عم فتحي.. 30 عاما من صناعة الأكياس الورقية: الناس بقت تدور على الرخيص

كتب: دعاء عرابي

عم فتحي.. 30 عاما من صناعة الأكياس الورقية: الناس بقت تدور على الرخيص

عم فتحي.. 30 عاما من صناعة الأكياس الورقية: الناس بقت تدور على الرخيص

بين كميات كثيرة من أفرخ الأوراق البنية اللون، المتراصة فوق بعضها، التي يطلق عليها "كرست"، يجلس عم فتحي عبدالسميع، لمدة 13 ساعة في اليوم، داخل محل رزقه الصغير، الذي يقع في شارع سويقة السباعين، بحي عابدين، يمارس عادته اليومية التي لم ينقطع عنها منذ ثلاثين عامًا.

يطوي ويلصق الأوراق على هيئة أكياس تناسب الأحجام المختلفة، بواسطة عجين مكون من الدقيق والنشا والشبة المخلوطين بالمياه، بائعًا الكيلو بـ20 جنيها، "بعمل أحجام من التمن كيلو لحد 10 كيلوجرامات، وبيشتريها أصحاب مقلة اللب والسوداني ومحلات العطارة".

من لُب الشجر يصنع نوعية الأوراق التي يعمل فيها الرجل الستيني من عمره، ويقوم بشرائها من أحد المصانع التي تحولها إلى أوراق، عائدًا بذاكرته إلى أيام ما قبل فترة الثمانينات قبل ظهور الأكياس البلاستيكية، كان جميع المحال التي تعمل في المنتجات الغذائية تعتمد على الأكياس الورق" زمان كان الشغل كتير جدا لكن دلوقتي يا دوب على الأقد".

انخفاض أسعار الأكياس البلاستيكية ساعدت على انتشار استخدمها برغم من أنها مضرة على الأطعمة ومصنعة من مخلفات وتفاعلها مع الأطعمة مسبب لأمراض خطيرة، بعكس الورق المصنع من الخامات الطبيعية "الجزارين، والأفران وبايعين الخضار والفاكهة كانوا كل تعاملتهم في الأكياس الورقية عشان صحية لكن كله دلوقتي بقى بيدور على السهل والرخيص".

في حين أن جميع البلاد الأجنبية والعربية لا تزال تستخدم الأكياس الورقية في تعاملتها لأنها تعلم مدى صحتها وخطورة الأكياس البلاستيكة على صحة الإنسان "حتى السودان اللي بنقول عليها دولة نامية منعت استخدام الأكياس البلاستيك في بلادها عقبال ما يعملوا عندنا كدا".


مواضيع متعلقة