بائعو «الكُنيِّسة» سعداء بالتطوير: «الحمد الله.. السوق الجديد يحمى بضاعتنا»

بائعو «الكُنيِّسة» سعداء بالتطوير: «الحمد الله.. السوق الجديد يحمى بضاعتنا»
- أصحاب السيارات
- الباعة الجائلين
- التوك توك
- السوق الحضارى
- باعة جائلين
- أسواق متطورة
- تطوير الأسواق
- أصحاب السيارات
- الباعة الجائلين
- التوك توك
- السوق الحضارى
- باعة جائلين
- أسواق متطورة
- تطوير الأسواق
مجموعة كبيرة من الباعة الجائلين يملأون أنحاء منطقة الكُنيسة بحى العمرانية فى محافظة الجيزة، يتمركزون بفرشتهم وبضاعتهم فى مختلف الشوارع، يملأون أنحاء المنطقة ضجيجاً وازدحاماً، تمر السيارات من خلال تلك الشوارع بصعوبة بالغة، وتنشب العديد من المشادات الكلامية بين البائعين وأصحاب السيارات والمارة، حياة يومية كان يعيشها «البائع» قبل تطوير سوق الكُنيسة، ليتحول وضعه 180 درجة ويتجمع كافة الباعة داخل «سوق الكُنيسة الحضارى» من بائعى خضراوات أو لحوم ودجاج أو المنظفات، ويصبح المظهر أكثر أمناً بعد أن كانت تُسرق بضاعتهم خارج السوق، ويرتفع مستوى النظافة بعدما كانوا يقفون فى الشارع، وأصبحوا حالياً داخل سوق يحميهم من أمطار الشتاء التى كانت تُغرق بضاعتهم، ليسعد الجميع بهذا التطوير وينقصهم فقط مغادرة الباعة الذين جاءوا حديثاً خارج السوق، مُطالبين الحى والمحافظة باتخاذ الإجراءات لحمايتهم.
داخل إحدى الباكيات بسوق الكُنيسة بمنطقة العمرانية، يقف «محمد عبدالحكيم»، 50 عاماً، فى انتظار وصول الزبائن إلى فرشته التى يبيع بها مستلزمات البقالة، ويحكى عن تلك المنطقة قبل السوق الحضارى، قائلاً: «قبل ما السوق يتعمل كانت الأرض دى فاضية وكانت تبع شركة الميه، وكلنا كنا موجودين فى المكان ده قبل ما يتحول لسوق»، ويشير «عبدالحكيم» إلى أن مسئولين من الحى والمحافظة تحدثوا مع البائعين قبل بناء سوق الكُنيسة لمعرفة مدى قبول البائعين للفكرة، التى رحب بها الجميع واعدين الجميع بإيجار رمزى.
{long_qoute_1}
«تجمع الباعة فى مكان واحد داخل السوق ده أنضف بكتير عن الأول، ودلوقتى أمان أكتر، والوضع اختلف كتير عن زمان»، هكذا أوضح «عبدالحكيم» وضع الباعة فى الوقت الحالى بعد بناء السوق الحضارى، مؤكداً أن سعر إيجار الباكية خارج السوق 600 جنيه فى الشهر، وداخل السوق 300 جنيه، أما بائعو الدجاج واللحوم فيدفعون 450 جنيهاً شهرياً. ويتحدث «الرجل الخمسينى» عما ينقص سوق الكُنيسة ويُعانى منه البائعون قائلاً: «الإيجار بيزيد كل سنة 10%، وأنا مأجر الباكية هنا بـ300 جنيه فى الشهر، والسوق دلوقتى متلاقيش فيه زباين بسبب البياعين اللى واقفين بره السوق، واشتكينا للحى والمحافظة أكتر من مرة، لأن البياع اللى بره مش بيدفع إيجار وواقف بره وبيقطع علينا فى نفس الوقت، والزبون مبقاش يدخل السوق يدور على اللى محتاجه لأنه بيجيب حاجته كلها من بره السوق»، ويؤكد «عبدالحكيم» أنه عند مرور مسئولى الإشغالات على السوق من الخارج يُغادر البائعون الموجودون على سور السوق من الخارج، ويعود البائعون مرة أخرى عقب خروج الإشغالات من المنطقة. «يالا البطاطس والبصل» قالها «محمد فرح»، 19 عاماً، بصوت مرتفع، واقفاً داخل باكية لبيع الخضراوات، ورغم ضآلة جسمه وسنه الصغيرة لكنه يقف فى الباكية ويحمل «شوال» البطاطس ويُفرغه على القاعدة الخشبية التى يضع عليها الخضراوات، قائلاً: «الدنيا كانت زحمة قوى فى الشارع بره، وجالنا رئيس الحى واتكلم معانا، وقالنا اللى انتو عاوزينه هنعمله لكم، وبقالنا آهو نحو سنة منقولين من بره الشارع وجينا فى السوق هنا، وكل اللى موجود فى السوق دلوقتى كان موجود زمان فى الشارع».
ويوضح «محمد» أن فكرة السوق جيدة للغاية، ومستوى النظافة أصبح أفضل من الماضى كثيراً، ووافق جميع الباعة على تطويره، متابعاً: «بقى كل واحد بيكنس الباكية بتاعته وينضفها كويس ويحافظ عليها، ده كان لما بييجى علينا الشتا مكنش حد فينا بيعرف يقف وكانت كل حاجة بتغرق»، مشيراً إلى أن فى بداية السوق كانت حركة البيع والشراء طبيعية حتى ظهر بائعون مرة أخرى خارج أسوار السوق.
عبر «محمد» عن سعادته بتطوير سوق الكُنيسة، مؤكداً أن تلك الفرحة أفسدها وجود باعة جائلين خارج السوق، مناشداً حى العمرانية إيجاد حل لها وعمل دوريات مستمرة على السوق، قائلاً: محدش قادر على الناس اللى بره دول خالص، وحاولنا نتكلم معاهم كتير لكن مفيش فايدة، والناس كلها بقت فارشة بره، ونفسنا الكل يتجمع داخل السوق ونرجع نبيع ونشتغل تانى، ويبقى فيه ظبط وربط شوية على الناس اللى بيبيعوا خارج السوق».
وخلف فرش لبيع الجرجير والملوخية والبقدونس فى منتصف السوق، يجلس «أحمد شكرى» ثلاثينى، يبيع «الخضرة» فى تلك المنطقة منذ أكثر من 13 عاماً، نظراً لأنه أحد سكان الكُنيسة، يتحدث «شكرى» عن تلك المنطقة قبل بناء السوق قائلاً: «المنظر الأول فى المنطقة قبل ما السوق يتعمل كان وحش جداً، والشارع كان مقفول خالص، والعربية الواحدة عشان تعدى من الشارع ده كانت بتاخد لها ربع ساعة، وكانت بتحصل مشادات ومشاكل كتير بين البياعين وسواقين العربيات والناس، وبعد المشاكل الكتيرة دى والشارع الواقف واللى كان زحمة جداً عملوا لنا السوق ده من بداية سنة 2017»، وعن تقبلهم لفكرة السوق قبل بنائه يقول «شكرى»: «لما عرضوا علينا السوق ده كنا مرحبين جداً وطايرين من الفرحة بالفكرة دى، وكنا بس خايفين قبل ما يتعمل إنه يبقى الأجر عالى داخل السوق، لكن الحمدلله أنا بدفع دلوقتى 300 جنيه فى الفرشة دى كل شهر».
يُعدد «شكرى» مزايا تطوير سوق الكُنيسة قائلاً بنبرة هادئة: «السوق ده ريحنا من الوقفة فى الشارع ومشاكلها، وفى نفس الوقت الشارع بره بقى أوسع وأنضف والعربيات بتعدى منه بسهولة، والسوق بقى شكله حضارى وممتاز، والمكان هنا جوه السوق أفضل بكتير من بره وكمان أمان أكتر من بره، والبضاعة مبتتسرقش زى ما كان بيحصل الأول كتير فى الشارع بره، وكان الواحد يبقى واقف على فرشته يلاقى شوية خضار اتسرقوا ومش موجودين، لكن الحمد لله دلوقتى الحال مختلف خالص عن زمان، ولو فيه مشكلة بين اتنين بياعين حصلت داخل السوق الإدارة بتتدخل وتحلها».
رغم المزايا العديدة ظهرت أزمة اتفق جميع البائعين داخل السوق عليها وما زالوا يبحثون عن حلها من اكتمال الفرحة، قائلاً: «المشكلة إنه جاتلنا ناس غريبة وقفت بره السوق ومحدش بيعرف يتكلم معاهم، وبقى الزبون بييجى ينزل من التوك توك أو العربية يلاقى كل حاجة قدامه فى الشارع متوفرة ومبيبقاش محتاج إنه يدخل السوق جوه»، ويختتم «الرجل الثلاثينى» حديثه قائلاً: «دلوقتى بندفع إيجار داخل السوق وعايزين نأكل عيالنا، وجمعنا نفسنا ورُحنا مبنى المحافظة عشان نشتكى من البياعين دول، وقابلنا رئيس الحى هناك، ومحصلش حاجة وبقينا مش عارفين نتعامل مع البياعين اللى بره، ولا عارفين إيه الحل، وبقينا لازم نرضى بالأمر الواقع».
وبالانتقال من الباعة إلى المواطنين، كان «حسين توفيق»، 45 عاماً، يشترى بعض الخضراوات من داخل سوق الكُنيسة، يقول: «السوق بصراحة بقى شكله أحسن بكتير من الأول، وأنضف وبقى كل واحد فيهم له باكية خاصة بيه، وبلاقى كل حاجة عاوزها من السوق سواء خضراوات أو بقالة أو فراخ أو حتى المنظفات المختلفة».