من أرشيف الصحافة| مشكلة بين نجيب وناصر.. تسببت فيها أم كلثوم

كتب: صفية النجار

من أرشيف الصحافة| مشكلة بين نجيب وناصر.. تسببت فيها أم كلثوم

من أرشيف الصحافة| مشكلة بين نجيب وناصر.. تسببت فيها أم كلثوم

عقب إذاعة بيان خروج الملك فؤاد من مصر، أذاعت الإذاعة المصرية أغنية "في حمى الفاروق"، التي تمجد الملك للسيدة أم كلثوم، فأُصيب الجمهور الذي كان يتابه البيان المهم بدهشة، وطاردتهم التساؤلات، هل عاد الملك فاروق ثانية؟، هل فشلت الثورة وأعاده الإنجليز بقوة؟، فلم يكن من جمال عبدالناصر إلا أن يتصل بالإذاعة، قائلا بحزم وغضب شديد: "في حمى فاروق مين؟ إيه اللي بيحصل في الإذاعة، فاروق زمانه وصل إيطاليا".

وبعد مكالمة عبدالناصر، استدعى مدير الإذاعة آنذاك صلاح زكي المسؤول عن إذاعة الأغنية، الذي أوضح أن هذا خطأ غير متعمد على الإطلاق، وأنّه بسبب السرعة لم يقرأ المتخصص البيانات المسجلة على الأسطوانة المذاعة، وبسبب هذه الأغنية تم فرز جميع الأغنيات واستبعاد كل ما يمجد الملك فاروق، ولسوء الحظ أن إحدى الصحف الصباحية وقتها نشرت على صفحاتها، أن إحدى الفقرات المذاعة يوم 27 يوليو 1952 ستكون نشيد الفاروق.  

وتسببب هذا الأمر في وقف محمد فتحي مدير الإذاعة، عن العمل، بأمر من السراي، ولولا أن البعض كان عالما بوطنيته وتدخل لإعادته إلى عمله لما عاد إليه مرة أخرى، وفقا لما ذكرته مجلة صباح الخير في عددها الـ1989.

الكاتب الصحفي رشاد كامل كان شاهدا على مشكلة أخرى حدثت في الإذاعة بسبب السيدة أم كلثوم، تسببت في فتور العلاقة بين محمد نجيب وجمال عبدالناصر، موضحا أن الإذاعة آنذاك، كانت تذيع أغنيات أم كلثوم وعبدالوهاب بصفة دورية، وكانا يتقاضيان أجرا كبير يبلغ 80 في أغنيات الفيلم الواحد، أما الأغنيات الأخرى فكانت تحسب بالدقيقة، وتتقاضى أم كلثوم 66 قرشا و6 ملليمات على الدقيقة الواحدة، ما تسبب في مشكلة مالية للإذاعة.

محمد فتحي مدير الإذاعة، طلب من رشاد كامل آنذاك، مهاتفة أم كلثوم وعبدالوهاب، وطلب منهما التنازل عن حقوقهما في الأموال التي يتقاضونها عن إذاعة أغنياتهم، مساهمة منهم في الثورة والعهد الجديد، وأن يكتبوا هذا الأمر لمسؤول الإذاعة، وبالتالي لا يتم صرف أي مستحقات مالية لهم بعد ذلك.

اتصل رشاد كامل بعبدالوهاب، فوافق على الأمر، وأهدى للإذاعة نشيدا وطنيا، كان الملك فاروق يعترض على إذاعته، كما وافقت أم كلثوم على هذا الطلب، قائلة: "أنتوا في إيديكوا القوة وتقدروا تتصرفوا زي ما انتوا عايزين، وأنا ليس لي رأي".

وبعد مضى 3 أشهر على الواقعة، فوجئ الكاتب رشاد كامل الإذاعة، باللواء محمد نجيب يهاتفه تليفونيا، ويخبره أن أم كلثوم "زعلانة جدا، وبتقول إنك أصدرت قرار بوقف مستحقاتها المالية إيه الحكاية؟"، فشرح لنجيب حقيقة القصة، "فشخط" فيه بصوت مرتفع، قائلا: "لازم تدفعوا لأم كلثوم فلوسها الموقوفة حالا"، فرد عليه كامل: "أنا لا أتلقى أوامر إلا من البكباشي جمال عبدالناصر".

وسرعان ما وجد رشاد، جمال عبدالناصر يهاتفه، قائلا: "إنت ليه مزرجن في حكاية فلوس أم كلثوم وعبدالوهاب، محمد نجيب زعلان منك جدا ومزرجن، إنت عملت معاه إيه؟"، فأخبره بما حدث بينهما، فوجد عبدالناصر يضحك، قائلا: "إنت ديما بتجيبلي المشاكل، كلمة حاضر مش بتلكلف حاجة، قول حاضر يا سيدي لنجيب، وابقى كلمني نتصرف ولا إحنا جايين عشان ناكل فلوس الناس"، وانتهت المكالمة.

وأرسل رشاد كامل للإذاعة، لإحضار القرار السابق لإلغاء التاشيرة التي تمنع أم كلثوم وعبدالوهاب من أخذ مستحقاتهما، وبعد ذلك علم أنّ السيدة أم كلثوم أخذت مستحقاتها عن الشهور السابقة، وسعدت بذلك، لكن محمد نجيب ظل غاضبا ومستاءً من حواره معه، ظنا أنّ الأمر تم بإيعاز من عبدالناصر.      


مواضيع متعلقة