الذعر يضرب البورصات العالمية.. و«هاجس» الأزمة المالية وراء تراجع الأسهم المصرية.. ومحللون: التقلبات مستمرة

الذعر يضرب البورصات العالمية.. و«هاجس» الأزمة المالية وراء تراجع الأسهم المصرية.. ومحللون: التقلبات مستمرة
- البورصة
- البورصات العالمية
- الأزمة المالية
- الأسهم المصرية
- البورصة
- البورصات العالمية
- الأزمة المالية
- الأسهم المصرية
سيطرت حالة القلق والذعر لليوم الثالث على التوالى على الأسواق العالمية بعد يوم دامٍ من التراجعات والانهيارات، وهبوط مؤشر «داو جونز» لأسهم الشركات الصناعية فى بورصة نيويورك، فى بداية هذا الأسبوع، بأكثر من 1175 نقطة فى أكبر خسارة يومية فى تاريخه، وتراجع مؤشر 500 S&P (الذى يضم أسهم أكبر 500 شركة مالية أمريكية من بنوك ومؤسسات مالية) بأكثر من 4% فى أكبر انخفاض منذ أغسطس 2011، بعد ارتفاع حاد فى عوائد السندات الأمريكية.
{long_qoute_1}
ورغم ما شهدته أمس بورصات آسيا وأوروبا من تحسن طفيف، إلا أن محللين توقعوا أن تستمر التقلبات فى الأسواق، ووفقاً لما قاله رئيس استراتيجيات رؤوس الأموال فى «إنتراكتيف إنفيستور» للاستثمار «لى وايلد» فإن «التقلبات عادت وعلى المستثمرين تقبل الأمر».
وأشار «وايلد» إلى أن «الأسواق لا يمكنها أن تواصل الصعود إلى الأبد، كما يجب أن يتوقف تراجعها عند نقطة معينة»، مضيفاً: لكن لا يزال من غير الواضح إذا ما وصلنا إلى مستوى يشعر المشترون عنده بالثقة للشراء. وتوقع المحللون أن تستمر التقلبات، كما استبعدوا فى المقابل أن تشكل الخسائر التى سجلت هذا الأسبوع مصدر قلق كبيراً للمتعاملين.
وأرجع خبراء أسواق المال موجة الخسائر الكبيرة التى شهدتها الأسواق العالمية خلال جلسات تداولات الأيام القليلة الماضية إلى مخاوف المستثمرين من اتجاه البنك الفيدرالى الأمريكى لرفع سعر الفائدة على الدولار بعد المؤشرات الإيجابية للاقتصاد الأمريكى، الأمر الذى أدى إلى تزايد الإقبال على شراء السندات نتيجة زيادة عوائدها عوضاً عن الاستثمار فى الأسهم، وتراجعها فى مصر، واعتبروا أن التراجع فى السوق المصرية نتيجة عامل «نفسى»، وسيطرة هاجس الأزمة المالية العالمية التى اندلعت فى 2008.
وقال عيسى فتحى، نائب رئيس شعبة الأوراق المالية، إن تهاوى البورصات العالمية خلال الجلسات الأخيرة الماضية يرجع إلى اشتداد موجة البيع العالمية للأسهم مع التوقعات بأن يرفع مجلس الاحتياطى الاتحادى (البنك المركزى الأمريكى) أسعار الفائدة بسرعة أكبر، الأمر الذى أدى إلى أن زيادة عوائد الأسهم أقل من عوائد السندات.
وأشار «فتحى» إلى أن أسباب الاضطرابات ما زالت موجودة، وأنه من المتوقع أن تستمر الاضطرابات العالمية خلال الأيام القليلة المقبلة مع توقعات باتجاه البنك الفيدرالى الأمريكى إلى تأجيل رفع سعر الفائدة.
وقال إن تأثر البورصة المصرية خلال جلسة أمس الأول الثلاثاء سببه نفسى فى المقام الأول، نظراً لأن المستثمرين لديهم هاجس من تكرار سيناريو الأزمة المالية الذى حدث فى 2008، مضيفاً: «يجب على المستثمرين أن يستوعبوا أن العوامل التى أدت إلى تهاوى أسواق الأسهم فى أمريكا تختلف عن العوامل الحالية للاقتصاد المصرى، ففى أمريكا هناك توقعات برفع أسعار الفائدة، أما فى مصر فالاتجاه إلى تخفيض سعر الفائدة، كما أن مستوى ارتفاع الاحتياطى النقدى المصرى من العملات الأجنبية يرتفع بوتيرة جيدة».
وتوقعت شركة «سيجما» لتداول الأوراق المالية فى تقرير لها أمس أن تؤثر التراجعات التى ضربت الأسواق العالمية أمس على عملية التسعير للسندات الدولارية المزمع طرحها بالأسواق العالمية.
وقال نعمان خالد، المحلل المالى، إن هبوط البورصات العالمية خلال الجلسات الأخيرة، لا سيما البورصة الأمريكية، يرجع إلى تزايد العوائد على السندات كأداة استثمار مما زاد من طلبات الشراء عليها على حساب الاستثمار فى الأسهم، إضافة إلى سعى المستثمرين إلى جنى أرباح الارتفاعات التى شهدتها البورصة الأمريكية خلال الشهر الماضى، كما أن السوق الأمريكية سوق قائدة وهبوطها يؤثر على باقى البورصات.
وسجلت الأسواق العالمية هبوطاً حاداً انطلاقاً من نيويورك، التى انخفض مؤشرها الاثنين الماضى بنحو 5%، وهو أدنى هبوط يومى منذ 2011، وصولاً إلى بورصة طوكيو التى هوت أمس الأول لأكثر من 4%.
من جانبه، وصف روبرت كابلن رئيس بنك الاحتياطى الفيدرالى فى ولاية «دالاس» عملية البيع التى تشهدها مؤخراً البورصات العالمية بحركة تصحيحية «صحية» بعد أن وصلت إلى قيم مرتفعة.
وأضاف فى تصريحات لوكالة «رويترز» أمس، أنه لا يعتقد أن يكون للتراجع الذى يخيم على أداء البورصات العالمية تداعيات على الاقتصاد. وتابع «كابلن» أن هبوط الأسواق الذى يحدث الآن «هو فى الأساس حدث عارض فى الأسواق ومثل هذه الأشياء قد تكون صحية».
يذكر أن أسواق الأسهم العالمية قد شهدت تراجعاً، خاصة فى أسواق أوروبا وآسيا أمس، حيث انخفض مؤشر نيكى اليابانى لـ4.7%، وتراجعت أسهم هونج كونج 5%، ومؤشر فوتسى 100 ببورصة لندن 3%، وتبع الانخفاض الحاد السابق يوم مرعب للمستثمرين فى أمريكا، إذ انخفض مؤشر «دو» الصناعى لأكثر من 1.175 نقطة أو 4.6%، وهو أكبر انخفاض له فى يوم واحد. ووفقاً لتقارير اقتصادية أمس، فقد سجلت الأسواق المالية الأوروبية تحسناً طفيفاً، لكن المؤشرات الآسيوية لم تستفد من انتعاش «وول ستريت» خلال الليل، فى الوقت الذى حذر فيه المتعاملون من تقلبات أخرى مع ترقب القرار حول معدلات الفائدة فى الولايات المتحدة، حيث ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 2.885% -أمس الأول- لتصل إلى أعلى مستوياتها فى أربع سنوات.