ما هذا الذى تفعله البرازيل مع زعيمها الأسطورى «لولا»؟
- أمريكا الجنوبية
- احتياطى نقدى
- الاقتصاد العالمى
- الاقتصاد والعلوم السياسية
- الانتخابات الرئاسية
- التقاط الصور
- الدرجة الأولى
- الرئيس باراك أوباما
- أثرياء
- أحذية
- أمريكا الجنوبية
- احتياطى نقدى
- الاقتصاد العالمى
- الاقتصاد والعلوم السياسية
- الانتخابات الرئاسية
- التقاط الصور
- الدرجة الأولى
- الرئيس باراك أوباما
- أثرياء
- أحذية
(1)
كانت البرازيل ذات المائتى مليون نسمة تعانى الانهيار والإفلاس حتى جاء هذا الزعيم.. «سيلفا دا لولا».
ما فعله «لولا».. هو معجزة بكل المقاييس.. تجرى دراستها فى كليات الاقتصاد والعلوم السياسية باسم «المعجزة البرازيلية». استطاع الزعيم الأسطورى «لولا» أن ينتشل بلاده من الحطام إلى المجد.. من «القاع» فى كل شىء إلى «القمة» فى كل شىء.
قام «لولا» بتسديد القرض الدولى وقيمته (30) مليار دولار بالكامل فى ثلاث سنوات.. ثم أصبح دائناً لصندوق النقد الدولى بعد أربع سنوات من سداد الديون.. وفى عام 2011، غادر الرئيس لولا السلطة، وقد احتلت بلاده المركز السادس فى الاقتصاد العالمى، متقدمة على بريطانيا التى تراجعت وراء البرازيل إلى المركز السابع!
ترك «لولا» السلطة، وفى خزينة بلاده احتياطى نقدى يفوق ربع التريليون دولار، وشعبيته تتجاوز (90%).. وزعماء العالم يتهافتون لالتقاط الصور معه.
(2)
يقول مؤرخو سيرة الزعيم البرازيلى.. إن «سيلفا دا لولا».. بدأ عاملاً فى مهن كثيرة.. ماسح أحذية فى شوارع ساوباولو لعدة سنوات، وعاملاً فى محطة وقود، ثم بائع خضراوات، ثم ميكانيكى سيارات، ثم عاملاً فى ورشة حدادة.
هنا بدأ «لولا» حقبة العمل العام.. انضمّ «الفقير ابن الفقراء» إلى نقابة عمال الحديد، ثم أصبح نائباً لرئيس النقابة، ثم رئيساً لها.. حتى بدأ العمل السياسى.. عضواً ثم قيادياً فى حزب العمال.. إلى أن أصبح نائباً فى البرلمان.
قرّر «لولا» الذى يمتلك رؤية كبرى لبلاده.. خوض الانتخابات الرئاسية.. وفشل ثلاث مرات.. إلى أن تم انتخابه عام 2002 كأول رئيس يسارى منتخب فى تاريخ البرازيل منذ تأسيسها كجمهورية عام 1989.
(3)
ما إن وصل «لولا» حتى أصيب رجال الأعمال بالقلق من ذلك الزعيم الاشتراكى الذى جاء إلى السلطة.. انهارت البورصة.. وانخفض الريال البرازيلى.. وساد القلق فى كل مكان.
فاجأ «لولا» الجميع.. جاء بأفضل مستشارين من كبار المفكرين والخبراء فى البرازيل.. وألغى «الأيديولوجيا اليسارية» المتطرّفة من حساباته.. وترك المزايدين فى حملته دون الانصياع لأفكارهم. لم يعد «لولا» شخصاً منغلقاً وراء الشعارات والضجيج.. والمتاجرة باسم الفقراء على حساب سمعة واقتصاديات الأثرياء.
أسّس «لولا» فكراً سياسياً واقتصادياً جديداً.. دعّم الرأسمالية بكل طاقاته، وأخذ معه رجال الأعمال فى رحلات خارجية زادت مدتها الإجمالية عن عام كامل من أعوام الرئاسة الثمانية.
فى الوقت ذاته.. أطلق الزعيم الأسطورى «لولا» مبادرة «صفر جوع» وعمل طوال حكمه على وقف ما سمّاه «توارث الفقر».. ونجحت سياساته فى إخراج أكثر من (20) مليون برازيلى من تحت خط الفقر إلى مستوى معيشة لائق. إن القدرة المذهلة للزعيم «لولا» فى التوفيق بين اليسار واليمين جعلت كاتباً فرنسياً يصفه بالقول: «الرئيس لولا يضع قدماً فى كل جهة فى العالم.. أقنع الرأسمالية بالاستثمار فى البرازيل، وتحالف مع أعداء العولمة»!
(4)
لم يقف إبداع «لولا» السياسى والاقتصادى والاجتماعى عند هذا الحدّ.. بل امتدّ إبداع الزعيم «لولا دا سيلفا» إلى صنع مكانة دولية غير مسبوقة لبلاده فى العالم.. أسّس «اتحاد أمم أمريكا الجنوبية».. واستطاع تقليص الهيمنة الأمريكية لصالح بلاده.. وشعرت واشنطن أن «لولا» قد جعل البرازيل تحل محل أمريكا فى النفوذ داخل أمريكا الجنوبية.
وبعيداً عن بلاده بآلاف الأميال.. راح «لولا» يعمل فى تأسيس تحالف «دول البريكس»، ويدخل للوساطة فى القضية الفلسطينية والملف الإيرانى.
(5)
أصبح «لولا» نجم السياسة الدولية لسنوات عديدة.. وفى عام 2009 اختارته صحيفة «لوموند» الفرنسية «شخصية العام». وفى عام 2010 قالت مجلة «التايم» الأمريكية: إنه الزعيم الأكثر تأثيراً فى العالم. وقال الرئيس باراك أوباما: «إن الزعيم البرازيلى لولا أكثر شعبيةً منى.. إنّه الزعيم الأكثر تأثيراً فى العالم».
إن «لولا» الذى بنى البرازيل المعاصرة.. يجرى اتهامه الآن فى قضايا فساد، يقول أنصاره إنها غير صحيحة، ولا أساس لها. لقد جرى سحب جواز سفره ومنعه من مغادرة البلاد.. وتعاملت معه السلطة بخشونة شديدة.. وجرى الحكم عليه فى الدرجة الأولى بأكثر من تسع سنوات سجن!
البرازيل دولة كبيرة لها مكانتها المرموقة فى بلادنا والعالم.. وليس من المناسب التعرّض لحكم قضائى وشأن داخلى برازيلى.. لكن ما جرى ويجرى للرئيس «لولا».. لا يمكن أن يكون شأناً برازيلياً محليّاً فقط.. ذلك أن الرئيس «لولا».. هو إحدى أيقونات صناعة النهضة فى العالم المعاصر.. كما أن إنجازاته التاريخية لا تزال موضع إلهام فى تجارب النهضة ونماذج التنمية فى قارات العالم الست.
يا لقسوة السياسة.. ويا لبؤس الطريق الدائرى فى الحياة.. كم هو مؤلم أن يكون الزعيم الذى زار العالم لأجل بلاده لا يملك وثيقة سفر.. الرجل الذى انطلق بالبرازيل فى صناعة الطائرات وعلوم الفضاء لم يعد بمقدوره الوصول إلى صالة المطار.. الرئيس الذى بنى البرازيل المعاصرة بات متّهماً فى سرقة شقة!
قاتل الله السياسة.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر
- أمريكا الجنوبية
- احتياطى نقدى
- الاقتصاد العالمى
- الاقتصاد والعلوم السياسية
- الانتخابات الرئاسية
- التقاط الصور
- الدرجة الأولى
- الرئيس باراك أوباما
- أثرياء
- أحذية
- أمريكا الجنوبية
- احتياطى نقدى
- الاقتصاد العالمى
- الاقتصاد والعلوم السياسية
- الانتخابات الرئاسية
- التقاط الصور
- الدرجة الأولى
- الرئيس باراك أوباما
- أثرياء
- أحذية