طوابير في المعرض على "أبو بلاش".. ندوات وكتب و"فنجان جبنة"

كتب: عبدالله عويس

طوابير في المعرض على "أبو بلاش".. ندوات وكتب و"فنجان جبنة"

طوابير في المعرض على "أبو بلاش".. ندوات وكتب و"فنجان جبنة"

القهوة والسكر والزنجبيل، معبأة في أكياس لا تفارق يديه، والفحم يظل مشتعلًا طيلة اليوم، والراغبون في فنجان صغير من "الجبنة" التي تشتهر بها حلايب وشلاتين لا يتوقفون عن زيارة الخيمة، المنصوبة أمام أحد مداخل معرض القاهرة الدولي للكتاب، ولأن تجربة المشروب مجانية فالأعداد كانت كبيرة، لكن ذلك لم يكن وحده المجاني داخل المعرض.

داخل الخيمة الصغيرة، الممتلئة بصور الأجداد، وبعض الأدوات الأساسية للمنازل في حلايب، كان محمد حسين، ذو الـ24 عامًا، يجلس على بابها، لا تتوقف يده عن صب الجبنة لزوار الخيمة، ورغم المجهود الذى يبذله الشاب، سواء بإعدادها أو المتابعة مع الأشخاص وبحثه عن الفناجين الفارغة إلا أن الأمر يسعده "علشان ببلاش فالناس جاية تشرب، وأنا مبسوط لإنهم بيتعرفوا على ثقافتنا من قرب» يحكى محمد، وهو يرفع الجبنة من على الفحم ويصبها لطفلة صغيرة أرادت تجربة المشروب برفقة أمها "زنجبيل وقهوة مع بعض، وبيتغلوا ويتصفوا، ولما بنصبها بنخلي سكر في آخر الفنجان، مبنقلبوش، دي عادتنا في شربها".

زحام دفع علي ناصر، للاقتراب من أجل معرفة السبب، ليرى شخصًا يمسك بقلم "بوص" ومن أمامه محبرة، وأوراق بيضاء يدون بها أسماء الواقفين، شعر بالإحراج لعدم معرفته لذا همس لشاب يقف إلى جواره "هو ده بكام" فأجابه الآخر بابتسامة: "ببلاش يا باشا، هيكتب اسمك بخط جميل على ورق كوشيه ناعم، اكتب اسمك في القائمة دي ولما ييجي دورك هينادي عليك وتكتبه ببلاش".

 كانت إسراء هشام، تمسك كشكولًا تدون به أسماء الواقفين، والذين وصلوا في ساعات قليلة إلى حوالى 250 اسمًا، وإلى جوارها كان خالد مجاهد، المدرس بكلية التربية بجامعة الأزهر يدون أسماء الواقفين بالخط الديواني "أنا حاصل على جوائز دولية في الخط، ومتطوع في المكان هنا تبع الأزهر، ومبسوط بالأعداد الكبيرة اللي عندها محبة للغة العربية وطريقة رسمها".

مؤتمرات وندوات، لا يشترط الحضور فيها دفع أي مبلغ مادي، ينضم لها العشرات، لا سيما إن كان هناك عرض مسرحي للأطفال، أو ندوة لإلقاء الشعر، ومنشورات توعوية توزع على الحاضرين، مثل التي تضعها وزارة الداخلية في الجناح الخاص بها: "لقيت ورق عن الجرائم الإلكترونية، وإزاي منقعش ضحايا ليها، فخدت ليا عشان أفهم ولعيالي" يحكي محسن عبدالله، الذي اشترى نحو 7 منشورات من داخل الجناح له ولأولاده مجانًا.


مواضيع متعلقة