معلم روحي يقدم "روشتة" للتخلص من التفكير الزائد: "لا تقاوم عقلك"

معلم روحي يقدم "روشتة" للتخلص من التفكير الزائد: "لا تقاوم عقلك"
- الحياة اليومية
- المشاعر الإيجابية
- جسم الإنسان
- سيطرة العقل
- الأنا
- إيكارت تول
- The Power of now
- الحياة اليومية
- المشاعر الإيجابية
- جسم الإنسان
- سيطرة العقل
- الأنا
- إيكارت تول
- The Power of now
كثير من البشر مصابون بالقلق نحو المستقبل، أو الندم على الماضي، فلا يستطيعون التوقف عن التفكير اليومي في تفاصيل حياتهم وأمور معيشته، فيما يسعى الكثيرون أيضا للوصول إلى السلام النفسي الكامل، والسمو فوق جميع مشاكل الحياة.
كل هذه الأشياء تناولها كتاب The power of now، بشأن كل ما يخص التفكير، وكيفية التخلص منه، وهو ما يحدث عن طريق اتصال الإنسان بروحه، وتعلم أن جسده وعقله صورة مغلوطة عن ذاته الحقيقية، ويستدعي ذلك المفهوم تعلم كيفية الانفصال عن سيطرة العقل على حياة الإنسان، ووضعه في حجمه الحقيقي كأداة، باعتباره تابعا وليس سيد يقود الإنسان.
ويقدم المعلم الروحي الألماني إيكارت تول، في صفحات كتابه The ،Power of now شرحا وافيا وطرقا عملية قابلة للتطبيق في الحياة اليومية، يمكن من خلالها تحقيق الاستفادة القصوى للإنسان للوصول إلى لحظة التنوير التي يسقط فيها قناع الوهم عن كل ما يحيط بالإنسان، وأولها حقيقة جسده وعقله.
وشرح تول، في الفصل الأول لكتابه الذي ترجم إلى العربية ولغات عدة أخرى، أكبر العوائق في طريق الإنسان لتحقيق حالة التنوير الروحي، ثم ينتقل إلى طرق عملية للتحرر من سيطرة العقل، للوصول إلى مرحلة السمو فوق الأفكار أو ما يعرف بـ"التفكير الزائد"، ليصل في نهاية الفصل إلى تأكيد حقيقة المشاعر، وأنها ردة فعل الجسد على ما يدور في العقل من أفكار، ما يُساعد أيضا في السيطرة عليها.
ويعد العقل أكبر عائق لوصول الإنسان إلى مرحلة التنوير الروحي، فضلا عن "الأنا"، التي تضع الحواجز أمام الروح لتمارس حقها في تولي قيادة الأمور، لذا نجد أن معظم الناس في أوقاتنا الحالية يعانون من التفكير المرضي الزائد الخارج عن سيطرته ما يفسد عليه حياته بشكل لا يدركه إلا بعد التخلص منه، لأنه في وقت من الأوقات يصبح عادة، ويؤدي إلى ما يمكن وصفه بتطابق أو اندماج الإنسان مع عقله، ليظن أنهما شيء واحد وهو أول وهم يجب التخلص منه.
وللتخلص من التفكير المرضي ينبغي اتباع عدة إستراتيجيات، أولها الاستماع إلى صوت عقلك: لا تقاوم ما يقوله ولا تحكم عليه ولا تصنفه، وابق في موضع المراقب المشاهد لما يدور داخله، تخيل أن صوت عقلك مذياع وأنت مستمع جيد له، لتكون بذلك خطوت أول خطوة نحو إدراك أنك وعقلك لستما شيئا واحدًا، وأنه مجرد أداة يمكنك مراقبة عملها تمهيدا للسيطرة عليها، وهذه أولى مراحل "الحضور" والوعي المنشود.
- التنوير أو الحضور أو الوعي، كلها مرادفات للحالة التي ينتقل إليها الإنسان عندما يتمكن من الجلوس في موضع المراقب لصوت عقله، ولأن التفكير الزائد لا يزدهر إلا في غياب الوعي، فنجد أن إستراتيجية مراقبة صوت العقل والإنصات إليه تُسهم في الحد من هذا الصوت تدريجيا، وبعد أن يسمو الإنسان فوق تلك الأفكار التي تفرض سيطرتها عليه، تبدأ مرحلة جديدة من الوعي وهي مراقبة المشاعر.
- أيا كانت المشاعر سواء غضب أو حزن أو سعادة، فهي رد فعل من جسم الإنسان تجاه ما يدور في عقله من أفكار، ما يحدث أن توهم الإنسان تطابقه مع عقله هو ما يجعله يحكم على الأشخاص والمواقف وما يسبب الاستياء أو الغضب أو حتى الإعجاب بشيء ما، وبما أننا سعينا في الخطوة السابقة إلى الانفصال عن العقل المسيطر على حياتنا، فمن المنطقي أن يقودنا ذلك إلى التحكم في مشاعرنا.
- في المرة المقبلة التي تشعر فيها بمشاعر قوية ولتكن الغضب، حاول التركيز على الطبيعة الفيزيائية لتلك المشاعر، ونعني بذلك التركيز على ما تحدثه هذه المشاعر في جسدك، هل تشعر بحرارة؟ هل تشعر برعشة؟ ركز انتباهك على حقل الطاقة داخل جسدك، فالمشاعر شقيقة الأفكار المرضية لا تزدهر إلا في غياب وعي صاحبها، إذن فالحضور والمراقبة هي خط الدفاع الأول.
ويصف إيكارت تول المشاعر الإيجابية كالشعور بالحب والسلام الداخلي والسكينة، باللمحات القصيرة النادرة التي تومض في نفس الإنسان في الوقت الذي يستطيع فيه التحرر من عقله، والتي قد لا يجد لسعادته سببا ملموسا خلالها، والحقيقة هي أنه في تلك اللحظات فتح الطريق إلى ذاته الحقيقية الكامنة في أعماق صورته الجسدية وعقله، وهي روحه، فإذا نجح في التمسك بحالة الحضور والوعي بصفة دائمة، فإن حياته تتحول جذريا بالوصول إلى مرحلة التنوير.