بريد الوطن| ما بين «عود» و«كعروب».. قصة كسر القصب

بريد الوطن| ما بين «عود» و«كعروب».. قصة كسر القصب
- أذان الفجر
- إشعال النيران
- افتتاح الموسم
- السكة الحديد
- العمليات العسكرية
- شركة السكر
- شهر يناير
- فرص عمل
- فى القرى
- أبناء
- بريد الوطن
- أذان الفجر
- إشعال النيران
- افتتاح الموسم
- السكة الحديد
- العمليات العسكرية
- شركة السكر
- شهر يناير
- فرص عمل
- فى القرى
- أبناء
- بريد الوطن
«كسر القصب» يبدأ دائماً فى شهر يناير بإعلان شركة السكر افتتاح الموسم والسماح للمزارعين ببدء الكسر، وهو يشبه العمليات العسكرية فى التخطيط والدقة، حيث يتم بالتوالى حسب الموقع الجغرافى لتفادى المشاكل والخلافات، ولتتمكن الشركة من استيعاب المحصول تدريجياً، وكان منطلقاً لفرح عام فى القرى، لأنه يتيح فرص عمل للجميع، وينتظره كثيرون من الموسم إلى الموسم. وفرصة اجتماعية لعودة أبناء القرى المرتحلين خلف الرزق إلى ذويهم واستقرارهم بينهم لأكثر من ثلاثة أشهر، حتى لو قضوها كلها فى العمل الجاد.
ويبدأ الموسم بتشكيل فرق «الرَغَابَة» الذين يتولون العمل فى الحقول، ويبدأون تحركهم مع أذان الفجر، حيث ينتظرهم صاحب القصب ليتولى قيادتهم، ويحدد لهم الكمية المطلوب كسرها، والموقع، ومراحل العمل، وحين يعلن لحظة البدء ينهمكون فى قطع القصب بـ«القَدُوم» الذى يشبه الفأس الصغيرة، وبعد إنجازهم القطع يفصلون أوراق القصب عن الأعواد وتسمى «القلاويح»، وينظفونها من الورق الجاف (العفش)، ويرصونها فى أكوام منتظمة.
ثم يتقدم «الجَمَّالة» ويُبركون جِمالهم بجانب أكوام القصب ويُحَمّلُون «بِشَل القصب»، جمع بِشْلَة، وهى المجموعة فى رباط واحد على جانبى ظهورها بالتساوى حتى لا يتأذى الجمل من ميل «العَرْشْ» المثبت على ظهره، والذى يُربط إليه القصب. وتنقله الجِمال إلى عربات السكة الحديد الخاصة بشركة القصب والمتغلغلة فى حقول القصب، ويتم تحطيط القصب بنظام بجوار العربات.
ويرفع «الشَحَّانَة» بشل القصب على أكتافهم ويرصُّونها فى العربات، لتحملها إلى مصنع السكر. وبعد خلو الحقل من قصبه، يختار صاحبه يوماً خالياً من الرياح ليبدأ مرحلة القطيعة أى تطهير حقله من (العفش) وحرقه فى مربع بمنتصف الغيط ويتوزع على جوانبه بعض الرجال قبل إشعال النيران ليمنعوا انتقالها إلى الجوار.
وبانتهاء «كسر القصب» يذهب النساء والأطفال بأعداد كبيرة إلى الحقول لجمع غنائم «الكَعْرُوب»، أى جذور أعواد القصب لاستخدامها فى التدفئة أو وقوداً للكوانين.
عمرو أبوالعطا
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com