رئيس «البعثة العربية لمراقبة الانتخابات»: سنراقب كل المراحل من «الترشح» إلى «النتيجة» والمسئولية تفرض على المصريين المشاركة

كتب: بهاء الدين عياد

رئيس «البعثة العربية لمراقبة الانتخابات»: سنراقب كل المراحل من «الترشح» إلى «النتيجة» والمسئولية تفرض على المصريين المشاركة

رئيس «البعثة العربية لمراقبة الانتخابات»: سنراقب كل المراحل من «الترشح» إلى «النتيجة» والمسئولية تفرض على المصريين المشاركة

قالت السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيس قطاع الإعلام والاتصال، إن مصر حريصة على إجراء انتخابات رئاسية نزيهة، وأشادت بتشكيل الهيئة الوطنية للانتخابات، التى كانت إحدى توصيات تقارير بعثات الجامعة العربية لمتابعة الانتخابات المصرية السابقة، التى نص عليها الدستور المصرى أيضاً، وكشفت رئيس بعثة جامعة الدول العربية لمتابعة الانتخابات الرئاسية المصرية لـ«الوطن»، عن مهام البعثة فى مراقبة كافة مراحل العملية الانتخابية حتى إعلان النتائج، موضحة أنها ترى ضرورة مشاركة المواطنين فى أى انتخابات بدلاً من الاستمرار فى الجلوس فى موقع المنتقد للانتخابات فقط، واعتبرت أنه لا توجد عملية انتخابات تنافسية تخلو من الملاحظات السلبية، حتى فى أكثر دول العالم تقدماً وديمقراطية، مؤكدة ثقتها فى الإشراف القضائى على الانتخابات لضمان نزاهة العملية الانتخابية، وكيفية التنسيق مع «الهيئة الوطنية» للتغلب على أى معوقات. كما تحدثت عن تحركات الجامعة العربية، لمواجهة قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول القدس، ومواجهة إساءة وسائل الإعلام التركية والإيرانية للعرب، داعية إلى محاسبة أى إعلامى يتورط فى الإساءة والتجاوز فى حق أى دولة عربية شقيقة. إلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

وقعتم قبل أيام مذكرة مع الهيئة الوطنية للانتخابات لمتابعة الانتخابات الرئاسية، وهى ليست الأولى، فهل المضمون شهد تطوراً عن متابعة الاستفتاء والانتخابات السابقة؟

- فى 2014 تابعنا الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية، فخلال عامين كانت بعثة الجامعة العربية تعمل على متابعة الانتخابات فى مصر واكتسبنا خبرة كبيرة، وكانت فى مرحلة هامة جداً فى تاريخ مصر، وفى هذه الفترة وقعنا عدة مذكرات تفاهم، وكانت كل مذكرة موقعة مع لجنة معنية سواء بالاستفتاء الدستورى أو الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، وكانت مذكرات التفاهم تبين حقوق وواجبات المتابع، وجاء ذلك من خلال حرص مشترك من الدولة التى تجرى فيها الانتخابات ومن الجامعة العربية التى اكتسبت خبرة كبيرة فى مراقبة الانتخابات فى العديد من دول العالم، وليس فقط فى الدول العربية، فلدينا الآن نحو 71 بعثة بالعالم شاركت فى انتخابات نيابية ورئاسية واستحقاقات دستورية، وعادة نتسلم دعوة من الجهة المعنية التى تدعو الجامعة للمساهمة فى المتابعة، كما أن مراقبة الجامعة العربية لانتخابات خارج المنطقة العربية دليل على أن هناك سمعة طيبة للجامعة لمتابعة الانتخابات مثل بقية المنظمات الدولية، وبالفعل اكتسبنا خبرة كبيرة، وذلك لاتباعنا الآليات الدولية فى مراقبة ومتابعة الانتخابات، والعام الحالى فيما يتعلق بمتابعة الانتخابات الرئاسية المصرية تسلمنا دعوة من الهيئة الوطنية للانتخابات فى مصر لجامعة الدول العربية لمتابعة الانتخابات الرئاسية المصرية للعام 2018، وشكلت البعثة برئاستى كرئيس لقطاع الإعلام والاتصال، وحالياً البعثة جميعها متطوعون من موظفى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من 19 جنسية عربية باستثناء الجنسية المصرية، وسيكون لدينا متابعون بالخارج من خلال بعثات الجامعة العربية فى العالم لمتابعة انتخابات المصريين فى الخارج.{left_qoute_1}

ما تقييمكم لتشكيل الهيئة الوطنية للانتخابات فى مصر، التى نص على تشكيلها الدستور المصرى؟

- بعد أن وقعنا مذكرة التفاهم، تسلمنا من رئيس الهيئة كافة الاستحقاقات الدستورية، سواء كان الدستور أو القوانين المختلفة التى صدر بموجبها تأسيس الهيئة، وكنا سعيدين أن هيئة من أرفع مستويات القضاء فى مصر تشرف على هذه الانتخابات، ومن خلال حديث المستشار لاشين أكد أن من سيراقب الانتخابات هم القضاة، وهى عملية هامة جداً، لأننا نحن نعرف أن القاضى عادة يحمل مسئولية هامة جداً، وتكون هناك أمانة فى متابعته، ونحن كنا سعيدين أن الفترة الماضية كان من يراقب الانتخابات هم قضاة، وهذه النقطة تؤكد مصداقية وجدية مصر فى متابعة الانتخابات، وأن تكون الانتخابات فى جو نزيه وديمقراطى.

هل بعثة جامعة الدول العربية تراقب الانتخابات بجميع مراحلها أم مرحلة الاقتراع أو التصويت فقط؟

- نحن لا نراقب مرحلة الاقتراع فقط، وإنما نراقب كافة مراحل الانتخابات، سواء الاقتراع أو كافة المراحل بدءاً بالإجراءات الانتخابية، فنحن حالياً فى مرحلة استعداد، وجميع موظفى الجامعة العربية مدربون، ودائماً يكون هناك تدريب قبل الانتخابات مباشرة، ونستخدم كافة الأجهزة الإلكترونية المساعدة، وستكون لدينا غرفة مركزية للمراقبة وهى غرفة إدارة الأزمات فى الجامعة العربية سنحولها لغرفة مراقبة انتخابات، وبالتالى رئيس البعثة سيتسلم على مدار الساعة تقارير من جميع الفرق الموجودة، بكل فرقة اثنان متابعان، وإذا كان هناك أى صعوبة فى إحدى الفرق نتصل مباشرة بالجهات المعنية سواء كانت وزارة الداخلية أو هيئة الانتخابات لتذليل الصعوبة، ومن خبرتى فى الانتخابات الماضية كان هناك دعم كبير جداً، وسيتم الاجتماع مع العديد من المؤسسات، مثل وزارة الخارجية ووزارة الداخلية والمؤسسات الأخرى التى لها علاقة بالانتخابات أيضاً.

ماذا عن مرحلة الترشح، فهناك بعض الانتقادات لها من جانب طرف أو آخر فى إطار التنافس، فهل هى مرحلة أساسية فى المتابعة؟

- مرحلة الترشح تدخل ضمن نطاق عملنا وسيكون تقييمنا موضوعياً، وسيخرج فى صورة تقرير محايد يرصد جميع الجوانب الإيجابية والسلبية 100%، ونحن مشاهدون من الخارج ولسنا مصريين، فجميعنا من الدول العربية، وبالتالى نظرتنا ستكون محايدة، وسابقاً أوردنا العديد من الملاحظات السلبية وكذلك الإيجابية طبعاً، ولكن قلنا إن هذه الملاحظات السلبية لم تؤثر فى المحصلة النهائية على نزاهة وحيدة العملية الانتخابية، ولا تهدد العملية الانتخابية، وأنا يومياً يصلنى تقرير حول ما يجرى نشره عن الانتخابات المصرية، إضافة لمتابعة كافة الصحف المصرية باستمرار، ونتابع يومياً ما يجرى على الساحة، وماذا يطرح المرشحون من برامج، وكل الملاحظات مهمة لكى نعرف كيف ينظر الشارع المصرى للانتخابات، ويهمنا أن تجرى الانتخابات بصورة طبيعية ونزيهة، وفى نفس الوقت هذا استحقاق دستورى للمواطن المصرى بغض النظر عن رأيه هو بالانتخابات، أنا أعتقد أن هناك مسئولية على المواطن للمشاركة فى الانتخابات طالما له صوت، بدلاً من أن يظل جالساً بمقعد المنتقد ولا يشارك. فالمواطن يشارك ولا يظل بمقعده فقط بلا مشاركة، لأنه لا توجد انتخابات فى العالم ليس بها ناس لديها ملاحظات سلبية، فهذا لا يمكن.

هل ترين أن مشاركة الجامعة العربية فى متابعة الانتخابات ستكون ضمانة تدفع الناخبين لمزيد من المشاركة؟

- نحن لا نتدخل فى العملية الانتخابية، فنحن على الحياد، وعندما نزور أياً من مراكز الاقتراع واللجان الانتخابية لا نتحدث مع الناخبين، فوظيفتنا أن نكون حياديين، ولا نستطيع أن نوجه أى شخص للمشاركة أو نسأله من انتخبت، فمسئوليتنا أن نتابع ونراقب وتقييمنا فى تقاريرنا سيظهر، وتقاريرنا تكون شاملة، مثل استخدام بعض المرشحين للدعاية أو اللافتات خارج مقار اللجان، وهذا ممنوع، ونحن نرصد هذه المخالفات، والمتابعون لديهم برنامج إلكترونى به أسئلة كثيرة يقومون بالإجابة عليها يومياً واستيفائها خلال زيارة اللجان على «الآيباد»، وأنا شخصياً أطلع على تقاريرهم لكى أرصد أين كانت الملاحظات والمخالفات واضحة، وإذا كانت ملاحظات كبيرة نتحدث فوراً مع الجهات المعنية، وهم دائماً متعاونون وفى ظرف دقائق يتم حل الإشكالية الموجودة، وسوف نتابع كافة مراحل الانتخابات حتى ظهور النتائج بما فى ذلك أثناء عملية الفرز، وستكون لدينا تقارير ثم تقرير نهائى وإرساله للهيئة الوطنية للانتخابات من جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط.

{long_qoute_2}

فى أول مرة تابعت فيها الجامعة الاستفتاء، وجد بعض المتابعين عراقيل فى القيام بمهمتهم، فهل تم الاتفاق على تجاوز هذه المعوقات خلال الانتخابات الحالية؟

- فى البداية لم يكن هناك علم لدى بعض الجهات الأمنية فى بعض مراكز الاقتراع بشكل كافٍ عن وجود مراقبين من الجامعة العربية، وكنا نتواصل مع الجهات المعنية رأساً، وبمجرد أن نتواصل معهم يدخل المتابعون، وحتى أنا شخصياً فى بعض المراكز كانوا يوقفوننى، وعندما أتحدث معهم يتم حل الأمر، وطبعاً من حق المسئولين عن الدخول للجان أمنياً أن يتأكدوا من هوية أى شخص سيدخل مراكز التصويت، خاصة إذا كان غير مصرى، وهذا حقهم حتى يؤمنوا اللجان، وبالعكس أنا كنت أسعد أنهم يسألون حتى يؤمنوا مراكز الاقتراع والمواطنين، لأنه فى كثير من الأوقات لا يكون لديهم علم بوصول الفرقة، ولكن حالياً نحن نرتدى ملابس خاصة مكتوباً عليها جامعة الدول العربية مع شعار الجامعة وكذلك معنا تصريح هيئة الانتخابات.

وما معايير تقييم المتابع لسير العملية الانتخابية خلال تفقده للجان والأسئلة التى يجد الإجابات حولها من عملية المراقبة؟

- منذ بداية دخول المتابع لديه برنامج على جهاز إلكترونى لوحى يقوم بتعبئة البيانات التى تشمل اسم المركز وكم لجنة به، حيث يجوز أن يكون بالمدرسة الواحدة أكثر من لجنة، والمنطقة وغيرها، ووجود مراقبين من قبَل المرشحين، أو هناك جهات أخرى دولية وغيرها، ووجود الحبر واستخدامه من قبَل المصوتين، والتصويت فى سرية، وتقديم بطاقة الرقم القومى قبل التصويت، وعملية الاقتراع تتم بصورة سليمة، وكذلك مواعيد فتح اللجان، وأحياناً تكون مواعيد فتح بعض اللجان متأخرة نصف ساعة أو ساعة، بسبب المواصلات، فطبيعى القاضى يمكن أن يأتى متأخراً، مهما خرج مبكراً للتوجه إلى اللجان، لكن هناك بعض الناخبين عندما يأتى إلى اللجنة ويجدها مغلقة لا يعود مجدداً، وطبعاً كنا نتأكد أن أسماء اللوائح موجودة بالخارج بأرقامها، وكذلك نتابع عملية نقل المقر الانتخابى ومدى تمكن المواطنين من المحافظات المختلفة عن محل سكنهم من التصويت فى القاهرة والإسكندرية، ففى أحد الانتخابات السابقة كانت هناك إشكالية، وغيرها من هذه الملاحظات.

ننتقل إلى موضوعات أخرى شائكة، ما أبرز الجهود التى ستقومون بها من أجل الدفاع عن هوية القدس بعد القرار الأمريكى؟

- أصدر مجلس وزراء الخارجية العرب، فى ديسمبر الماضى، بياناً أشارت إحدى فقراته إلى أن الاجتماع يظل منعقداً وتعقد اجتماعات مستأنفة، ويتم إعداد خطة إعلامية دولية لمواجهة القرار الأمريكى بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها، وبدأنا بتشكيل لجنة بيننا وبين قطاع فلسطين لإعداد الخطة الدولية، والآن مجلس الجامعة العربية فى هذه المرحلة قدمنا لهم الخطة، والدورة المقبلة سيتم مناقشتها وإقرارها لكى ننفذها، لكى نُعلم مجلس وزراء الإعلام العرب بها، وهذه الخطة أهميتها فى تقسيم التحرك إلى محاور شاملة، نتناول مثلاً الصحف والمواقع الإلكترونية، وهناك محور آخر عن التحرك الإعلامى بالخارج على سبيل المثال، وكيف يمكن أن نتعامل مع الإعلام الغربى.

{long_qoute_3}

ماذا عن مواجهة تحريض تركيا وإيران ومواجهة وسائلهما الإعلامية التى تسعى للمساس بأمن العديد من الدول العربية وتستهدف استقرارها بشكل مباشر؟

- نحن فى مجلس وزراء الإعلام لدينا قرارات تتعلق بهذا الأمر، مثل قرار إنشاء لجنة إعلامية قانونية مهمتها تلقى شكاوى من أى دولة عربية حول أى وسيلة إعلامية تسىء إليها، وهدف اللجنة أن تدرس أى شكاوى من أى دولة عربية وترفع توصياتها إلى اللجنة الدائمة للإعلام، والمكتب التنفيذى للمجلس الوزارى العربى للإعلام، ثم مجلس وزراء الإعلام العرب، وهذا الموضوع محلول قانونياً فى داخل مجلس وزراء الإعلام العرب.

وماذا عن دور الجامعة فى الحد من المظاهر المسيئة للعلاقات العربية - العربية، والأمثلة واضحة وكان منها إساءة من إحدى المذيعات قبل أيام؟

- تنبهنا مبكراً لهذه الظاهرة، ومجلس وزراء الإعلام أقر قبل عدة سنوات ميثاقاً للشرف الإعلامى، وكان إقراره بطريقة استرشادية، وحالياً نحن سنطرح هذا الميثاق على مجلس الوزراء المقبل، ونأمل أن يُقر، فلدينا اليوم مستجدات على الساحة ويمكن أن ندخل عليه بعض التعديلات وفقاً لما تتطلبه التحديات الراهنة ومقترحات الدول الأعضاء، ويمكن أن نرسله للدول العربية إذا كانت لديها بعض المقترحات لتطويره، ولكن أعتقد أن كل دولة عربية ينبغى أن يكون لديها ميثاق شرف إعلامى أو مدونة سلوك إعلامى، والعديد من الدول العربية الآن بدأت فى ذلك، ويجب أن يكون هناك وضع قانونى لميثاق الشرف الإعلامى، وأن يتم محاسبة هؤلاء على الإساءة للبلد، أو فى كثير من الأحيان يغتالون الشخصيات بصراحة، لأن أى إعلامى لديه قلمه وصوته أو سلاحه.

 

هيفاء أبوغزالة تتحدث لـ«الوطن»


مواضيع متعلقة