«حسين آلة».. صعيدى سريع الغضب يحدد أهدافه فى أرض المعركة بـ«دقة وذكاء»

«حسين آلة».. صعيدى سريع الغضب يحدد أهدافه فى أرض المعركة بـ«دقة وذكاء»
- أرض المعركة
- الأشغال الشاقة
- البصل الأخضر
- التجار الكبار
- المؤهلات العليا
- المرحلة الإعدادية
- باب الحديد
- باعة متجولين
- حسن الإمام
- حسين على
- أرض المعركة
- الأشغال الشاقة
- البصل الأخضر
- التجار الكبار
- المؤهلات العليا
- المرحلة الإعدادية
- باب الحديد
- باعة متجولين
- حسن الإمام
- حسين على
حسين على حسن
مواليد: 3 ديسمبر 1950
«منقباد» جزيرة الطوابية - أسيوط
تجنيد: 22 ديمسبر 1970
اسم الشهرة: حسين آلة
فى سرده لشخصية «حسين» زميله على الجبهة، حملت كلمات «سيد بسطويسى» ملامح الجد والابتعاد عن السخرية، فهو يقول عن «حسين»: «بدأت حياته بصورة ميلودرامية فجة، كما يحدث عادة فى أفلام «حسن الإمام»، فشاب فى مقتبل العمر، يلاعب زميلاً له بالعصا «التحطيب» يدوران حول بعضهما فى رشاقة، بين تهليل كثيرين تجمعوا فى ليل الصعيد للسمر، أو ربما كان الوقت قبيل الغروب، تركوا هموم العمل القاسى الشاق.. سواء فى الحقل، ووابور الطحين، أو مع الأنفار فى الترحيلة.. تحلقوا يضحكون بوجوههم السوداء الداكنة، ويلعبون تلك اللعبة المفضلة وهى التحطيب.. ويجىء الدور على ذلك الشاب البارع فى التحطيب، وينهض ليأخذ دوره وسط تهليل الجميع وإعجابهم، غير أن البارع، وهذا هو الخيط الذى لم أستطع الحصول عليه، تسقط منه ضربة قوية على رأس منازله، فترديه قتيلاً، هل جاءت سهواً أو كانت عمداً؟!.. أم كانت هناك خصومة!!.. وصدر عليه الحكم 25 سنة مع الأشغال الشاقة.. وتمر السنوات، ويقضى مدة العقوبة، ليعود عجوزاً إلى البلدة، الطوابية.. ليتزوج فتاة عمرها 16 عاماً فقط، وخلال ثلاث سنوات ينجب طفلة وطفلتين ثم يموت.. ويصل «حسين» إلى بداية المرحلة الإعدادية ويدفعه إصرار «العم» إلى مواصلة الإنفاق عليه.. ليبدأ يفكر الفتى فى القاهرة كحلم كبير.. قال: الموسكى، والعتبة، كلهم طوابيين».
وتابع «سيد»: «من الأخبار المشهورة فى القاهرة، يغزو الصعايدة كصغار تجار، باعة متجولين، أو عربات عليها العديد من الأنواع المختلفة من الراديوهات الترانزستور، وملابس داخلية مختلفة، وأقمشة صوف وغيرها.. وابن عمته هناك فى القبة كان هدفه؟ وبداية الرحلة مرهقة، أول مرة يهبط الفتى فى القاهرة، ولا يستطيع أن يبتعد كثيراً عن باب الحديد، فيعمل كصبى فى إحدى مطابع الورق بالفجالة، وعلى الرغم من أن ابن عمته كان قريباً منه، فإنه لا يستطيع أن يتعرف على مكانه إلا بعد ما يقرب من 6 أشهر، ويبدأ فى العمل معه، وتخوف منه ابن عمته فى البداية.. ظن أنه مقبل ليطالب بحقه من ربح العربة التى كانت لجدهم الأكبر.. وسرعان ما اطمأن إليه وعرف الفتى طريق التجار الكبار وبدأ يعمل برأسمال ابن عمته، ويكسب ويربح، ويأخذ مكانه فى زحام العتبة».
{long_qoute_1}
يقول «حسين»، بحسب ما يذكر «سيد»: «إن شاء الله لو قدرت أحوش ميت جنيه أو ميتين هشترى بيهم عربية خاصة لى، وأجيب لها نمرة من البلدية، وبعد ما أموت تكون لأولادى من بعدى»، اشتهر «حسين» بين المجندين باسم «حسين آلة»، ذلك أنه هو الوحيد الآن الذى يعمل على آلة تقدير المسافة، وهى تتطلب قوة إبصار حادة، وذكاء، وقدرة على تجسيد المرئيات لتحديد المسافة للهدف من خلال مجموعة من العدسات لميكروسكوب قوى.. وللغاية هذه رقى ذات مرة إلى رتبة عريف، ولكن عزل، ثم عاد مرة ثانية، وذلك لسوء خلقه، فإنه يمثل ذلك المزاج الحاد للشخصية الصعيدية ذات رد عنيف لأى استفزاز يوجه إليه، أو إهماله حتى لو لم يكن مقصوداً بها بطريقة مباشرة، فى بداية تجنيده والتحاقه بالوحدة، بدأت ما يشبه خصومات حادة بينه وبين رقيب أول توفيق علام، كان يجعله يسير بالخطوة السريعة دائماً فى الموقع، يضحك حسين على حسن الآن وهو يتذكر ذلك.
ويتابع «سيد»: «ذات مرة افتعل «حسين آلة» تمثيلية رائعة حيث دخل فى نوبة عنيفة من الانفعال يطلق مختلف السباب على الرقيب أول توفيق علام، وضارباً رأسه فى حائط الملجأ، ومحاولاً تمزيق ملابسه.. وذلك بغرض الإرهاب»، مضيفاً: «ده هيجننى.. أنا هنتحر.. هقتل نفسى وأموته.. والله العظيم.. وهنا جذب سلاحه، وكاد يطلق على نفسه النار لولا تدخلنا لمنعه، ولكن رقيب أول توفيق علام بكل برود كان قد حضر.. وبهدوء غريب قال له «أبداً.. أنا مش هخاف، هكتب عنك يومية غياب، وأورنيك ذنب، وضحك تلك الضحكة الباهتة الخبيثة».
«حسين»، بحسب ما يقول «سيد»، قبل ترقيته الأخيرة كان يمارس نشاطاً معروفاً باسم النشاط الخارجى، فقد كان يقوم بسرقة البصل الأخضر من الحقل المجاور لنا، وهو فى نوبة الحراسة، ويقوم بوضعه فى حزم ومجموعات ثم فى النهار يقوم ببيعه لنا، وهكذا كان يفعل أيضاً مع الطماطم والبطيخ والخيار.. وكان يكسب منا الكثير، وهذا كان يغذى تلك الفكرة الراسخة عند حسين عن الناس المؤهلات العليا. وينقل عنه «سيد»: «دول ناس «سكة» هخم مين غيرهم.. دول يابوى الأفندية، دى فى العتبة، ننادى على الواحد فيهم ونبيع لهم الدمور على إنه موهير».
ويضيف «سيد»: «عمل «حسين آلة» فى العتبة نصفه تجارة، ونصفه الآخر يعتمد على النصب، ودائماً، حتى بات من هؤلاء «المتبرجزين» والمزيج من الأريفجية.. أما عندما يدخل معنا فى جدل ما.. فإنه ينتقل».
والطريف أن «حسين آلة» بعد خروج كامل فريد أبوالسعد، وكان يعمل «مكوجى» للسرية.. اشترى حسين مكوتين، ووابور، ومن ترقيته دفع ثمن المكوة من ثلاثة قروش إلى أربعة قروش!
حسين آلة.. بتركيبة وجهه وعظامه البارزة خاصة فكه البارز، وجبهته العريضة يمثل هو وصلاح عبدالرزاق تلك الحلقة المفقودة التى كان يبحث عنها دارون.
13 سبتمبر 1973.