيل وحلفائها، أعتقد أننا نستطيع أن نصمد ونتصدى لهذا المشروع ونفشله كما فشل مشروع التقسيم فى مصر بفضل صمود شعبها وجيشها ومؤسساتها.


مواضيع متعلقة