الشباب يهجرون «البامبو» ويفضلون الـ«توك توك»: وحدى فى الورشة

كتب: محمد غالب

الشباب يهجرون «البامبو» ويفضلون الـ«توك توك»: وحدى فى الورشة

الشباب يهجرون «البامبو» ويفضلون الـ«توك توك»: وحدى فى الورشة

ينظر المارة لحركات يديه وهو يصنع أشكالاً مختلفة من البامبو، ويتفحصون معروضات ورشته بشغف شديد، وكأنهم داخل متحف عريق، بينما هو لا يعبأ بمن حوله، ويظل منكباً على قطعة البامبو، مطلقاً دخان شيشته الذى يسبب سحابة دخانية تزيد المكان غموضاً وجمالاً.

ناصر عباس، الحاصل على بكالوريوس تجارة، قرر العمل فى الحرفة التى تعلمها من والده منذ أن كان عمره 6 سنوات، فكان يختلس النظرات ويمعن النظر فى ما يصنعه والده وعمال الورشة الموجودة فى شارع «الجيش» بمنطقة وسط البلد: «كانوا بيتفننوا فى كل قطعة، وكل واحد يقول أنا اللى عملت دى، ويتباهوا لو الشغل اتباع لأماكن كتيرة».

سنوات عديدة قضاها «ناصر» وهو يتعلم حرفته، وحين يسأله أحد عن البامبو يرد: «شجر عرزان بيتزرع فى دول شرق آسيا، وبيدخل مكن يتشكل ويطلع بحجمين إما 2 مم أو2 ونص، وإحنا ناخده ونعمل منه أدوات مختلفة».

ساعة واحدة كافية ليصنع «ناصر» قطعة جميلة، بينما قد تأخذ أخرى عدة أيام لتشكيلها: «حسب القطعة، وفى كل الأحوال ببقى مبسوط وأنا شغال، وبشتغل بإيدى لحد دلوقت». تعلم الكثير خلال ممارسته لحرفته، وعلى يديه تعلم آخرون من مراحل عمرية مختلفة فنون البامبو، ورغم ذلك يخشى من اندثار الحرفة بمرور الوقت: «الصناعة بتخف كل شوية، والشباب مش عايزين يشتغلوا بإيديهم».

بحث الشباب عن المكسب السريع ولو بالعمل على «توك توك» له ما يبرره لدى «ناصر»: «غصب عنهم، أصل زمان كان فيه سلم بنطلعه درجة درجة، النهارده السلم ده اتكسر والموازين اتقلبت شوية»، الأمر الذى لا يوجد فى الدول الأخرى، فعلى العكس يتم احتضان الصنّاع للعمل فى الحرف اليدوية: «الصينيين أساتذة فى الصناعات اليدوية، وبيعملوا مسابقات على أحلى القطع».

 


مواضيع متعلقة