هشام جنينة وحوار الـ«تورا بورا»!
- أحمد رفعت
- أسامة بن لادن
- أيمن الظواهرى
- اتهامات ا
- الأحداث الجارية
- التجمع الخامس
- التواصل الاجتماعى
- الرئيس السيسى
- الرجل الثانى
- الفريق عنان
- أحمد رفعت
- أسامة بن لادن
- أيمن الظواهرى
- اتهامات ا
- الأحداث الجارية
- التجمع الخامس
- التواصل الاجتماعى
- الرئيس السيسى
- الرجل الثانى
- الفريق عنان
أين جرى حوار هشام جنينة المثير مع الموقع المشبوه بالضبط؟ ما هذا الجو الغامض المريب الذى جرى فيه التسجيل؟ إضاءة خافتة ومذيع يظهر صوته فقط ثم كأنه تسلل إلى المكان باختراق عدة حواجز أمنية حتى نشك هل كان الحوار فى بيت جنينة أم لا! وما كل هذا الانفلات فى كلام الرجل؟ وإن كان الانفلات فى كلام مستشار المفترض أنه كبير سناً ومسئولية هكذا.. فماذا يفعل غير العارفين بالقانون غير الخابرين به غير الدارسين له؟ كيف لرجل تولى أرفع المناصب القضائية يتحدث لدقائق فيخالف القانون كل دقيقة؟! وكيف له أن يتحدث أصلاً لموقع محظور فى مصر؟ وبالتالى فهو يعرف أنه لن يراه أحد داخل البلاد؟ أم أن من اتفقوا معه أبلغوه أن حواره سينقل كاملاً إلى كل قنوات الإخوان؟ وكيف يقبل أن يذاع على قنوات الإخوان؟ كيف وهو لم ينته بعد من تهمة الانتماء سراً للإخوان؟ أم أننا وصلنا إلى مرحلة اللعب على المكشوف؟! أو للدقة اللعب على المفضوح!
الحوار فى أجوائه أقرب لحوارات وتسريبات أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى فى جبال ومغارات وكهوف تورا بورا بأفغانستان.. والحوار شكلاً أيضاً يبدو أنه بعد الحادث الذى كان هو طرفاً له فى التجمع الخامس، ولم يكن قبل يوم أو يومين أو حتى أسبوع من إذاعته.. حيث تبدو الإصابات حديثة وكما هى ولا حديث فيه عن الأحداث الجارية ولا عن الحملة ضد الإرهاب، وبالتالى نكون أمام تسجيل تم تهريبه إلى الخارج ودراسته بدقة قبل إذاعته، ثم اختير الوقت الأنسب للتشويش على حملة القوات المسلحة فى سيناء وتشويهها ثم العودة فى محاولة يائسة لإعادة كتابة الـ7 سنوات السابقة.. لكن إن توقفنا عند مضمون الحوار فنكون أمام احتمالات ثلاثة.. أن كلام هشام جنينة تم بناء على حوار سابق مع الفريق عنان فعلاً، وبالتالى سيثبت هذا كل الهمس المثار حول الفريق.. وهو همس ليس فى صالحه بالمرة!! أو أن هشام جنينة استغل غيبة الفريق وقال هذا الكلام، وهنا سيثبت جنينة على نفسه كل ما يقال عنه همساً وعلناً أيضاً!! أو أن مضمون الحوار تم بشكل أو بآخر باتفاق عنان وجنينة، وهنا سيثبت الأخير كل ما يقال عن كليهما! جنينة يريد إعادة إنتاج وتوزيع اتهامات المرحلة كلها من جديد وهى أخطر مراحل مصر وأكثرها ارتباكاً، وهو يفعل ذلك رغم علمه بكم المحاكمات التى جرت وكم الشهود الذين وقفوا أمام القضاة نفياً وإثباتاً، ورغم وصول الجماعة إلى السلطة والبقاء فيها عاماً كاملاً تحكم بشكل مباشر ومنفرد، وعام ويزيد قبلها كانت شريكة فى الحكم وفى الأحداث.. ولم يصل واحد من قياداتها إلى التطرف أو الانحراف بالاتهامات إلى الحالة التى بدا عليها جنينة وهو أشبه بل ويؤكد ما قلناه سابقاً عن انفلاته فى ذكر أرقام الفساد إبان كان رئيساً للمركزى للمحاسبات، ووقتها قلنا ذلك ولم يصدق الكثيرون ما قلناه!
جنينة يزعم أن ثورة يونيو تمت صناعتها! ولا نعرف هذا مدح أم ذم؟! فإن كانت أجهزة ما تقف خلف ما جرى فهذا يثبت أن بمصر شرفاء أحراراً أبطالاً كانوا فى مواقع ومناصب رفيعة وكان يمكنهم إيثار السلامة والحفاظ على أماكنهم ومكانتهم والمرتبات التى بلا حد أقصى وقتها ومكافآت المناصب الرفيعة، إلا أنهم وفقاً لجنينة لم يفعلوا ذلك بل خططوا لإنقاذ وطنهم.. وبلغ ذكاؤهم حد القدرة على إخراج الملايين.. وإخراج الملايين لا يجدى معه الترويج للأكاذيب أو بالضحك على كل هؤلاء الملايين، خصوصاً وسط هيمنة إخوانية على التواصل الاجتماعى ووسط امتلاكها وخلفها دعم خارجى مهول لوسائل إعلام بأدوات مختلفة من فضائيات ومواقع إلكترونية وصحف، ولذلك لا يمكن أن تتم 30 يونيو إلا برضا شعبى كبير ودعم جارف لها!
الرد الأول على جنينة جاء من القوات المسلحة بتصريح من المتحدث الرسمى وهذا حقها القانونى والأخلاقى.. فالكلام يطالها بشكل مباشر، كما أنه يطالها بشكل غير مباشر، لكونها كانت مكلفة بإدارة شئون البلاد ثم إنه منسوب لأحد قياداتها بل الرجل الثانى فيها وحتى إقالة الإخوان وليس المجلس العسكرى! أما الرد الثانى لمن لا يصدق كلام القوات المسلحة فجاء من أسرة عنان التى قالت ما لم يقله المتحدث الرسمى، حيث وصفت أسرة عنان جنينة بأنه ينفذ أجندة إخوانية!! وأنه لا صحة لما قاله على الإطلاق!! وهنا يمكن لأحدهم أن يقول إن أسرة الفريق معذورة لإنقاذ عائلها إلا أن الرد الموضوعى على ذلك جاء من عنان الابن الذى قال «كيف يقول والدى ذلك وقد كان الرجل الثانى فى القيادة ومسئولاً وشريكاً فى كل شىء»؟!
جنينة قال إنه كان يأمل خيراً فى الرئيس السيسى، رغم أن ذلك كان يزعج الآخرين ويختلفون معه.. فمن هم هؤلاء الآخرون الذين يكرهون الرئيس يا ترى؟ وكيف كانوا صرحاء فى موقفهم من الرئيس إلى هذا الحد الذى ألمح إليه؟ هل وجدوا فيه الصدر الحنون للفضفضة والتصريح له بمعاداة الرئيس؟ فهذا من غير المقبول عقلاً بعد إقالته عن المركزى للمحاسبات ولا بد أنه قبلها.. فمن هؤلاء يا ترى؟ وأين كان يلتقيهم؟ وهل رأيه كان إيجابياً فى الرئيس منذ البداية حقاً؟ أم أن كلامه من صميم لفت الانتباه للحوار وتمريره لأكبر قدر ممكن من الناس؟!
على كل حال.. جنينة قال كلاماً خطيراً، وإما أن يثبته أو يحاسب بسببه.. وأجمل ما فى الأمر هو الحزم الذى تمارسه القوات المسلحة مع من يطولها.. ومن يطولها يطولنا جميعاً.. وهو حزم مطلوب من مؤسسة لا تعرف التهريج ولا تقبله.. ولا نرضى لها بأن تعرف التهريج ولا نرضى أن تقبله.. والنيران الكبيرة فى دول شقيقة بدأت بشرارات صغيرة.. طالت الجيوش الوطنية وكبرت وكبرت لتقنع البعض هناك بكل الإشاعات حول جيوشهم وضدها، وكان ذلك أساسياً فى خطة هز صورة الجيوش الوطنية تمهيداً لحمل السلاح ضدها.. وشعبنا تكفل منذ البداية بأمر هؤلاء.. وخذلهم وانتصر لجيشه.. وتركهم وهتف لجيشه.. بقى أن يأخذ القانون مجراه ولا كبير عليه.. فإما دولة القانون ويغضب من يغضب أو الطوفان الذى لن نجد عند مجيئه من يغضب أو من يفرح على السواء، إذ سيقذف الجميع فى طريقه إلى الجحيم.. وهو ما لن يحدث أبداً بعون الله!