عاصم الدسوقى: لا بد من إزالة «قمبيز وابن مشطوب وبونابرت»

كتب: وائل فايز

عاصم الدسوقى: لا بد من إزالة «قمبيز وابن مشطوب وبونابرت»

عاصم الدسوقى: لا بد من إزالة «قمبيز وابن مشطوب وبونابرت»

رحب عدد من المثقفين والمسئولين والمواطنين بقرار محافظة القاهرة بتغيير اسم شارع «سليم الأول» بالزيتون، نظراً لمواقفه العدائية تجاه الشعب المصرى، مطالبين بضرورة مراجعة أسماء الشوارع والأماكن التى تحمل أسماء محتلين أو شخصيات أساءت لمصر عبر تاريخها وتغييرها على الفور مثل «بونابرت وكرومر وكتشنر واللنبى وقمبيز وقرة بن شريك وابن مشطوب» وغيرهم كثيرون، حيث يوجد فى منطقة الزيتون عدد من الشوارع الرئيسية مثل سليم الأول، ونصوح، وسنان، وهى أسماء عثمانية، مع الأخذ فى الاعتبار الإبقاء على الأسماء الأجنبية التى ساعدت المصريين وقدمت خدمات للبلاد فى وقتها وانصهرت فى النسيج الوطنى.

قال الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، إنه «لا بأس من تخليد اسم أى شخصية أدت خدمة للمصريين ولها موقف إيجابى، أما كل من أساء للبلاد فلا يصح ترك اسمه على شوارعها ودروبها مثل سليم الأول الذى أراق دماء المصريين، وقمبيز الذى استولى على مصر وحكمها لمدة 4 سنوات، وكان يعتبرها امتداداً للإمبراطورية الفارسية وقتل 2000 مصرى، وعبث بمومياء الملك أحمس الثانى، وابن مشطوب وهو يرجع إلى عصر السلطان الكامل وهو شخصية مضرة بمصر وأول من شارك فى تدميرها آنذاك».

وأضاف «الدسوقى»، فى تصريحات لــ«الوطن»، أنه لا يليق ترك أسماء المندوبين السامين على الشوارع والهيئات مثل إطلاق اسم «كتشنر» على مستشفى أو شارع، وهو القائد الأعلى بالجيش البريطانى الذى استعمر مصر سنوات طويلة ومنع الأذان والصلاة عامين متتاليين، وأيضاً اسم «كرومر» الذى كان قبل ذلك يطلق على مستشفى الجلاء للولادة وتم تغيير الاسم، لافتاً إلى أن هناك أسماء أجانب تركوا بصمة إيجابية بحق مصر، ومنهم «كلوت بك» صاحب مدرسة الطب، و«شامبليون» الذى فك طلاسم رموز حجر رشيد، فلا مانع من ترك الأسماء التى شاركت فى تحقيق إنجازات على أرض الواقع.

{long_qoute_1}

وأكد أستاذ التاريخ بجامعة حلوان أن «الزعيم مصطفى كامل قال (نحن أحرار فى بلادنا وكرماء لضيوفنا)، فالشعب المصرى على مدار التاريخ متسامح مع الجميع، ويقبل الآخر، واستقبل كل الأجناس، وبالتالى لا مساس بالأسماء الأجنبية التى حفرت أسماءها بحروف من نور فى تاريخ مصر، فالمصريون يرتبطون بالأسماء القديمة التى تركت أثراً، أما من ارتكب أفعالاً شنيعة وفادحة على مدار تاريخها فلا يستحق ترك اسمه على شوارعها وميادينها وأزقتها».

وأشار «الدسوقى» إلى أنه «لا يوجد تسييس للأمور، ولكن نطالب بمراجعة كل الأسماء التى أُطلقت على شوارع مصر حتى يتم تقييمها بميزان العدل لأن الموظفين فى العهود السابقة كانوا لا يعرفون التاريخ الكافى عن بعض الشخصيات فأطلقوا الأسماء دون التدقيق فيها، وأذكر أن هناك شارعاً فى (مونبلييه) بفرنسا يطلق عليه اسم الدكتور طه حسين، وذلك تكريماً وتقديراً لدوره فى خدمة الأدب ودراسته فى الجامعات الفرنسية العريقة»، منوهاً بأن مصر أطلقت اسم «محمد مصدق»، صاحب الثورة الإيرانية، على واحد من أهم شوارع حى الدقى الشهير من باب المكايدة السياسية مع إنجلترا، فعندما أعلن «مصدق» تأميم البترول الإيرانى ضد الاستعمار، رحبت القاهرة بقراره، وأيضاً سمى «محمد على» ترعة المحمودية على اسم السلطان محمود الثانى للتقرب منه.

وقال اللواء إبراهيم صابر، رئيس حى مصر الجديدة، إن «محافظة القاهرة تقدّر الرموز الوطنية وكل من خدموا البلاد، ولكن لا مكان لكل من أساء إلينا، وأذاق المصريين المهانة والذل، فمسألة تغيير شارع سليم الأول فى محلها، ولا مانع من مراجعة الأحياء لأسماء الشوارع فى وجود أساتذة التاريخ لفرز الصالح من الطالح، وفى حالة وجود اسم أى شخصية حملت العداء لمصر يتم تجنيبها وعدم تخليد اسمها على الفور».

وأبدى عدد من المواطنين رغبتهم فى تغيير الأسماء الأجنبية التى أُطلقت على الشوارع والمؤسسات فى العصور السابقة، مطالبين بتمصير تلك الشوارع وإطلاق أسماء الرموز الوطنية بدلاً من الخليفة المأمون على أحد أهم شوارع مصر الجديدة، والألفى على أحد أكبر شوارع وسط البلد، كما رفضوا إطلاق اسم للمماليك على بعض الشوارع، مؤكدين أنه لا يصح ترك اسم محتل على إحدى الحوارى أو المناطق.

وقال رزق محمود، من أهالى الزيتون، إننا «نطالب بتغيير أسماء كل الشوارع التى تحمل أسماء أجنبية أو عثمانية مثل نصوح وسنان وغيرهما، وحتى أسماء المماليك لا بد من إزالتها، فالأولى بنا تسمية الشوارع بالرموز الوطنية مثل أحمد زويل ومجدى يعقوب وجمال عبدالناصر ورمسيس وسعد زغلول، وقائمة الرموز تضم المئات من المخلصين الذين قدموا الكثير لخدمة بلدانهم».


مواضيع متعلقة