بريد الوطن| الجامعات المصرية بين الأمانة العلمية والعملة الأجنبية

07:53 م | الاثنين 05 فبراير 2018

إن موضوع الطلبة الوافدين إلى بلادنا لكى ينالوا وينهلوا من علمنا هو موضوع غاية فى الأهمية ويستحق من كل أجهزة الدولة المعنية، خاصة الجهات العلمية والبحثية، الاهتمام والمصداقية الشديدة درءاً للشبهات والإساءة إلى العملية التعليمية برمتها، لأن هناك تجاوزات تحدث بالفعل ولا بد لنا من وقفة تعيد لنا الهيبة والكرامة والمصداقية. ونذكر هنا بعض التجاوزات التى تؤدى إلى تفرقة عنصرية مقيتة بين أبناء مصر من الباحثين وبين السادة الوافدين وإهدار للأمانة العلمية والكرامة الإنسانية، وأسوق بعضاً من هذه التجاوزات التى رأيتها رأى العين: ظهور أحد رؤساء الجامعات بوسط الدلتا فى إحدى القنوات المشهورة، وقال ما معناه، وذلك فى معرض الرد على أحد أساتذة الجامعة التى يرأسها «أنا عندى مئات الطلاب الوافدين وهم يدخلون عملة صعبة للبلاد، والبلاد فى حاجة إليها والحديث عن هذا الموضوع لا يجب أن يكون فى وسائل الإعلام» انتهى كلامه أو كما قال، ولو كان موضوع الوافدين ليس به ما يشين أو ليس به تجاوزات لما امتعض هذا المسئول الجامعى رفيع المستوى من الحديث عن هذا الموضوع على الهواء.. حالة أخرى: طالب من الوافدين من دولة عربية شقيقة يقدم على تسجيل درجة تمهيدى الماجستير فى كلية من كليات العلوم وذلك بعد قفل باب التقدم بشهرين أو أكثر، علماً بأن الطالب لا تنطبق عليه كل الشروط الواردة فى اللوائح المطبقة على الطلبة المصريين ومع ذلك تمت الموافقة على التسجيل، فى الوقت الذى حرم من هذه التسهيلات معيد فى نفس القسم الذى سوف يتم فيه التسجيل، علماً بأن المعيد المصرى تنطبق عليه كل الشروط العلمية وزيادة، إلا أنه تأخر شهراً عن ميعاد التسجيل! وبذلك ضاع عام كامل على ابن البلد وأصحاب الدار، وقبول أوراق هذا الوافد مخالفة صريحة للوائح والقوانين المعمول بها لدينا، وتمييز الوافد على أبناء البلد مخالف للدستور الذى يسوى بين أبناء الوطن فى كل الحقوق والواجبات، فما بالك إن كانت هذه الحقوق بين وافد وابن البلد، والحجة أن الجامعة ترغب فى ذلك جرياً وراء العملة الصعبة!.

أ. د/ سعيد السيد عبدالغنى

أستاذ بكلية العلوم - جامعة بنها

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com