من "الإجباري" لـ"طرق الأبواب".. 50 عاما ومصر تتحصن ضد شلل الأطفال

من "الإجباري" لـ"طرق الأبواب".. 50 عاما ومصر تتحصن ضد شلل الأطفال
50 عامًا، ومصر تقاوم شلل الأطفال، وحتى بعد إعلان منظمة الصحة العالمية قبل 12 عامًا، خلوها من المرض، لا زالت حملات التطعيم التي تجوب ربوع مصر مستمرة منذ انطلاقها في عام 1968 وحتى يومنا الحالي، وهي خطة قومية تسير بها وزارة الصحة، لحماية أطفال مصر، من ذلك الفيروس، الذي صار وباء عالميًا منذ مطلع القرن العشرين.
"شلل الأطفال"، الذي ظهرت أول حالة إصابة به عام 1773، ولكنه لم يشخص وقتها التشخيص الصحيح، حتى عرف بعدها في القرن التاسع عشر، ولكن بمسميات أخرى مثل الشلل الأساسي في الاطفال وتنزانية الشلل، حتى مطلع القرن العشرين حيث ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية، وسجل أعلى معدلات للوفاة، ومنها إلى باقي بلدان العالم.
وفي مصر، انطلقت أول حملة تطعيم إجباري ضد الفيروس القاتل، في وقت تولي الدكتور محمد النبوي المهندس، وزارة الصحة في مصر عام 1968، وظلت مصر تقاوم المرض المعدي، الذي ينتقل من شخص إلى آخر عبر عدة طرق، أهمها: "الفم أو التواصل المباشر بين شخص مصاب وآخر سليم، وأيضا عن طريق الطعام أو الماء الملوث بالفيروس"، وتتراوح شدته من عدوى بسيطة يمكن السيطرة عليها إلى شلل في الأطراف إذا لم يتم التعرف على أعراضه مبكرا، وعلى مدار 36 عامًا، ظلت الحملات القومية مستمرة، وبعد تعاقب 13 وزيرًا للصحة، جاء الدور على الدكتور محمد عوض تاج الدين عام 2004، ليعلن خلو مصر من المرض، حيث تم الإبلاغ عن آخر حالة في محافظة أسيوط خلال ذلك التوقيت، ليأت بعدها دور الصحة العالمية لتعلن رسميًا بعد عامين خلو مصر من المرض.
ومنذ ذلك التوقيت، وفي أوقات دورية كل عام، تعلن وزارة الصحة عن حملاتها للتطعيم ضد شلل الأطفال، وتوفر اللقاحات والطعوم الخاصة مجانًا بالمستشفيات والوحدات الصحية بمختلف أنحاء مصر، بل أن هناك قوافل طبية تجوب شوارع مصر ونجوعها، وتطرق الأبواب لتطعيم الأطفال، ممن هم دون الـ5 سنوات.