"الحب عند الفراعنة".. تبادل زهرة اللوتس وآلهة ونقوش على جدران المقابر

كتب: صفية النجار

"الحب عند الفراعنة".. تبادل زهرة اللوتس وآلهة ونقوش على جدران المقابر

"الحب عند الفراعنة".. تبادل زهرة اللوتس وآلهة ونقوش على جدران المقابر

أيام قلائل ويحتفل العالم بأجواء عيد الحب، وربما يعتقد الكثيرون أن عيد الحب أمرا جديدا في الثقافة المصرية، إلا أن العديد من الدراسات أكدت أن مشاعر الحب كانت موجدة لدى المصريين القدماء منذ آلاف السنين فقد احتفل الفراعنة بالحب والعشق وقدسوه وجعلوا له آلهة، كما ذخرت جدران معابدهم ومقابرهم بالنقوش المعبرة عن الحب والعشق.

كشفت دراسة مصرية صادرة عن مركز الأقصر للحوار والتنمية أن مشاعر الحب في مصر القديمة كانت معلنة وظاهرة، وأن الحب جزء مهم في حياة الفراعنة، وأكدت منى فتحي، الباحثة الأثرية التي أعدت الدراسة أن علاقة المصريين القدماء بالحب كانت مميزة، حيث جعلوا للحب آلهة كثيرة وشيدوا المعابد لعبادتها والتقرب لها، بحسب "سبوتنك".

 وأوضحت الدراسة التي نشرت في العام الماضي بالتزامن مع الاحتفال بعيد الحب أن الآلهة إيزيس وحتحور وبس، كانت من أبرز آلهة الحب والبهجة والسعادة لدى القدماء المصريين، الذين قدروا أيضا المعبودة "أفروديت" آلهة الحب والجمال لدى الرومان واليونانيين، إبان حكمهم لمصر، كما أنهم عرفوا آلهة للحماية مثل "نخبت" و"واجيت"، وكانوا يلجؤون إليها لحماية أحبتهم.

وتوجد على جدران معبد الكرنك نقوش تمثل الإله آمون سيد الآلهة وزوجته موت، وهما في مشهد عناق لافت، وهناك الكثير من البرديات القديمة التي تروي قصص حب جمعت بين العشاق في مصر القديمة، بجانب مشاهد كثيرة تسجل علاقات الحب بين الأزواج وزوجاتهم"، فكلمة "مر" المعبرة عن الحب، كان يرمز لها برمز الفأس، حيث كانوا يعتقدون أنه كما يشق الفأس الأرض فالحب يشق القلب.   

وفي دراسة أخرى للباحثة المصرية دعاء مهران، نشرتها صحيفة "الحياة" اللبنانية أكدت أن المحبين والعشاق في مصر القديمة عرفوا إهداء الزهور للمحب منذ آلاف السنين، وكان للورد مكانة كبيرة في نفوسهم حيث كانت زهرة اللوتس هي رمز للبلاد، وكان يقدمها المحبوب لمحبوبته.

كما تزخر مقابر مدينة الأقصر بالصور المرسومة على جدرانها لصاحب المقبرة وهو يشق طريقه في قارب وسط المياه بينما تمد زوجته ومحبوبته يدها لتقطف زهرة لوتس.

وأفادت الدراسة أن أعواد اللوتس كانت تقدم ملفوفة حول باقات مشكّلة من نبات البردي ونباتات أخرى، كما تشكل باقات الورود اليوم أعمدة المعابد الفرعونية مزخرفة في طراز لوتسي يحاكي باقات براعم الزهور.

وأوضحت دراسة ثالثة صادرة عن مركز إيزيس لبحوث المرأة أعدتها الباحثة شيرين النجار أن الفراعنة اتخذوا من فصل الربيع موسما للحب والعشاق وأن المصري القديم احتفى بمحبوبته وعشيقته وزوجته وكان يعبر عن عواطفه تجاهها في احتفالية يطلق عليها "الوليمة".

وأكدت الدراسة أن مقابر الجيزة وسقارة ومقابر النبلاء غرب الأقصر حوت عشرات اللوحات التي تصور احتفاء المصري القديم بمحبوبته وتقديمه الزهور لزوجته ومعشوقته، كما أن الفراعنة اعتمدوا على التصوير في التعبير عما يكنونه من مشاعر في داخلهم قد لا يستطيعون التعبير عنها في نصوصهم.

إلى جانب وجود العشرات من قطع الفخار التي سجل عليها المصري القديم مشاعر حبه ولوعته، مثل قول أحدهم واصفا معشوقته في إحدى المخطوطات القديمة "إنها الفريدة المحبوبة التي لا نظير لها أجمل جميلات العالم، انظر تلك التي تتألق والتي تبرق بشرتها بريقا رقيقا، ولها عينان تملكان نظرة صافية وشفتان بنطق رقيق، وهي ذات العنق الطويل والصدر المتألق، شعرها ذو لون لامع، وأصابعها تشبه كؤوس زهرة اللوتس، إنها ذات خصر نحيل، ذات مشية متسمة بالنبل عندما تضع قدميها على الأرض".


مواضيع متعلقة