الضربة الجوية الإسرائيلية لسوريا في 1982.. لماذا كانت الأعنف؟

الضربة الجوية الإسرائيلية لسوريا في 1982.. لماذا كانت الأعنف؟
اعتبر سلاح الجو الإسرائيلي، السبت، أن الغارات الجوية الإسرائيلية لأهداف في سوريا، تمثل أوسع ضربة جوية إسرائيلية ضد الدفاع الجوي السوري منذ عام 1982.
وقال نائب قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال تومر بار، في بيان صحفي: "الحديث هنا عن نجاح عملياتي ميداني إسرائيلي بامتياز سواء في استهداف الطائرة الإيرانية دون طيار وضرب مصادر إطلاقها وأيضا في ردنا بعد ذلك، نتحدث عن أوسع ضربة جوية إسرائيلية ضد منظومة الدفاع الجوي السورية منذ 1982، ضربة واسعة في ظروف معقدة".
وفي السادس من يونيو 1982 بدأ الغزو البري واخترق الجيش الإسرائيلي الحدود اللبنانية، وجرت معارك طاحنة مع قوات منظمة التحرير الفلسطينية والميليشيات اللبنانية الحليفة لها.
وبقي الجيش السوري في الأيام الثلاثة الأولى للحرب على الحياد ولم يكن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد يرغب في خوض المعركة، واقتصر النشاط العسكري السوري أثناء الأيام من 6 إلى 8 يونيو على إرسال بعض الطائرات لخوض بعض الاشتباكات الصغيرة مع الطيران الإسرائيلي، وكان الأسد يحاول تحدي تفوق إسرائيل الجوي فوق لبنان منذ العام 1979 ويرسل أحيانا بعض الطائرات لاعتراض بعض من الغارات الإسرائيلية الكثيرة على مواقع الفدائيين الفلسطينيين أو عمليات الإستطلاع الجوي الإسرائيلية بطائرات الـ RF-4E (وهي نسخة الإستطلاع من الفانتوم) فوق لبنان لكسب أرصدة سياسية، وجرت أكثر من 10 معارك جوية في تلك السنوات الثلاثة كان آخرها معركتين في أواخر شهري أبريل ومايو عام 1982.
وسقطت العديد من الطائرات السورية (معظمها من طراز ميج 21) فوق لبنان في المعارك مع طائرات الإف 15 والإف 16 الموجهة من قبل طائرة الإنذار المبكر E-2C Hawkeye والتي كانت تقوم بدور الحماية للطائرات الإسرائيلية الأخرى التي تقوم بالقصف أو الاستطلاع.
وجرت بضعة معارك جوية في الأيام ما بين 6 إلى 8 يونيه خسرت فيها سوريا 3 طائرات اعتراضية من نوع ميج 21 و3 طائرات اعتراضية أخرى من نوع ميج 23 في اشتباكات مع طائرات الإف 15 والإف 16 الإسرائيلية، وفي المقابل أسقطت طائرة ميج 23 طائرة استطلاع إسرائيلية من دون طيار من نوع BQM-34 Firebee.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، مناحم بيجن، والقائد العسكري أرييل شارون ينتظران حسم المعارك في جنوبي لبنان مع منظمة التحرير الفلسطينية قبل خوض القتال مع الجيش السوري والذي كان بدوره يتطلب تحقيق السيطرة الجوية الكاملة على سماء المعركة.
وكان لسوريا قبل الحرب 16 بطارية صواريخ سام 6 منصوبة في سهل البقاع (خلافا لإدعاءات أخرى لم يكن هناك صواريخ سام 2 و سام 3) تم إدخالها في سهل البقاع عام 1981 .
ورأت القيادة السورية أنها ستكون بذلك أكثر مناعة ضد القصف الجوي (رغم أنها وضعتها في مواقع ثابتة) بينما كان من الأفضل دعمها ببطاريات سام 3 على الأقل بعد تحصينها في خراسانات، رغم أن سام 6 أكثر تطورا ولكن سام 3 أبعد مدى إضافة إلى أن تحصينه ضمن خراسانات مسلحة سيخفف من الأضرار، إضافة لذلك فقد كانت تلك البطاريات معزولة عن شبكة الدفاع الجوي السوري الرئيسية المكلفة بحماية سوريا ولم يتم ادخال أي محطات للحرب الإلكترونية معها.
وقررت إسرائيل تدمير تلك البطاريات للحصول على السيادة الجوية وكان طول تلك السنة التي سبقت الحرب يقوم باستطلاعها بشكل دوري بالطائرات المسيرة دون طيار "سكوت" التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي و"ماستيف" التابعة للجيش الإسرائيلي إضافة للطائرات RF-4E الاستطلاعية "وهي الطراز الاستطلاعي من الفانتوم".
وفي يوم 8 يونيو 1982 وقع اشتباك بري صغير بين القوات السورية والإسرائيلية في منطقة جزين نتيجة كون القوات الإسرائيلية قد اقتربت كثيرا من موقع سوري هناك فاضطرت القوة في الموقع للاشتباك معها.
وفي الليل دفعت القيادة السورية ببعض التعزيزات للقوات في البقاع كما أرسلت 3 بطاريات سام 6 إضافية، ليصبح العدد بذلك 19 بطارية، ولكن مع ذلك فقد بقي هناك استرخاء في حالة التأهب لأن القيادة السورية كانت قد صدقت أن الجيش الإسرائيلي سيواجه منظمة التحرير الفلسطينية فقط ولن يتجاوز مسافة ال 40 كلم عن الحدود اللبنانية كحزام آمن - وفق ما كانت تعلنه إسرائيل - لكن إسرائيل كانت تفكر بشكل مختلف حيث إنه منذ لحظة إدخال الصواريخ السورية عام 81 وقد أعدت الخطط لتدميرها وقامت باستطلاعها طوال عاما كاملا.