رغم تعارض نظريته مع الأديان السماوية.. "داروين" لم يكن ملحدا

كتب: مصطفى الصبري

رغم تعارض نظريته مع الأديان السماوية.. "داروين" لم يكن ملحدا

رغم تعارض نظريته مع الأديان السماوية.. "داروين" لم يكن ملحدا

نظرية التطور التي وضعها تشارلز داروين عن أصل الأنواع عام 1859، تشعر الناس بالحيرة حول كيفية تعارض النظرية مع الكلمات الموجودة في الكتب السماوية، وخصوصا كتاب المسيح الذي ينتمي "داروين" إلى ديانته، وبالطبع هناك أشخاص يتساءلون هل واضع هذه النظرية ملحد؟

داروين كان رجل منعزل للغاية، اللمحات الوحيدة التي لدينا عن مشاعره اتجاه العالم تأتي في شكل رسائل خاصة بعثها واستقبلها من المشجعين والنقاد والقراء وزوجته إيما، وكانت إيما شخصية متدينة للغاية، وعززت إيمانها بعد وفاة ابنتهما البالغة من العمر 10 سنوات، ولكن تشارلز لم يخفي عنها أبدا وجهات نظره عن الإيمان حتى قبل أن يتزوجها وعلى الرغم من أن رسائله لم تنج من عوامل الزمن، لكن الرسائل الباقية تعطي تلميحات كبيرة عن مشاعره في هذه المسألة، وفقا لموقع "curiosity".

هناك رسائل لداروين ما زالت باقية ففي واحدة أجاب فيها عام 1878، أي قبل أربع سنوات من وفاته، على قارئ شاب طلب منه أن يشرح له، في كلمتين أو ثلاث، ما إذا كان التطور يلغي وجود الله، فأجاب داروين على الشاب قائلا: "إن أقوى حجة لوجود الله، كما يبدو لي، هي الغريزة أو الحدس الذي نشعر نحن جميعا به، وهو أنه يجب أن يكون هناك مبتدئ ذكي للكون، ولكن بعد ذلك يأتي الشك وصعوبة التأكد من أن هذا الحدس جديرة بالثقة، لا يوجد انسان يقوم بواجبه يخاف من أي شيء".

وهناك المزيد من التلميحات في الرسائل التي أرسلها إلى أصدقائه في السنوات التالية، حيث إنه كتب إلى أحد مؤيدي نظريته، وكان رجل يدعى إدوارد أفيلينغ، وقال له: "أنا دائما أتجنب الكتابة عن الدين، واقتصرت كتاباتي على العلم، إلا أنني ربما أكون محاط بالألم، بلا مبرر، وهذا يعطي شعورا لبعض أفراد عائلتي أنني أهاجم الدين"، وبعبارة أخرى، إذا كان غير مؤمن، سيذهب إلى أي مكان آخر في العالم حتى يحافظ على السلام النفسي الأكثر أهمية له من الإيمان بمعتقداته، وربما كان داروين غير واثق بمعتقداته أكثر من كونه غير مؤمن، حيث كتب في احدى رسائله: "في تقلباتي الأكثر تطرفا، لم أكن أبدا ملحدا بمعنى إنكار وجود الله".


مواضيع متعلقة