الغربية: 700 مليون جنيه للتعليم والصحة.. والمحافظة تحلم بـ«المليار»

07:11 م | الجمعة 16 فبراير 2018

ما يقرب من 700 مليون جنيه تلقتها الأجهزة التنفيذية بمحافظة الغربية على مدار الـ3 سنوات الماضية، فى صورة تبرعات تقدم بها عدد من رجال الأعمال، والعشرات من «فاعلى الخير» من المواطنين، سعياً منهم للمشاركة فى تنمية مجتمعهم المحلى، والنهوض بالخدمات المختلفة المقدمة لأبناء المحافظة، خاصة الخدمات التعليمية والصحية، من ضمنها 105 ملايين تبرع بها أحد رجال الأعمال من أبناء المحافظة، ابتهاجاً بإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى ترشحه لفترة رئاسية ثانية.

وتمثل التبرع، الذى قدمه المحاسب «موسى محمد قاسم»، رئيس مجلس إدارة شركة للتوكيلات التجارية، فى قطعة أرض بقرية «منشأة الأوقاف»، بدائرة مركز طنطا، تبلغ مساحتها فدانين، وتصل قيمتها إلى نحو 60 مليون جنيه، لإقامة عدد من المشروعات الخدمية عليها، لخدمة أبناء المحافظة، بالإضافة إلى تبرعه بمبلغ 45 مليون جنيه لإنشاء وتجهيز مدرسة متطورة، تضم 45 فصلاً، لخدمة أبناء مركز قطور.

واعتبر «قاسم»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن ما قدمه ليس تبرعاً، وإنما جزء من «رد الجميل» إلى الوطن، وإلى «القيادة السياسية، التى بدونها لكانت مصر فى حرب أهلية، وأصبحنا مثل دول عربية كثيرة انهارت، وتشرد أبناؤها، وأصبحت الفوضى هى السمة السائدة فيها، والخوف يسيطر على قلوب ساكنيها»، مؤكداً أن «مصر تستحق منا بذل كل غالٍ ونفيس»، وأضاف قائلاً: «لما الرئيس السيسى أعلن ترشحه لفترة رئاسية ثانية، الفرحة لم تسعنى، وقررت وقتها أنه لا بد من مساهمتى فى تطوير عجلة الإنتاج»، وأضاف: «بأقول للرئيس السيسى: لن نتركك وحدك تقدم التضحيات فى خدمة الوطن، نحن معك، كل منا يقدم اللى يقدر عليه، لا بد من كل إنسان يساعد الوطن قدر استطاعته».

{long_qoute_1}

ولفت إلى أن محافظ الغربية، اللواء أحمد ضيف صقر، قرر إنشاء مستشفى لعلاج أمراض الصدر على قطعة الأرض التى تبرع بها، لخدمة أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة، خاصة أنها تقع على أطراف مدينة طنطا، وبجوار المنطقة اللوجيستية الجديدة، التى يجرى إنشاؤها بالمدينة، مشيراً إلى أن الأرض تبلغ مساحتها فدانين، قيمة الفدان الواحد منها 30 مليون جنيه، بالإضافة إلى تبرعه بإنشاء مدرسة متطورة بمركز «قطور»، بتكلفة 45 مليون جنيه.

وأكدت الدكتورة «نبيلة شاهين»، إحدى سيدات الغربية، أن «الجدية» التى وجدتها فى أداء المسئولين بالمحافظة، عندما تبرعت بـ«فيلا» لبناء مدرسة عليها، شجعتها على التبرع لمرة ثانية، وأشارت إلى أن «الفيلا» مكونة من 3 طوابق، وتبلغ قيمتها نحو 5 ملايين جنيه، وتبرعت بها لإقامة مدرسة رياض أطفال عليها، كما تبرعت، فى المرة الأولى، بقطعة أرض تبلغ مساحتها نصف فدان، تتجاوز قيمتها 2.5 مليون جنيه، لبناء مدرسة إعدادية عليها.

وأضافت، فى تصريحاتها لـ«الوطن»، أنها عندما وجدت «جدية» من جانب المحافظ، الذى وجه المسئولين فى مديرية التربية والتعليم وهيئة الأبنية التعليمية بسرعة الانتهاء من جميع الإجراءات اللازمة لبناء المدرسة، لتقليل الكثافات الطلابية، قررت فى نفس اليوم التبرع بمبلغ مليونى جنيه، كمساهمة مالية لشراء بعض المستلزمات الطبية لمستشفى قطور المركزى.

نفس الأمر تكرر مع ضابط الشرطة السابق، اللواء «حسين جابر»، حيث تبرع مرتين أيضاً، الأولى بقطعة أرض مساحتها 1300 متر مربع، بقيمة تصل إلى 8 ملايين جنيه، لإقامة مدرسة تجريبية فى قرية «خرسيت»، التابعة لمركز طنطا، والثانية قطعة أرض مساحتها 400 متر فى منطقة «الاستاد» بمدينة طنطا، بنحو 14 مليون جنيه، لإقامة مركز طبى لخدمة أهالى طنطا من غير القادرين، وقال لـ«الوطن» إن سبب إقدامه على التبرع فى المرة الثانية، جاء نظراً لما وجده من «صدق وواقعية» من قبل المسئولين بقبول التبرع الأول، وسرعة إنهاء إجراءات تسلمه، وإدراج المدرسة فى خطط هيئة الأبنية التعليمية، وأضاف أن هذه التبرعات تأتى من منطلق شعوره بالمسئولية تجاه الوطن، و«المشاركة فى بناء مصر، وتقديم يد العون والمساعدة للدولة، والوقوف جميعاً صفاً واحداً، للنهوض بمستوى الخدمات، والارتقاء بمنظومة التعليم والصحة، والمساهمة فى عجلة التنمية الحقيقية، التى تشهدها مصر حالياً».

ومن جانبه، أكد محافظ الغربية أن السنوات الـ3 الأخيرة شهدت تبرعات كبيرة من قبل مواطنين ورجال أعمال وجميع الأطياف من أبناء المحافظة، بلغت نحو 700 مليون جنيه، معرباً عن أمله فى زيادتها إلى مليار جنيه، وقال إن جميع هذه التبرعات تم توجيهها لبناء المدارس والمستشفيات وغيرها من مشروعات البنية الأساسية، بغرض مساعدة الحكومة على القيام بدورها، ومن أجل إتمام تطوير وتحديث البنية الأساسية والتحتية بالمحافظة، وأضاف: «فى الماضى كانت المحافظة بتبنى 20 مدرسة فى السنة، أما هذا العام فسوف نبنى 100 مدرسة، بفضل تبرعات ومساهمات المواطنين».

ولفت وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، الشناوى عايد، إلى أن تبرعات المواطنين بقطع أراضٍ لإقامة مدارس عليها، وأيضاً التبرعات المادية للمشاركة فى بناء المدارس، تعد مساهمة مجتمعية كبيرة فى تطوير عملية التعليم، وتخفيض الكثافة الطلابية، مشيراً إلى أن أحد المواطنين تبرع بـ16 مليون جنيه، تمثل إجمالى قيمة قطعة أرض لبناء مدرسة إعدادية عليها وأعمال البناء، كما تبرعت إحدى السيدات بمبلغ 24 مليون جنيه لبناء مدرسة فى طنطا. وأضاف أن هناك تبرعات أخرى من قبل عدد من المواطنين، للمساهمة فى أعمال ترميم المدارس، ومن المقرر دخول 978 فصلاً دراسياً الخدمة قبل نهاية هذا العام.

أما وكيل وزارة الصحة، الدكتور محمد شرشر، فأكد أن تبرعات المواطنين ساعدت فى تحسين الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، مشيراً إلى أن قيمة التبرعات التى تلقاها القطاع الصحى، على مستوى المحافظة، بلغت نحو 70 مليون جنيه، ما بين إنشاء وحدات كلى صناعية، ومراكز علاج طبيعى، وتوريد أجهزة طبية، بالإضافة إلى تطوير وتجديد مطابخ عدد من المستشفيات، إلى جانب التبرع بقطعة أرض مساحتها فدانين، لبناء مستشفى لعلاج الأمراض الصدرية، من المتوقع أن يكون أكبر مستشفى من نوعه بالمحافظة.